بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 11 فبراير 2012

ماذا ننتظر؟

ماذا ننتظر؟
فإن سيرتنا نحن هي في السماوات، التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح ( في 3: 20 )

«ماذا أنتظر بعد؟» هذا سؤال يشغل بال كل واحد من ناحية ما، فإنسان العالم غارق في الملذات والرغبة في الثروة وشهوة الصيت أو خلاف ذلك مما يشتهي الذهن الطبيعي، ولكن في الختام يجد أن هذه الأشياء جميعها باطل وقبض ريح ولا يمكن أن تعطي سلامًا وقناعة حقيقية لأنها إلى لحظة، والراكضون وراءها يذبلون ويموتون كزهرة الحقل. وفي مقابل هذا ما أعجب الغرض الموضوع أمام المسيحي الحقيقي؛ فهو ينتظر ابن الله من السماء ( 1تس 1: 10 )، وامتيازه طالما هو هنا في الانتظار أن يخدم الله الحي الحقيقي، وما أمجد وأنفع الأمور الأبدية التي تشغله، فهو ينتظر في وسط ظلمة الليل (أي وقت غياب المسيح) ظهور كوكب الصبح المنير، ويكرر من وقت لآخر «آمين. تعال أيها الرب يسوع».

وسيتم يومًا ما الاجتماع العجيب الذي يفوق بما لا يُقاس أي اجتماع آخر حدث في العالم. سيتم هذا الاجتماع في الهواء ( 1تس 4: 17 ) والغرض منه ليس مُلاقاة بعضنا بعض (مع أنه سيتم لنا ملاقاة بعضنا بعض)، ولكن الغرض أن «نلاقي الرب»، ولن يغيب مؤمن حقيقي واحد، سواء من أولئك الذين رقدوا في الرب أو من المؤمنين الأحياء وقت مجيئه. وأيضًا لن يكون في هذا الاجتماع واحد فقط غير مؤمن. وكل الاختلافات الظاهرة ستختفي، والحواجز ستُرفع، وكل الانقسامات بين المسيحيين ستنتهي إلى الأبد، ولن يكون الاجتماع في ضعف أو يلازمه سقوط كما في الوقت الحاضر، ولكنه سيكون في قوة الانتصار المجيد الذي لربنا يسوع المسيح على الموت، وسيلبس كل مؤمن صورة جسد مجد المسيح، وسيكون هو الغرض الرئيسي أمام كل قلب.

وسيكون كل هذا التغيير في لحظة في طرفة عين، في كل فرد من أفراد خاصته، وهذه اللحظة المباركة تقرب من وقت لآخر، وكل يوم يمر وكل ساعة تمضي، تُقربها أكثر فأكثر، وهي بذاتها التي ينتظرها المسيح نفسه إذ يكون قد انتهى صبر المسيح، وقلبه، بكل عواطفه نحو كنيسته، سيشبع تمامًا إذ يُحضرها لنفسه «كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيءٌ من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب» ( أف 5: 27 ). وما أعظم سرورنا وقتئذٍ إذ نراه مُكللاً بأكاليل المجد والكرامة ومُمجدًا فوق كل شيء، ومدفوعًا إليه كل سلطان.

يا ليت ضياء ولمعان ذلك اليوم يُنير سبيلنا ويولِّد كل تغيير في حياتنا وتصرفاتنا هنا على الأرض. 

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق