بحث هذه المدونة الإلكترونية

كتاب مقدس




معانى كلمات سفر ميخا



(أ)

vأتزكى : المقصود هنا : أُبَرَّر . ( مى 6 : 11 )
vأضجرتك : ضايقتك . ( مى 6 : 3 )
vأعقارها : تقدماتها ، و تشمل : هدايا و أجرة و مقتنيات .. إلخ .( مى 1 : 7 )
(ت)
vتتجيشين : تـُعدين جيشاً . ( مى 5 : 1 )
vتتفرس : تنظر بتدقيق و تأمل . ( مى 4 : 11 )
(ظ)
vظالعة : عرجاء . ( مى 4 : 6 )
(ف)
vفاتِك : جرئ شجاع ، و المقصود هنا : فاتح الثغرة . ( مى 2 : 13)
(م)
vمقصاة : مُـبْـعَدة . ( مى 4 : 7 )
(ي)
vيعكشونها : يتآمرون جميعاً على الحق . ( مى 7 : 3 )



2سلسلة أقوال سليمان الحكيم - قيمة الحكمة


سلسلة أقوال سليمان الحكيم
الحكمة



(2) "قيمة الحكمة"


لأن الحكمة خير من اللآلئ،


وكل الجواهر لا تساويها.
(11:8)


معانى كلمات سفر صفنيا 





(أ)





أرزيها : أشجار الأرز
المشهورة به لبنان . ( صف 2 : 14 )


(ت) 


vتجاديف : مفردها تجديف ، و هى توجيه الإهانة لله . ( صف 2
: 8 )


(ج) 


vجائزة : ظالمة . ( صف 3 : 1 )
(ش) 


vشرف : مفردها شرفة . ( صف 1 : 16 )


(ع) 


vعُمُد : مفردها عمود . ( صف 2
: 14 ) 

(ق) 


vقوق : طائر يألف الأماكن الخربة و العيش فى البرية
. ( صف 2 : 14 ) 


(ك)


vكماريم : كهنة الأصنام . ( صف 1
: 4 )
 




(ي) 



vيربض
: يقيم ، يرقد ، يسكن . ( صف 2 : 7 ) 


يسفح : يسفك . ( صف 1 : 17 ) 

ينعب : النعيب هو صوت الغراب . (
صف 2 : 14 ) 


يهزل : انظر تهزل . ( تهزل : تضعف ،
تقل . ) . ( صف 2 : 11 )
 






+ + + + + + +


معانى كلمات سفر إشعياء









(أ)

vاتخمت : شبعت ، امتلأت . ( إش 1 : 11 ) 
vأتمخض : أتوجع بآلام الولادة . ( إش 23 : 4 ) 
vاجتناء : جنى المحصول ، حصاد . ( إش 32 : 10 )
vأجرَد : أملس الجلد ، بدون شـَعر . ( إش 18 : 7 )
vأجمة / أجم : الأجمة هى البركة . ( إش41 : 18 )
vاحتزموا : طوقوا بالحزام ، و المقصود : استعدوا و تأهبوا . ( نش 8 : 9 )
vأحراز : مفردها حرز ، و هو التعويذة . ( إش 3 : 20 )
vأدوار : مفردها دور ، و هو الجيل . ( إش 51 : 9 )
vأزجر : أنتهر . ( إش 54 : 9 )
vأزقة : مفردها زقاق ، و هو الطريق الضيق بين البيوت . ( إش 5 : 25 )
vأشنع : كثير الشناعة ، و المقصود : أنه مرفوض أو ردئ . ( إش 14 : 19 ) 
vاصهلى : اصرخى بصوتٍ عالٍ كفرس . ( إش 10 : 3 )
vأفتناك : أضلاَّك . ( إش 47 : 10 )
vأفنان : مفردها فنن ، و هو الغصن أو الفرع . ( إش 17 : 6 )
vاقطرى : أمطرى . ( إش 45 : 8 )
vإلحام : اللـَّحَام . ( إش 41 : 7 )
vأمخض : أتوجع بآلام الولادة . ( إش 66 : 9 ) 
vانحاش : قبض عليه .( إش13 : 15 ) 
vأَنـْخـُر : ألهث . ( إش 42 : 14 )
v
أهدر : كرر وردد الصوت . ( إش 38 : 14 )(ب) 

vبطمة / بطم : البطمة هى شجر برى معمر . ( إش 1 : 29 ) 
vبعولة : ذات بعل ( زوج ) ، و المقصود هنا : خصبة . ( إش 62 : 4 )
vبكران : جـِمال صغيرة.( إش 60 : 6 )
vبهرمانية : نسبة إلى بهرمان . ( بهرمان حجر كريم لونه احمر ) . ( إش 54 : 12 )
vبورق : مادة للتنظيف .( إش 1 : 25 ) 


(ت)

vتـئنون : تحزنون ، تتألمون . ( إش 16 : 7 ) 
vتتجلد : تصبر ، تتحمل ، تحجم عن . ( إش 64 : 12 )
vتتفقح : تتفتح . ( إش 35 : 5 ) 
vتجحر : تدخل الجحر ، تعشش . ( إش 34 : 15 ) 
vتـَحْسِـرُ : تغلق . ( إش 32 : 3 )
vتدلعون : تخرجون . ( إش 57 : 4 )
vتزهو : تزدهر . ( إش 66 : 14 )
vتضجروا : تملوا ، تسأموا ، تنفذوا الصبر . ( إش 7 : 13 ) 
vتفتة : اسم مكان لحرق الأجساد . ( إش 30 : 33 ) 
vتفغر : تفتح الفم واسعاً . ( إش 57 : 4 ) 
vتقفر : تصير صحراء .( إش 6 : 11 ) 
vتمخض : تعانى أوجاع الولادة . ( إش 54 : 1 )
vتهدر : انظر أهدر . ( أهدر : كرر و ردد الصوت . ) ( إش 17 : 12 )
v
تهزل : تضعف ، تقل . ( إش 17 : 4 )(ث)
vثفل : ما يستقر فى أسفل الوعاء من عكارة .. ( إش 51 : 17 )
v
ثكل : فقد الولد . ( إش 47 : 8 )(ج)
vجابل : خالق ، صانع.( إش 27 : 11) 
vجازِّيها : الذين يجزونها ، أى يقصون صوفها . ( إش 53 : 7 )
vجبلة : خلقة . ( إش 29 : 16 )
vجرداء : مؤنث أجرد ، و هو الأملس الذى لا شعر له . ( إش 18 : 2 )
vجرذ / جرذان : الجرذ هو نوع من الفأر . ( إش 66 : 17 )
vجلية : ضوضاء ، ضجيج . ( إش 16 : 9 ) 
v
جيف : جثث الموتى المتعفنة . ( إش 34 : 3 )(ح)
vحائض : طامث ، من عليها عادة النساء .. ( إش 30 : 22 )
vحاذق : ماهر ، بارع . ( إش 3 : 3 )
vحصرم : عنب غير ناضج . ( إش 18 : 5 ) 
v
حفيف الأجنحة : المقصود هنا : القوارب المجنحة التى تحمل شراعين . ( إش 18 : 1 )(د)
vدِرَّة : كثرة اللبن و فيضه . ( إش 66 : 11 ) 
vدردى : العكر ، الكدر الراسب فى أسفل الخمر و غيره . ( إش 25 : 6 ) 
vدقة : تراب ناعم ، غبار . ( إش 40 : 15 )
vدوارة : فرجار و يسمى بالعامية ( البرجل ) ، آلة لتقدير الدوائر . ( إش 44 : 13 ) 
vدودى : لون أحمر قرمزى و هو صبغ يستخرج من دودة الأرجوان . ( إش 1 : 18 ) 
v
دِياستى : مداسون ، مطحونون . ( إش 21 : 10 )(ذ)
vذخائرهم : ثرواتهم ، كنوزهم . ( إش 10 : 13 ) 


(ر)

vرازح : مُرهق ، لا يستطيع الوقوف من شدة التعب . ( إش 5 : 27 )
vرذالة : من رَذِل أى احتقر . ( إش 66 : 24 ) 
vرسن : لجام . ( إش 30 : 27 )
v
رقاك : سحر لك ، غواك . ( إش 47 : 9 )(ز)
v
زُقاق : الطريق الضيق بين البيوت . ( إش 51 : 20 )(س)
vسرادق : غطاء ، خيمة . ( إش 40 : 22 ) 
vسرافيم : أرواح ( ملائكة ) تخدم عرش الله . ( إش 6 : 2 )
vسرو : نوع من الأشجار الكبيرة و يشير إلى القوة و العظمة . ( إش 37 : 24 )
vسُقاط : كل ما يسقط . ( إش 34 : 4 )
vسقيم : من طال مرضه .( إش 1 : 5 )
vسندان : آلة يطرق عليها الحداد . ( إش 41 : 7 ) 
vسنديان : نوع من الشجر . ( إش 41 : 19 ) 
vسنوبر : شجر دائم الخضرة يبلغ ارتفاعه حوالى 12 متراً ، خشبه شديد صلد . ( إش 44 : 14 )
vسورق : اسم عبرى معناه : كرم مختار . ( إش 5 : 2 )
v
سيالاً : فياضاً ، غزيراً.( إش 15 : 3 )(ش)
vشارع : المقصود هنا : شاهد . ( إش 55 : 4 )
vشربين : شجر من الفصيلة الصنوبرية ينمو فى لبنان . ( إش 41 : 19 )
vشفع : دافع عن ، توسل لأجل . ( إش 53 : 12 ) 
vشفيع : محامٍ ، مدافع . ( إش 59 : 16 ) 
vشكيمة / شكائم : الشكيمة هى اللجام ( الحديدة التى توضع فى فم الفرس ) . ( إش 37 : 29 )
vشواهين : مفردها شاهين ، و هو طائر جارح من جنس الصقر . ( إش 34 : 15 ) 
v
شونير : نبات أشبه بنبات الينسون ، و بذوره هى حبة البركة . ( إش 28 : 25 )(ص)
vصاقل : المقصود هنا : الحداد . ( إش 41 : 7 ) 
v
صلف : زهو و كبرياء.( إش 16 : 6 )(ط)
v
طـَبَعَ : صنع ، صاغ .( إش 44 : 12 )(ع)
vعثرة : عقبة ، فخ . ( إش 8 : 14 ) 
vعدة : بالية متسخة . ( إش 64 : 6 ) 
vعراقيب : طرق وعرة فى الجبال . ( إش 40 : 4 )
vعِرزال : كوخ يتخذه الحارس من أغصان الشجر . ( إش 24 : 20 )
vعرق : جذر . ( إش 53 : 2 )
vعـُطـْف : مفردها عطاف ، و هو الرداء أو المعطف . ( إش 3 : 22 )
vعُمُد : المقصود هنا : الرجال الذين تقوم عليهم الصناعة . ( إش 19 : 10 ) 
vعملته : المقصود هنا : مكافأته ، مجازاته . ( إش 40 : 10 ) 
v
عيىَّ : متلعثم ، ثقيل اللسان . ( إش 33 : 19 )(غ)
vغرمائى : مِن غريم ، و هو الدائن أو المدين أو الخصم .. و المقصود هنا : دائنىَّ . ( إش 50 : 1 )
v
غى : ضلال . ( إش 19 : 14 )(ف)
vفتور : هدنة ، توقف عن العمل . ( إش 14 : 6 ) 
vفِرْصَة : قطعة من القماش . ( إش 30 : 22 ) 
vفكوك : مفردها فك . ( إش 30 : 28 )
v
فئ : ظلال . ( إش 4 : 6 )(ق)
vقادحين : موقدى ( النار ) . ( إش 50 : 11 ) 
vقدوم : آلة يستخدمها الحداد . ( إش 44 : 12 ) 
vقشيشاً : قش ، تبن .( إش 33 : 11 ) 
vقـَصَّار : الشخص الذى يقوم بصباغة الثياب . ( إش 7 : 3 )
v
قلع : شراع . ( إش 33 : 23 )(ك)
vكلس : جبر . ( إش 27 : 9 ) 
v
كنانة : جعبة أو كيس السهام . ( إش 49 : 2 )(ل)
vلـُغـَفاء : من يأكل مع اللصوص و لا يسرق معهم . ( إش 1 : 23 )
v
لكناء : لغة غريبة غير مفهومة . ( إش 28 : 11 )(م)
vمتحوية : المتلوية كالحية . ( إش 27 : 1 ) 
vمتوحدة : منعزلة ، مهجورة . ( إش 27 : 10 ) 
vمجزوزة : مقصوصة .( إش 15 : 2 ) 
vمخافته : شكوى ، أنين ، دعاء . ( إش 26 : 16 ) 
vمذراة : أداة تستخدم لفصل التبن عن الحبوب و تشبه الشوكة . ( إش 30 : 24 ) 
vمرائى : مفردها مرآة .( إش 3 : 23 ) 
vمرحاً : مكان تسرح فيه الحيوانات و تمرح . ( إش 32 : 14 ) 
vمُرِفة : ترفرف طائرة .( إش 31 : 5 ) 
vمستوحشة : التى تشعر بالوحشة و العزلة و تشير هنا إلى : التى لا زوج لها و لا أولاد . ( إش 54 : 1 )
vمشقشقين : مثرثرين / متمتين . ( إش 8 : 19 ) 
vمصفصف : مزقزق .( إش 10 : 14 ) 
vمعاريك : انظر عورة . ( العورة هى ما يستره الانسان من أعضائه ) . ( إش 54 : 1 ) 
vمُعتبر : وجيه ، عظيم . ( إش 3 : 3 )
vمُعَرَّفون : مُنجِّمون .( إش 47 : 13 ) 
vمعز الوحش : معز البرية ، غير أليف . ( إش 13 : 21 )
vمعيى : مُتعب . ( إش 40 : 29 )
vمعيية : المقصود هنا : أرض مجدبة بلا ماء . ( إش 32 : 2 )
vمغطرسة : متكبرة . ( إش 14 : 4 )
vمفاجر : ينابيع ، مخارج . ( إش 41 : 18 )
vمقثأة : حقل قثاء ، انظر قثاء . ( قثاء : ثمر يشبخ الخيار .) . ( إشِ 1 : 8 )
vمِلاط : طين يطلى به الحائط . ( إش 41 : 25 ) 
vممخة : من المخ و المقصود : دسمة . ( إش 25 : 6 )
vمُنذرى : منثور ، مبعثر . ( إش 41 : 2 ) 
vمِنسف : غربال كبير . ( إش 30 : 24 ) 
v
مُتـَهَتِكة : مفضوحة ، معتدى عليها . ( إِش 23 : 12 )(ن)
vناحر : ذابح و المقصود هنا : كاسر عنق . ( إش 66 : 3 )
vنتحاجج : نتجادل بالحجة و البرهان . ( إش 1 : 18 ) 
vنحر : ذبح . ( إش 22 : 13 ) 
vنشتف : نشرب كل ما فى الإناء . ( إش 56 : 12 ) 
vنضيجاً : من النضوج .( إش 18 : 5 )
vنطق : صنع حزاماً على وسطك . ( إش 45 : 5 ) 
vنفاضة : ما سقط من الشجرة بعد هزها و تحريكها . ( إش 24 : 13 ) 
vنفض : تحريك ، هز . ( إش 17 : 6 ) 
vنكازة : نوع من الحيات . ( إش 34 : 15 ) 
vنكث : نقض . ( إش 33 : 8 ) 
v
نهدر : انظر هدر . ( أهدر : كرر و ردد الصوت ) . ( إش 59 : 11)(هـ)
vهُجُن : جِـِمال . ( إش 66 : 20 ) 
vهَجُو : ذَم ، سخرية . ( إش 14 : 4 )
v
هوادج : مفردها هودج ، و هو محمل له قبه كانت النساء تركب فيه .. ( إش 66 : 20 )(و)
vوجوه : وجهاء . ( إش 19 : 13 ) 
v
وفور : من الوفرة و تعنى كثرة ، سعة ، فيض . ( إش 47 : 9 )(ي)
vيأتزرون : انظر مآزر . ( مآزر : مفردها مئزر ، و هو ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن . ) . ( إش 15 : 3 ) 
vيتعثر : انظر عثر . ( عثر : سقط ، زل . ) . ( إش 40 : 30 ) 
vيخشخشن : يُسمع صوت عند اصطدام الخلاخيل فى أرجلهن .( إش 3 : 16 ) 
v يشقشق : يثرثر ، يتمتم . ( إش 29 : 4 ) 
vيصفار : يَصفـَر . ( إش 29 : 22 ) 
vيطبعون : يصنعون ، يشكلون . ( إش 2 : 4 ) 
vيعيون : يمرضون . ( إش 40 : 30 ) 
vيقضب : انظر قضب . ( قضب : قطع ، شذَّب . ) . ( إش 10 : 33 ) 
vيكل : يضعف . ( إش 40 : 28 )
vيُكْـنـَى : يُلـَقـَب . ( إش 44 : 5 ) 




+ + + + + + +

كيف وصل إلينا الكتاب المقدس 

 


لنيافة الأنبا إبرآم

(2بط 20:1-21) "عالمين هذا أولاً: أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص.لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس".
† منذ بداية الخليقة كان الله يتعامل مع البشرية بالتعليم الشفاهى والتقليد والتسليم من جيل الى جيل حتى عصر موسى النبى. وكان يكلمهم عن طريق الأنبياء أيضاً. كما ذكر القديس بولس الرسول قائلاً فى (عب 1:1) "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه..." إلى أن أحتاجت البشرية إلى كتاب مكتوب ينظم العلاقة بين الله والإنسان عبر الزمان، ويعلن عن محبته وفدائه له، وكان لابد من شريعة مكتوبة تعضد التسليم وتضبط الشريعة الطبيعية فى الإنسان فكتب الله الشريعة الأدبية وسلمها لموسى النبى فى جبل سيناء على لوحى العهد ثم أوحى إليه بالأسفار الخمسة (الناموس أو التوراة) وأمره أن يكتب ذلك ويسلمه للأجيال (خر 4:17) "وقال الرب لموسى أكتب هذا تذكاراً فى الكتاب، وضعه فى مسامع يشوع" وفى 
(تث 9:31) "وكتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بنى لاوى حاملى تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل" والذين بدورهم سلموها لأجيال بعدهم. لذلك نذكر المراحل التى مر بها الكتاب المقدس حتى وصل إلينا.
أولاً: مرحلة التعليم الشفاهى والتقليد والتسليم:
† وبدأ التعليم الشفاهى للوصية من الله للبشرية، بداية من أبينا آدم وأمنا حواء، ثم توارثته الأجيال بالتسليم والتقليد المعاش مثال هابيل البار الذى قدم ذبيحة مقبولة لله من أبكار غنمه ولم تكن هناك وصية مكتوبة بذلك لكنه عاش الوصية بالتسليم ونظر الرب إليه كما فى (تك 4:4) "وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه".
† كذلك نوح البار (تك 20:8) "وبنى نوح مذبحاً للرب... فتنسم الرب رائحة الرضا..." (تك 20:8-21) ولم تكن هناك وصية مكتوبة لكنه عاش الوصية بالتقليد والتسليم ثم سلمها للاجيال. حتى أننا نقرأ عن أبينا إبراهيم أنه فى (تك7:12-8) "فبنى هناك مذبحاً للرب..." وهكذا أبينا يعقوب فى بيت إيل أقام مذبحاً ودشنه (تك 28: 18) "وأقامه عموداً وصب زيتاً على رأسه".
† مثال آخر على حفظ الوصية بالتسليم والحياة المعاشة يوسف الصديق (تك 9:39) قائلاً: "كيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله" - ولم تكن وصية مكتوبة فى أيامه.حتى بعد الشريعة المكتوبة أوصى الرب بالشريعة الشفاهية قائلاً: (تث 9:4) "إنما أحترز واحفظ نفسك جداً لئلا تنسى الأمور التى ابصرت عيناك ولئلا تزول من قلبك كل أيام حياتك وعلمها أولادك وأولاد أولادك" وفى (تث 7:6) "وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس فى بيتك...".وكذلك فى العهد الجديد نذكر بعض الآيات التى تؤكد دور التسليم الشفاهى فى حفظ الوصية (2 تى 2:2) "وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناس أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين" وفى (2يو 13،14) يقول " وكان لى كثير لأكتبه لكننى لست أريد ان أكتب إليك بحبر وقلم، ولكننى أرجو أن أراك عن قريب فنتكلم فماً لفم" وراجع (يو 30:20-31)، (يو 25:21).. الخ.
ثانياً: مرحلة الكتابة:
† استغرقت قرابة 1600 سنة كتابة الكتاب المقدس بعهديه.
† أكثر من 40 شخصاً أشترك فى الكتابة، جميعهم من اليهود، ماعدا لوقا الإنجيلى (طبيب أنطاكى).
† العهد القديم (46 سفراً) أشترك فى كتابتها أكثر من 32 شخصاً.
† العهد الجديد 8 أشخاص سجلوا ما جاء فيه بالوحى الإلهى.
† والكتاب كتب فى ثلاثة قارات (آسيا وأفريقيا وأوربا).
المواد التى كتب عليها الكتاب المقدس :
1- الحجارة : 
الوصايا العشرة كتبها الله باصبعه على الحجارة: فالكتابة على الحجر معروفة منذ العصر الحجرى حيث كان الإنسان يكتب على الحجارة أولاً (العصر الحجرى). وكتب يشوع على الحجارة (يش 32:8) "وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى التى كتبها أمام بنى إسرائيل".
2- الدرج : 
أ- من ورق البردى : المُصنع من نبتة قصبة البردى، وكانت تنمو فى المستنقعات فى مصر، وفى شمال فلسطين، ويصنع الورق من القشرة الرقيقة الداخلية للقصبة.
ب- من الجلد : جلد أغنام - ماعز - غزلان... المهم أن يكون حيوان طاهر.
† وكانت الكتابة فى أيام التوراة على الدرج فى صورة أعمدة من الداخل، وإذا أقتضى الأمر فمن الخارج أيضاً. وكان القارئ يفتح الدرج من ناحية خلال القراءة، ويغلقه من الناحية الأخرى. هكذا قال الرب لإرميا عن الدرج: "خذ لنفسك درج سفر وأكتب فيه كل الكلام الذى كلمتك به" (إر 2:36).
3- الرقوق : 
كانت تصنع من جلد الحيوانات الطاهرة، بطرق خاصة. وكان الرق أمتن من الورق البردى، ومتوافراً أكثر فى فلسطين.
4- المجلد : 
هو مرحلة سابقة للكتاب الحديث، ويحتوى المجلد على عدد من الأوراق المخطوطة، المثبتة معاً عند طرفها وكانت المجلدات غالباً تحفظ ضمن غلافين، وبدأ أستخدامها فى القرن الثالث الميلادى.
5- السفر : 
هو الكتاب (المحسوبة حروفه) لأن كلمة سُفريم هى من الفعل العبرى سُفير، بمعنى يحسب لأنهم كانوا يحسبون حروف الأسفار ويعملون إحصائية فى نهاية كل سفر بحروف السفر، والحرف المتوسط والكلمة المتوسطة والآية المتوسطة حتى يمكن ضبط النسخ الجديدة. 
هل كانت الكتابة موجودة فى زمن موسى النبى ؟ 
موسى النبى تهذب بكل حكمة المصريين، ويوجد سند تاريخى على ذلك: قال جريبو فى رسالته التى حررها على رسالة شمبوليون الشهير (أول من قرأ اللغة الفرعونية المصرية القديمة) أن موسى النبى كان يكتب على البردى، بل ويوجد فى متحف (تورين) بردية مكتوبة بالقلم المصرى، تشتمل على وثيقة محررة فى عهد تحتمس الثالث، الذى يرجع عصره لأيام موسى النبى.
شروط الكاتب أو المترجم للكتاب :
أن يكون حكيماً - ويتطهر بالماء قبل الكتابة - يستعد بقلب خاشع - يستخدم جلد حيوان طاهر- لا يعتمد على ذهنه الخاص ولو بكلمة واحدة - ينطق بصوت مسموع ليشغل النظر والسمع - ولا يلتفت لأحد أثناء الكتابة - عندما يأتى أسم الله (لفظ الجلالة) يسجد قبل كتابته ويكتبه بقلم خاص - وكان لابد من المراجعة - وإذا وجد أكثر من ثلاثة أخطاء مصححة تحرق النسخة بالنار. (وكان الناسخون من الكهنة وبعد ذلك حل محلهم الكتبة من غير الكهنة).
† يقول فيلو اليهودى الإسكندرى: (إن اليهودى يفضل أن يموت عشرة آلاف مرة عن أن يسمح لكلمة واحدة أن تتبدل فى التوراة).
اللغة التى كُتب بها الكتاب المقدس :
1- اللغة العبرية : العهد القديم كُتب بالعبرية (والعبرية تحتوى على 22 حرفاً فى الأبجدية وتقرأ من اليمين إلى اليسار مثل العربية)، وتستخدم الأرقام من الحروف الأبجدية العبرية أيضاً مثل اليونانية والقبطية فى استخدام الأرقام.
† كُتب بالعبرية فيما عدا بعض الآيات والكلمات القليلة كُتبت بالآرامية، راجع (عز 8:4)، (عز 18:6)، (عز 12:7-26)، (إر 11:10)، (دا 4:2)، (28:7) ونذكر منها.
† مثال (عز 12:7-26) رسالة "من أرتحشستا ملك الملوك إلى عزرا الكاهن كاتب شريعة إله السماء الكامل إلى آخره" فالرسالة كتبت من ملك فارس باللغة الأرامية السائدة فى ذلك الوقت.
† مثال آخر (دا 4:2) فى موقف حلم نبوخذ نصر ملك بابل "فكلم الكلدانيون الملك بالآرامية عش أيها الملك إلى الأبد. أخبر عبيدك بالحلم فنبين تعبيره". وبعض مفردات آرامية فى سفر أستير ونشيد الأناشيد - وحزقيال ويونان.
† والخط العبرى هو أحد أشكال الكتابة الفينيقية وهى إحدى اللغات السامية وظلت مُستخدمة حتى القرن السادس قبل الميلاد (إلى السبى البابلى حيث حدث شئ من الخلط فى اللغات فيما بعد ذلك). 
2- اللغة الآرامية : كُتبت بها بعض آيات وكلمات فى العهد القديم وبعض كلمات العهد الجديد (ويقال نسخة من انجيل متى) واللغة الآرامية شقيقة للغة العبرية. وهى تنقسم إلى قسمين :
† آرامية سريانية : وهى خليط بين العبرية ولغة الكنعانيين.
† آرامية كلدانية : وهى خليط بين العبرية ولغة الكلدانيين (وهناك أكتشافات لكتابة كلدانية عامة ترجع 2000 ق.م).
3- اللغة اليونانية : العهد الجديد كُتب باللغة اليونانية (ماعدا إنجيل متى الذى يقال إنه كُتب باليونانية ومرة أخرى بالآرامية). - ولما كان الكتاب المقدس قد تُرجم إلى اليونانية (السبعينية) أصبحت اللغة السائدة فى الكتاب هى اللغة اليونانية.
مرحلة ما بعد الكتابة للعهد القديم :
الترجومات : أحتاج إليها اليهود بعد العودة من السبى لأنهم كانوا قد نسوا لغتهم وتكلموا بالآرامية (اللغة السائدة فى ذلك الوقت). ولما أستعصى عليهم فهم الأسفار المكتوبة بالعبرية فكان يصحبها ترجمة تفسيرية من اللاويين أثناء قراءة النص العبرى إلى الآرامية (نح 8:8) "وقرأوا فى السفر فى شريعة الله ببيان وفسروا المعنى وأفهموهم القراءة" وسميت الكتب التفسيرية فيما بعد بإسم الترجومات.
† العهد القديم كان يستخدم فى العبادة ويقرأ على مسامع الشعب: ويُذكر أن موسى النبى أعطى لكل سبط نسخة من التوراة بما فيهم سبط لاوى والكهنة ورؤساء الشعب لذلك كانت هناك نسخة فى الهيكل مع تابوت العهد وكانت توجد لدى الكهنة ورؤساء الأسباط. فلما تعرض الهيكل للحرق كانت توجد النسخ الباقية وهى التى أخذ منها عزرا الكاتب فيما بعد. وهذا يقودنا إلى مرحلة أخرى وهى 
ثالثاً: مرحلة التجميع: ودور التقليد فى ذلك
† بالنسبة للعهد القديم : قام عزرا الكاتب الكاهن (وهو عزرا بن حلقيا من سبط لاوى من أحفاد فينحاس بن العازار بن هارون) بجمع الأسفار فى القرن الخامس ق.م فى أيام ارتحشستا الأول ملك الفرس. وأسس مجمع السنهدريم وسلمهم الأسفار المقدسة وأهتم بالمكتبة، وظلت هكذا إلى عصر الترجمة وما بعده.
† بالنسبة للعهد الجديد : بدأ يُكتب من عام 39م تقريباً حتى عام 98م وقبلها كان بالتقليد الشفاهى.
† تلاميذ الرسل (الآباء الرسوليين) قاموا بتجميع الأسفار وبعضها كان مُجمعاً مع الآباء الرسل أنفسهم لذلك طلب الرسول بولس من تلميذه تيموثاؤس قائلاً (2تى 7:4،13) "بادر أن تجىء إلى سريعاً... الرداء الذى تركته فى ترواس عند كاربس أحضره متى جئت والكتب أيضاً ولا سيما الرقوق".
† وبدأ يقتبس منها أباء القرن الأول والثانى والثالث الميلادى...
† وكانت توجد نسخ فى الكنائس للعبادة (1كو 26:14). "متى اجتمعتم كل واحد لهُ مزمور لهُ تعليم..." والمخطوطات وحياة الآباء الأولين للكنيسة تؤكد ذلك؛ فمثلاً الشهيد يوستينوس (ولد 89م) أشار إلى أن الأناجيل والرسائل كتبها تلاميذ المسيح ورفقاؤهم. وهذا هو دور التقليد فى الحفاظ على الأسفار.
† ووثيقة موراتورى كُتبت فى منتصف القرن الثانى وأكتُشفت فى القرن الثامن عشر تتضمن الكثير من العهد الجديد.
† مجمع قرطاجنة 397م أقر صحة العهد الجديد، والقديس أوغسطينس قال (إنه ما كان يؤمن بالإنجيل لو لم يقل صوت الكنيسة الجامعة بذلك).
رابعاً: مرحلة الترجمة
† من أول وأشهر الترجمات للعهد القديم : الترجمة اليونانية السبعينية التى أمر بها بطليموس فلادلفيوس (285-246 ق.م). والذى أراد أن يحتفظ بنسخة من العهد القديم فى مكتبة الإسكندرية فارسل وأستدعى 70 شيخاً من علماء اليهود المتخصصين لترجمة النسخة العبرية إلى اللغة اليونانية (الإسكندرانية) التى أرساها الإسكندر الأكبر المقدونى وهكذا حدث حوالى عام 250 ق.م 
تقريباً. وإن كان البعض يذكر إنه كان عام 285 ق.م أى فى نفس السنة التى بدأ فيها بطليموس الثانى حكمه وهذا الأمر غير مؤكد؛ وهذه الترجمة تشمل العهد القديم وما كان موجوداً من الأسفار القانونية أيضاً؛ فى حين أن النسخة العبرية لم تُسجل إلا ما جمعه عزرا الكاهن الكاتب. وتوجد ترجمات أخرى للكتاب المقدس :
† الترجمة القبطية : حوالى عام 250م.
† الترجمة الحبشية : حوالى عام 330م.
† الترجمة السريانية : حوالى عام 400م.
† الترجمة اللاتينية : حوالى عام 400م (الفلجاتا أو الدارجة أو الشعبية) ترجمها القديس جيروم (إرينيموس) من العبرية واليونانية معاً، وقد سبق ذلك ترجمة لاتينية عن اليونانية فى منتصف القرن الثانى.
† الترجمة العربية : حوالى عام 867م.
† ترجمة أبن العسال : حوالى عام 1252م (العربية).
† الترجمة العربية : الإعلامية للكتاب المقدس كاملاً (1671م) بما فيه الأسفار القانونية.
† ترجمة الدومينيكان : الموصل بالعراق عام 1878م.
† الترجمة البيروتية : وهى أشهر ترجمات العهد الجديد 1865 م قام بها بطرس البستانى وكرنيليوس فان ديك، وعالى سميث، وهذب عبارتها الشيخ ناصف اليازجى والشيخ يوسف الأسير.
† ترجمة الشدياق : لندن (عام 1857م) ترجمها إلى العربية (فارس الشدياق).
† توجد ترجمة قبطية : للأناجيل الأربعة فقط صدرت 1935م - وأخرى صدرت 1978م.
† توجد أكثر من ألف ترجمة للكتاب بلغات العالم المختلفة.
خامساً: مرحلة أقتباسات الآباء من الكتاب المقدس: نذكر منهم
1- بابياس (نبغ 110م) ووضع تفسير للكتاب المقدس.
2- تاتيان تلميذ بابياس وكتب ما بين 150م-160م.
3- يوستينوس الشهيد (ولد 89م).
4- اكليمندس الرومانى 101م.
5- أغناطيوس الشهيد (القرن الأول).
6- بوليكاربوس تلميذ يوحنا الحبيب (أستشهد 166م).
7- اكليمندس الأسكندرى (150-215م).
8- الراعى لهرماس (110-140م).
9- القديس بنتينوس مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية عام 180م وقد كان رواقياً، وأعتنق المسيحية... الخ.
10- إريناؤس (130- 200 تقريباً). 11- ترتليانوس (160-225)... الخ.
سادساً: مرحلة التقسيم والترتيب
† لم يكن هناك تقسيم للإصحاحات أو الآيات سوى سفر المزامير.
† وكان يوجد تقسيم قديم يرجع إلى عزرا الكاتب الذى قسم أسفار موسى إلى 699 جزءاً.
† أمونيوس الشماس الإسكندرى قسم الأناجيل الأربعة 1164 جزءاً (فى القرن 3م).
† توجد نسخة من الفلجاتا ترجع لـ 800 م مقسمة بطريقة خاصة.
† الكردينال هو جو قسم الكتاب المقدس لما هو عليه الآن 1240م.
† الراهب بجنينوس أول من باشر التقسيم إلى أعداد فى العهد القديم وهو الذى ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية.
† روبرت أستفانوس العالم الفرنسى قسم العهد الجديد كما هو الآن عام 1545م.
† والترجمة السبعينية رتبت الأسفار حسب الموضوعية لأسفار الخمسة (الشريعة) وتبدأ بالتكوين ثم الأسفار التاريخية كلها بما فيها القانونية بحيث وضعت سفر طوبيا ويهوديت بين سفرى نحميا وأستير (وتتمة أستير) - وسفر الحكمة وسفر يشوع بن سيراخ ضمن الأسفار الشعرية بعد نشيد الأناشيد، ثم الأنبياء الكبار ووضعت نبوة باروخ بعد مراثى إرميا ثم تتمة دانيال فى سفر دانيال - يليهم الأنبياء الصغار حتى سفرى المكابيين والذين كتبا عام 63 ق.م.
† ولكن الترجمة العبرية كانت تختلف فى ترتيب الأسفار بالإضافة إلى إنها لا تضم الأسفار القانونية التى لم يجمعها عزرا الكاهن الكاتب.
سابعاً: مرحلة الطباعة:
† يذكر أن أول شخص أصدر نسخة مطبوعة للعهد الجديد كان هو ايراسموس عام 1516م.
أول طبعة للأناجيل الأربعة فى روما عام 1591م - وفى عام 1671م صدرت فى رومية الترجمة الإعلامية للكتاب المقدس بعهديه (عن الترجمة السبعينية) وكان فى هذه الطبعة الإعلامية النص العربى مع النص اللاتينى. وعليها أرتكزت الترجمات العربية التى صدرت فيما بعد.
† وفى عام 1752م طبعة روفائيل الطوخى عن القبطية بروما. 
† وفى عام 1866م طبعة وليم واطس فى لندن مأخوذة عن ترجمة 1526م للعهد القديم.
† وفى عام 1866م طبعة وليم واطس فى لندن أيضاً عن ترجمة 1264م للعهد الجديد.
† طبعة بيروت 1865م وهى الأكثر انتشاراً وسبق الحديث عنها فى الترجمات.
† الطبعة اليسوعية للكاثوليك 1876م-1877م وتشمل كل الأسفار كما بالترجمة السبعينية من حيث عدد الأسفار وأعيدت فى عام 1986م، مع دمج العهدين وإضافة حواشى فى نهاية الأجزاء.
وتوجد طبعات بلغات العالم مرتكزة على الطبعات الأولى والمخطوطات والنسخ الأثرية.
شهادة النسخ والمخطوطات التى تشهد بصحة ودقة ما وصل إلينا من الأسفار المقدسة : 
† وقد وصل عدد المخطوطات فى متاحف العالم شرقاً وغرباً عشرات الآلاف باللغة العبرية واليونانية والقبطية واللاتينية والسريانية... وغيرها ونذكر منها :
1- النسخة الفاتيكانية : ترجع لعام 328م فى عصر الملك قسطنطين والذى أمر بكتابة 50 نسخة من الكتاب المقدس على نفقة الدولة، وذلك لأنه قد صدر أمر سابقاً من دقلديانوس بحرق جميع الكتب المقدسة ولكن حفظ الرب الكتاب من أى ضرر. وتم نسخ المخطوطات المذكورة وتوزيعها وبقيت النسخة المذكورة فى الفاتيكان إلى يومنا هذا، ومثال آخر.
2- مخطوطات الجنيزة : التى تم إكتشافها بالقاهرة 1890م تحت معبد إبن عزرا بالقرب من الكنيسة المعلقة حيث كانت هناك أطلال كنيسة قديمة فاكتشفوا حوالى 200 ألف مخطوطة تخص الكتاب المقدس، وأمور كنسية أخرى ووصلت إلى متاحف العالم.
3- المخطوطات السريانية : حيث أكتُشف عدد 350 مخطوطة باللغة السريانية البسيطة (البشيطا) وترجع إلى القرن الخامس والقرن السادس الميلادى.
4- مخطوطات يرجع تاريخها إلى القرن 3م : وجدت فى مصر ويوجد منها حوالى 2207 تمثل القراءات الكنسية وهى مأخوذة عن الكتاب المقدس.
5- مخطوطات البحر الميت (وادى قمران) : التى ترجع للقرن 3 ق.م حتى نهاية القرن الأول الميلادى وتم اكتشافها عام 1947م.
6- ما جاء فى جريدة الأهرام 1991م : إنه تم العثور على مخطوطة لإنجيل متى فى الأقصر، يرجع تاريخها إلى سنة 60م، وهذا يؤكد أنه فى أقل من عقدين من الزمان وصلت نسخة مخطوطة من إنجيل متى إلى مصر. 
7- إنجيل يوحنا باللغة القبطية : من القرن العاشر وجد بدير الملاك غبريال سنة 1998، عن طريق البعثة البولندية، ومحفوظ بدير الملاك غبريال العامر بالفيوم. وقد ذكرنا هذا على سبيل المثال لا على سبيل الحصر. ونذكر بعض الآيات الكتابية التى تؤكد حفاظ الله خلال الزمن على كتابه المقدس، ووصوله إلينا هكذا رغم ما تعرض له.
آيات كتابية :
† (أش 16:34) "فتشوا فى سفر الرب وأقرأوا. واحدة من هذه لا تفقد لأن فمه هو قد أمر. وروحه هو جمعها". هذه الآية توضح تماماً كيف وصلنا الكتاب المقدس.
† (2مك 13:2-14) "وقد شُرح ذلك فى السجلات والتذاكر التى لنحميا وكيف أنشأ مكتبة جمع فيها أخبار الملوك والأنبياء وكتابات داود ورسائل الملوك فى التقادم. وكذلك جمع يهوذا كل ما فقد منا فى الحرب التى حدثت لنا وهو عندنا"، وما سبق هو رسالة من إرمياء النبى إلى الذين فى السبى يطمئنهم على الأسفار المقدسة ويطالبهم بالتمسك بالشريعة الإلهية. وتوجد أدلة كثيرة فى العهد القديم على ذلك.
ولكننا نذكر آيات من العهد الجديد أيضاً.
† فى مجمع الناصرة فدُفع إليه سفر إشعياء النبى... "ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس" (لو 16:4-20) ولم يعترض السيد المسيح على أى شئ فى السفر.
† الخصى الحبشى قال الكتاب عنه (أع 28:8) "وكان راجعاً وجالساً على مركبته وهو يقرأ النبى إشعياء".
† والقديس بولس أوصى تلميذه تيموثاؤس قائل (2تى 13:4) ".. ولا سيما الرقوق" وختاماً نقول كما قال الروح القدس (2تى 16:3) "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر..."


دلائل قاطعة تكشف عن صحة و أصالة الأنجيل 







عهد قديم


أسماء الله في الكتاب المقدس

1 - إيلوهيم يعني " الخالق القدير " . تك 1 : 1 .
2 - يهوه ، يعني يهوه الإله الحميم الغير متغير . إ ش 45 : 21.
3 -إيل شداي ، يعني الله القدير . تك 17 : 1 - 2 .
4 - أدوناي ، يعني السيد الرب . مز 110 : 1 ، أع 2 : 36 .
5 - يهوه يرأه ، يعني الإله المعلن . تك 22 : 1 ، 2 .
6 - يهوه مقادش ، يعني الرب الذي يقدس . لاويين 20 : 7 ، 8 .
7 - يهوه نسي ، يعني الرب رايتي . خروج 17 : 15 .
8 - يهوه روفي ، يعني الرب الشافي . خروج 15 : 25 ، 26 .
9 - يهوه شالوم ، يعني يهوه سلام . قضاة 6 : 21 24 .
10 - يهوه تسيدكينو ، يعني يهوه برنا . إرميا 23 : 5 ، 6 .
11 - يهوه روهي ، يعني الرب راعي . مزمور 23 .
12 - يهوه شمه ، يعني الرب هناك . حزقيال 48 : 35 .
13 - إيل إيليون ، يعني الله العلي أو الله القدير . عدد 24 : 16 .
14 - يهوه تصيباوث ، يعني رب الجنود . تك 2 : 1 .
15 - يهوه مكيه ، يعني الرب الضارب . حزقيال 7 : 9 .
16 - يهوه جمولاه ، يعني رب المجازاه . إرميا 51 : 56 .
17 - يهوه إلوهاي ( يعني الرب إلهي. قضاة 16 : 18)،
و إيل إله إسرائيل ( يعني الإله الشخصي لإسرائيل. تك 33 : 18 - 20 ) ،
ويهوه إيلوهيني (يعني الرب إلهنا . تثتية 1 : 6 ، 19 ، 20 ، 2 : 33 ، 36 ، تث 6 : 4 ).

العارفون إسمك ، أسماء الله في الكتاب المقدس ، ماريلين هيكي ، ترجمة سامح عزمي ، مكتبة المنار .





معــــانى كلمات سفر الخروج










(أ)

v آجام : مفردها أجمة ، و هى البركة . ( خر 7 : 19 )

v آية / آيات : الآية هى المعجزة . ( خر 4 : 17 ) 

v أحقاء : مفردها حُق و هو أعلى عظمة الفخذ . ( خر 12 : 11 )

v ارتهن : أخذ الشئ كرهن . ( خر 22 : 26 )

v أرجوان : ما لونه أحمر . ( خر 25 : 4)

v أستار : مفردها ستر ، أى ستارة . ( خر 27 : 9 )

v أسمانجونى : ما لونه أزرق سماوى . ( خر 35 : 6 )

v أشظه : مفردها شظاظ ، و هو المشبك . ( خر 26 : 6 )

v أطناب : مفردها طنب ، و هو حبل يشد الخيمة إلى الوتد . ( خر 35 : 18 )

v أظفار : نوع من الطيب العطر .. ( خر 30 : 34 )

v أعاروهم : المقصود هنا : أعطوهم . ( خر 12 : 36 )

v أكارع : ساق الحيوان تحت الركبة . ( خر 12 : 9 )

v أكداس : مفردها كدس و هى الكومة . ( خر 22 : 6 )

v إلية : ما تدلى من شحم مؤخرة الخروف. ( خر 29 : 22 )

v أمة / إماء : الأمَة هى الجارية ، العبدة. ( خر 21 : 7 )

v أنصاب : مفردها نصب ، و هو التمثال أو الصنم للعبادة . ( خر 23 : 24 )

v أنين : تأوه . ( خر 2 : 24 )

v أوريم و تميم : كلمتان عبريتان معناهما: أنوار و كمالات . و كانا كما يظن حجرين أسود و أبيض موضوعين فى صدرة رئيس الكهنة يستخدمان لمعرفة إرادة الله حيث كان يلتقط أحدهما فإذا ظهر الأبيض دلَّ على الإيجاب و إذا ظهر الأسود دلَّ على النفى . ( خر 28 : 30 )


(ب) 

v باطلة / باطل : البُطل هو : (1) الضلال ( ضد الحق ) . (2) الكذب . (3) الذى لا فائدة منه . ( خر 20 : 7 )

v بثور : دمامل . ( خر 9 : 9 )

v برد : حبات الثلج المتساقط . ( خر 9 : 18 )

v بردى : نبات كالقصب يعيش فى الماء ، صنعت منه صحائف للكتابة . ( خر 2 : 3 )

v برصاء : مريضة بمرض جلدى مُعد . ( خر 4 : 6 )

v بعل : روج . ( خر 21 : 3 )

v بغى / بغوا : البغى هو : (1) الظلم . (2) الاعتداء . (3) التكبر . ( خر 21 : 14 )

v بكر / بكرات : البكر هو العجل . ( خر 14 : 25 )

v بلية : مصيبة . ( خر 5 : 19 )
v بهرمان : حجر كريم لونه أحمر . ( خر 28 : 18 )

(ت)

v تُخَس : من الحيوانات البحرية ، و غالباً هو الدرفيل . ( خر 25 : 5 )

v تردد : تحرك تكراراً . ( خر 29 : 24 )

v ترديد : تحريك التقدمة من جانب إلى آخر أمام الله . ( خر 29 : 27 )

v تغشى : تغطى ، تكسو . (خر 25 : 11)

v تكل : تتعب . ( خر 18 : 18 )

v تميم : أنظر أوريم . ( خر 28 : 30 )

v تنضح : ترش . ( خر 29 : 21 )

v تنطـَّق : لبس المنطقة أى الحزام . ( خر 29 : 9 )(ث)

v ثقلة : صعوبة كبيرة . ( خر 14 : 25 ) (ج)

v جامات : مفردها جام ، و هو كأس كبير . ( خر 25 : 29 )

v جلاجل : أجراس صغيرة . ( خر 28 : 33 )

v جلجل : جرس صغير . ( خر 28 : 34 )

v جمشت : حجر كريم بلورى ذو لون بنفسجى أرجوانى . ( خر 28 : 19 )

(ح)

v حاشية : حافة ، طرف. ( خر 26 : 10)

v حلفاء : نبات عند الشواطئ و يشبه القصب و يُفْتل إلى حبال . ( خر 2 : 3 )

v حمو : التهاب ، شدة : ( خر 11 : 8 )

v حميه : والد زوجته . ( خر 3 : 1 )

v حولياً / حوليان : حولى أى : عمره عام واحد . ( خر 29 : 38 )

(خ)

v خاتم : المقصود هنا : الخَتم و علامة نقش . ( خر 28 : 36 )

v خبز لوجوه : سُمى كذلك لأنه كان دائماً أمام وجه الرب . ( خر 35 : 13 )

v خبز ملة : خبز يُخبز على حجارة ساخنة. ( خر 12 : 39 )

v خِتان / ختن : عملية الطهارة عند الذكور. ( خر 4 : 26 )

(د)

v دَرَج : سلم . ( خر 20 : 26 )

v درع / دروع : الدرع هو قميص من الحديد يُلبس ليقى الصدر .. ( خر 39 : 23 )

v دور فدور : من جيل إلى جيل . ( خر 3 : 15 )

(ذ)

v ذريرة : نوع من الطيب العطر . ( خر 30 : 23 )

(ر)

v رابية : تل . ( خر 15 : 8 )

v رحى : أداة من حجرين مستديرين كبيرين لطحن الحبوب بينهما . ( خر 11 : 5 )

v رُزز : مفردها رزة ، و هى على شكل خطاف لتعليق الأشياء. ( خر 26 : 32 )

v رَض : كدم . ( خر 21 : 25 )

v رفوش : مفردها رفش، و هو الجاروف. ( خر 27 : 3 )

(ز)

v زبرجد : حجر كريم يشبه الزمرد ، ذو ألوان كثيرة . ( خر 28 : 20 )

v زمرد : حجر كريم شديد الخضرة شفاف. ( خر 28 : 17 )

v زنابير : مفردها زنبور ، و هو الدبور . ( خر 23 : 28 )

v زنار : حزام . ( خر 28 : 8 )

v زوفا : نبات برى يرجح أنه الزعتر ، و كان يستخدم عادة للتطهير . ( خر 12 : 22 )

(س)

v سجف : حجاب ، ستارة . (خر 26: 36)

v سُفَط : سلة ، قفة . ( خر 2 : 3 )

v سلوى : نوع من الطيور.(خر 16 :13)

v سليخة : نوع من الطيب . (خر30 :24)

v سنط : نوع من الشجر ، صنع موسى التابوت منه . ( خر 25 : 5 )

v سوارى : مفردها سارية ، و هى عمود من الخشب كان ينصب على الأماكن المرتفعة . و تشير إلى آلهة كانت بعض الأمم الوثنية تتعبد لها . ( خر 34 : 13)

(ش)

v شباكة : حاجز شبكى . ( خر 27 : 4 )

v شظاظ : مشبك . ( خر 26 : 6 )

v شقة / شقق : الشقة هى قطعة مشقوقة من القماش مستطيلة . ( خر 26 : 6 )

(ص)

v صحفة / صحاف : الصحفة هى إناء للطعام ، طبق . ( خر 25 : 29 )

v صدرة : من شياب رئيس الكهنة تلبس على الصدر .. ( خر 25 : 7 )

v صفيحة : قطعة معدنية رقيقة منبسطة . ( خر 28 : 36 )

v صوانة / صوان : الصوانة هى صخرة شديدة الصلابة . ( خر 4 : 25 )

(ض)

v ضَفر : ضفائر . ( خر 28 : 14 ) (ط)

v طرَّاز : الذين يزيِّن الثياب.(خر27 :16)

v طست / طسوس : الطست هو الإناء الكبير . ( خر 12 : 22 )

(ع)

v عجرها : مفردها عجرة ، و هى البرعم أو العقدة . ( خر 25 : 31 )

v عراف / عرافون : العراف هو المُنجِّم ، الساحر . ( خر 7 : 11 )

v عرى : مفردها عروة . ( خر 26 : 4 )

v عقيق : حجر كريم متعدد الأنواع تعمل منه الفصوص . ( خر 24 : 10 )

v عليقة : شجيرة شوكية تنبت فى الصحراء . ( خر 3 : 2 )

v عين الهر : من الأحجار الكريمة . ( خر 28 : 19)

(غ)

v غرلة / غُرل : الغرلة هى جلدة الصبى التى تقطع فى الختان . ( خر 4 : 25 )

(ف)

v فرث : فضلات و بقايا الطعام فى الأمعاء. ( خر 29 : 14 )

v فصح : كلمة عبرية تعنى : عبور ، و هو عيد يهودى للتذكير بإخراج الله شعبه من مصر . ( خر 12 : 11 )

(ق)

v قاطر : سائل . ( خر 30 : 23 )

v قِدر / قدور : القِدر هو إناء للطهى . ( خر 16 : 3 )

v قدوها : قطعوها ، شقوها طولاً . ( خر 39 : 3 )

v قِسط : إناء ، وعاء . ( خر 16 : 33 )

v قص : صدر . ( خر 29 : 26 )

v قصب الذريرة : نوع من الطيب العطر . ( خر 30 : 23 )

v قطانى : الحبوب على أنواعها كالعدس و الفول و الحمص . ( خر 9 : 32 )

v قفر / قفار : القفر هو صحراء بلا ماء فيها و لا ناس . ( خر 14 : 3 )

v قلانس : مفردها قلنسوة ، و هى غطاء الرأس . ( خر 28 : 40 )

v قِنّة : نوع من الصمغ العطر الرائحة . ( خر 30 : 34 )

(ك)

v كفواً : قادراً . ( خر 12 : 4 )

(ل)

v لـُبان : صمغ عطرى يحرق بخوراً . ( خر 30 : 34 )

v لفيف : جماعة التصقت بجماعة أخرى غريبة عنها ، و المقصود هنا : جماعة التصقت بشعب اسرائيل .( خر12 : 1

v لوزية : لها شكل ثمرة اللوز . ( خر 25 : 33 )

(م)

v مجدول : مبروم كحبل . ( خر 28 : 14)

v مجمرة / مجامر : المجمرة هى مبخرة . ( خر 27 : 3 )

v محفل / محافل : المحفل هو الاجتماع . ( خر 12 : 16 )

v مُدْبرينَ : فارين . ( خر 23 : 27 )

v مـُر : نوع من الأطياب مـُر الطعم ثمين القيمة . ( خر 30 : 23 )

v مـُرابى : من يعطى ماله بربا . ( خر 22 : 25 )

v مراكن : أحواض ، كؤوس. (خر27 :3)

v مرحض / مراحض : المرحض هو مغسل ، حوض الغسيل . ( خر 30 :1

v مرضوض : قد تشير إلى : (1) مكسور، مدقوق . (2) معصور . ( خر 27 : 20)

v مسبلاً : حامل سنابل . ( خر 9 : 31)

v مسقط : المرأة التى تسقط جنينها قبل ميعاد الولادة . ( خر 23 : 26 )

v ملقط / ملاقط : الملقط هو أداة لنزع الفتيلة المحترقة من المنارة . ( خر 25 : 38 )

v مـَن : الطعام الذى أعطاه الله لبنى اسرائيل طيلة الأربعين سنة فى البرية . ( خر 16 : 31 )

v منارة : شمعدان . ( خر 25 : 31 )

v مناشل : مفردها منشل و هو أداة من حديد يُنشل بها . ( خر 27 : 3)

v منافضها : أطباق أو صوانى تستخدم لنفض السراج . ( خر 25 : 38 )

v منطقة : ما يشد به الوسط ( الحزام ) . ( خر 28 : 4 )

v مـُوَشًّ : الذى يقوم بتزيين الثياب بالألوان و النقش . ( خر 38 : 23 )

v ميعة : صمغ ذو رائحة ذكية يسيل من شجرة الجوز و كانت جزءاً من البخور العطر المقدس . ( خر 30 : 34 )

(ن)

v ناموس : قانون / نظام ، و كان يطلق على شريعة موسى . ( خر 16 : 4 )

(هـ)

v هزيع / هزع : الهزيع هو قسم من ثلاثة أقسام الليل و يساوى أربع ساعات و ذلك حسب النظام العبرى . ( خر 14 : 24 )

v وقيد / وقائد : الوقيد هو أغصان يابسة توقد بها النار . ( خر 22 : 6 )

(ى)

v ياقوت : اسم لعدة أحجار كريمة مختلفة الألوان . ( خر 28 : 17 )

v يخاتل : يُخادع . ( خر 8 : 29 )

v يشب : حجر كريم متعدد الأصناف و الألوان. ( خر 28 : 20 )

v يشم : حجر كريم هو العقيق الأبيض . ( خر 28 : 19 )

v يعاف : يترك . ( خر 7 : 18 )


+ + + + + + + + + + + + +





اشعياء 1 - تفسير سفر أشعياء

هدف إشعياء هو الكشف عن إنجيل الخلاص أو أن تتمتع البشرية بالمخلص لذلك يبدأ بكشف مدي ما وصلت إليه البشرية من فساد وخلال سفر إشعياء يقول الوحي أن كل الأمم (مصر وأشور... الخ) استحقت التأديب. إذاً فلا خلاص إلا بالتدخل الإلهي وهو فتح باب الرجاء بالمخلص الآتي:

آية (1) رؤيا اشعياء بن أموص التي رآها على يهوذا و أورشليم في أيام عزيا و يوثام و أحاز و حزقيا ملوك يهوذا.

لفظة رؤيا = المشاهدة العقلية أو الإعلانات الإلهية وهو في حالة يقظة فالأنبياء رأوا الأمور المستقبلة كأنهم نظروا إلي صورها وهم لا يعرفون بعدها الزمني، أي متي ستحدث مثلما قال إشعياء "ها العذراء تحبل..." وحدث هذا بعد 700 سنة ولكنه ذكره كأنما هو أمام عينيه. و الرؤيا غير الحلم، فالرؤيا يكون فيها الرائي مستيقظاً ولكنها حالة روحية تعمل فيها النعمة لإزالة العوائق. لذلك يسمي النبي "رائي" فهو يري ما يتكلم به ويتنبأ به (عد 24 : 4) لذلك يتكلم بتأكيد.

آية (2) اسمعي أيتها السماوات و أصغي أيتها الأرض لان الرب يتكلم ربيت بنين و نشأتهم أما هم فعصوا علي.

فيها توبيخ للشعب وفي لغة شعرية يشهد السموات التي شهدت فجورهم والأرض التي لعنت. والسماء قد تكون الملائكة أو الطبيعة الجامدة والأرض قد تكون باقي الشعوب أو الطبيعة الجامدة. ربيت بنين = يكشف فيها عن أبوته لعلهم يتوبون، فهو لم يعاملهم حسب خطيتهم بل رعاهم في محبة وأمّن لهم حياتهم كأبناء. ولا شيء يحزن نفس الأب سوي فشله في تربية أولاده.

آية (3) الثور يعرف قانيه و الحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم.

هنا نري أن الحيوانات صارت أحكم منهم فهي تعرف ما ينفعها وبالغريزة تسير وراء صاحبها. ولكن الخطية هي أسوأ أنواع الجهل فهي تسقط الإنسان لدرجة أقل من الحيوان، وهذا قيل عن من سبق الله وأسماهم إبني البكر.

آية (4) ويل للأمة الخاطئة الشعب الثقيل الآثم نسل فاعلي الشر أولاد مفسدين تركوا الرب استهانوا بقدوس إسرائيل ارتدوا إلي وراء.

الثقيل الإثم = فالخطية حمل ثقيل وهم خطاياهم قد ازدادت جداً. أولاد مفسدين = أي يعلمون غيرهم الشر. قدوس إسرائيل = جاءت هذه العبارة في هذا السفر نحو 30 مرة ولم ترد في سائر أسفار الكتاب المقدس سوي 5 مرات وتكرارها إثبات أن إشعياء هو كاتب السفر كله.

الآيات (5، 6 ) على م تضربون بعد تزدادون زيغانا كل الرأس مريض و كل القلب سقيم. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح و إحباط و ضربة طرية لم تعصر و لم تعصب و لم تلين بالزيت.

الله يضرب بواسطة وسائل متعددة ليجذب شعبه للتوبة. وهنا هو يضرب بواسطة الأمم المجاورة. وكانوا قبلاً يستفيدون ويتوبون ولكن الآن تقست قلوبهم فهم كالمريض الذي لا يرجي شفاؤه. " إني كل من أحبه أؤدبه"
الرأس = إذاً لا قوة علي التدبير ولا إرادة في عمل وصايا الله. القلب سقيم = إذاً لا عاطفة ولا حرارة حب نحو الله. وهذا ينطبق علي الجميع. من القدم للرأس = أي من أصغر فرد للشعب إلي الرئيس حتي الكهنة والقضاة (قارن مع عب 12 : 5-11) علي م تضربون بعد = صارت الضربات بلا فائدة. ضربة طرية لم تعصر = قروح لم تنظف بعد. إشارة لأن التأديب لم يأتي بثماره والخطية مازالت فيهم كالقيح في الجروح (أثار الضربات). لم تلين بالزيت= كان هذا واجب الكهنة وخدام الله أن يشرحوا للشعب ويقربوه من الله ولكن الكهنة هم أيضاً غارقين في خطاياهم إحباط = كدمات وأثار جروح. صارت الجراحات قاتلة ونزف الدم غير متوقف وليس من يتحرك لينقذ ولا من يقدم زيت محبة ليلين الضربة القاسية.

الآيات( 7 - 9 ) بلادكم خربة مدنكم محرقة بالنار أرضكم تأكلها غرباء قدامكم و هي خربة كانقلاب الغرباء. فبقيت ابنة صهيون كمظلة في كرم كخيمة في مقثاة كمدينة محاصرة. لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم و شابهنا عمورة.

قارن مع (تث 28 : 15) بلادكم خربة = قد يكون في هذا إشارة لأن هذه النبوة كانت في أيام أحاز. تأكلها غرباء قدامكم = إشارة لمدي ذل إسرائيل. كانقلاب الغرباء = لو كان جيرانهم هم الذين أخذوا البيوت والحقول لحفظوها ولكن الغرباء يحرقون ويدمرون كل شيء. المظلة أو الخيمة = هي وقتية، وتوجد وحدها بلا بيوت حولها، إذا هي مكشوفة بعد أن خرب ما حولها. مقثأة = حقل قثاء أي أن الخيمة مكشوفة في هذا الحقل كما كانت أورشليم أمام طالبيها وهذا حدث فعلاً في أيام غزوة سنحا ريب إذ أحرق 46 مدينة من يهوذا وحاصر أورشليم نفسها بعد ذلك.
بقية صغيرة = من رحمة الله أنه يبقي بقية مثل نوح ولوط وكالب ويشوع وإيليا أيام أخاب من هذه البقية تخرج أمة جديدة. فالله لا ينسي الأمناء وسط الضربات، وبسببهم لا يحطم كل الشعب الفاسد. وهنا يذكر إشعياء لأول مرة كلمة البقية التي أشتهر بها سفره وأقتبسها منه بولس الرسول ( رو 9 : 29)

آية (10) اسمعوا كلام الرب يا قضاة سدوم إصغوا إلى شريعة إلهنا يا شعب عمورة.

قضاة سدوم وشعب عمورة = فهم شابهوهم في فسادهم.

الآيات (11 - 15) لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب اتخمت من محرقات كباش و شحم مسمنات و بدم عجول و خرفان و تيوس ما اسر. حينما تأتون لتظهروا أمامي. من طلب هذا من أيديكم أن تدوسوا دوري.لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة البخور هو مكرهة لي رأس الشهر و السبت و نداء المحفل لست أطيق الإثم والاعتكاف.رؤوس شهوركم و أعيادكم بغضتها نفسي صارت علي ثقلا مللت حملها.فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم و إن كثرتم الصلاة لا اسمع أيديكم ملآنة دما.

هنا يهاجم النبي العبادة المظهرية فهم يقدمون الذبائح وهم مصرين علي خطاياهم. يهتمون بكلام الناس وقلوبهم بعيدة عن الله، لذلك يقول الله هنا ذبائحكم ولا يقل ذبائحىتدوسوا دوري= كانوا يكثرون من دخول الهيكل لتقديم ذبائحهم وهم في خطاياهم بلا توبة. أيديكم مملؤة دماً= من القتل وظلم المساكين. وكانوا يعبرون أولادهم في النار ويظلمون الفقراء ويستولون علي ما عندهم. لذلك فالله هنا حين يقول ذبائحكم فكأنه يتبرأ مما يقدمونه بل منهم هم شخصياً. وهذا الكلام قد يناسب عصر حزقيا وعزيا حيث سادت العبادة المظهرية خوفاً من الملك.

آية (16) اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني كفوا عن فعل الشر.

إغتسلوا = أي تطهروا من أعمالكم الشريرة وتنقوا ونحن نغتسل مرة بالمعمودية ثم بالتوبة وما يعطي قوة للمعمودية والتوبة هو دم السيد المسيح "غسلوا ثيابهم في دم الخروف" "أغسلني فأبيض أكثر من الثلج" وطبعا هنالا يقصد الله الغسل الظاهري والتطهيرات الناموسية بل يقصد التوبة أي قطع كل علاقة مع الخطية فهذا هو الطريق الوحيد للشركة مع الله.

آية (17) تعلموا فعل الخير اطلبوا الحق أنصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة.
سمعنا في آية (16) عن التوبة السلبية أي اعتزال الشر وهنا نسمع عن التوبة الإيجابية أي فعل البر وهنا نري سمة السيد المسيح فينا.

آية (18) هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف.

آية جميلة تعبر عن الصفح الكلي والسيد المسيح قال "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" هنا الرب كقاض وقد نزل عن كرسيه وجلس بجانب المذنب وأخذ يكلمه باللطف ويظهر له عظمة ذنبه ويحرضه علي الإصلاح ويعده بالغفران التام والبراءة بشرط أن يعده بأن لا يعود يخطيء. هنا نري شوق الله نحو خلاص كل إنسان، هو يطلب المصالحة ولا يواجه العناد بالعناد، إنما يسكب زيتاً مرطباً علي الجراحات. عظيمة هي قوة التوبة التي تنقي فنصير كالثلج في بياضنا.
هلم نتحاجج = تعالوا نتجادل بالحجة، فالله يود لو اقتنعنا بخطيتنا وأقررنا بها ونأتي طالبين الغفران فيغفر.

آيات (19، 20) إن شئتم و سمعتم تأكلون خير الأرض. و إن أبيتم و تمردتم تؤكلون بالسيف لان فم الرب تكلم.

قارن مع (لا 26، تث 28 : 15) هنا يضعنا الله أمام حرية الاختيار والله في العهد القديم كان يعطي وعوداً مادية كرمز للبركات الروحية في العهد الجديد.

آية (21) كيف صارت القرية الأمينة زانية ملآنة حقا كان العدل يبيت فيها و أما الآن فالقاتلون.

زانية= هناك زني جسدي وزني روحي أي الانفصال عن الله وتركه لنسير وراء خطايا أو وراء آلهة أخري ويا للأسف بعد أن كانت ملآنة حقاً وكانت يبيت العدل فيها صارت زانية يملؤها القاتلون.

آية (22) صارت فضتك زغلا و خمرك مغشوشة بماء.

الفضة= تشير للكنوز التي أودعها الله في نفس الإنسان (الوصايا وتقوي الله والإيمان والمحبة والطهارة أي كل الوزنات الروحية) زغلاً = رمز لشكليات العبادة ودخول حكمة العالم البشرية لحياة الإنسان. والفضة رمز لكلمة الله (مز 12) والإنسان الشكلي لا يحمل كلمة الله في داخله فيحيا بها بل يرددها دون تنفيذ.
الخمر= يشير للفرح الروحي. والخمر المغشوشة بماء = ماء العالم ولذاته التي من يشرب منها يعطش. وطبعاً كل من كانت عبادته مظهرية لن يكون له فرح حقيقي، بل ستكون أفراحه أفراح عالمية مغشوشة خادعة، فقلبه لا يحمل حباً حقيقياً إذاً هو بلا فرح حقيقي.

آية (23) رؤساؤك متمردون و لغفاء اللصوص كل واحد منهم يحب الرشوة و يتبع العطايا لا يقضون لليتيم و دعوى الأرملة لا تصل إليهم.

لغفاء = هم أصدقاء اللصوص. جمع لغيف وهو من يأكل مع اللصوص ويحفظ ثيابهم ولا يسرق معهم. فالرؤساء هنا لهم منظر الرئاسة وصورة التقوى والدفاع عن الضعفاء ولكنهم يتسترون علي الظالمين بسبب حب الرشوة.

آية (24) لذلك يقول السيد رب الجنود عزيز إسرائيل اه أني أستريح من خصمائي و انتقم من أعدائي.

هنا نري اشتياق الله لخلاص الإنسان وأن الله سينتقم من الشيطان بقوة.

آية (25) و أرد يدي عليك و انقي زغلك كانه بالبورق و انزع كل قصديرك.

هنا نري أن الله يضرب لينقي ويؤدب. البورق= يتم تنقية الفضة من الزغل بنار وبعض أنواع الأملاح.

آية (26) و أعيد قضاتك كما في الأول ومشيريك كما في البداءة بعد ذلك تدعين مدينة العدل القرية الأمينة.

الله يريد أن يعيد للإنسان كرامته الأولي فيكون كقاض حكيم. وقد تم ذلك بعد السبي فعلاً فقد أرسل الله لشعبه قضاة وولاة أتقياء مثل عزرا ونحميا وزر بابل... الخ ولكن هذا الوعد سيتم بصورة واضحة في المسيح وكنيسته.

آية (27) صهيون تفدى بالحق و تائبوها بالبر.

الحق= هو السيد المسيح. وصهيون تفدي بالحق = أي المسيح يفدي كنيسته بر المسيح = نلبس المسيح ليكون هو برنا.

آية (28) و هلاك المذنبين و الخطاة يكون سواء و تاركو الرب يفنون.

هنا نري أن الفناء سيكون مصير من لا يقبل الفداء.

آية (29) لأنهم يخجلون من أشجار البطم التي اشتهيتموها و تخزون من الجنات التي اخترتموها.

كانوا يقيمون مذابحهم تحت ظل أشجار البطم، وفي الجنات = أي الحدائق. والمعني أن الشعب سيشعر بالخجل حين يعلم أن هذه الأوثان التي طالما عبدوها لم تستطع أن تخلصهم من الضربات التي أتت عليهم.

آية (30) لأنكم تصيرون كبطمة قد ذبل ورقها و كجنة ليس لها ماء.

الصديق يكون كشجرة مثمرة وأما الخاطئ فكالهباء الذي تذريه الريح. فالذبول والجفاف علامة توقف الحياة في الجسد. ونلاحظ أنه حينما ذكر البطمة في آية 29 أستغلها في تشبيهه هنا. ولكن المعني أن من يسير وراء الأوثان يكون مثلها (بلا عقل ولا سمع ولا نظر ولاحواس ميت مثلها كشجرة بطم)

آية (31) و يصير القوي مشاقة و عمله شرارا فيحترقان كلاهما معا و ليس من يطفئ.

المشاقة = هي ما يبقي بعد مشط الكتان ويصلح لإيقاد النار. يصير القوي = أي الرؤساء الذين تقدم ذكرهم في عدد 26 وعمله شراراً = فالشر يحرق صاحبه. وقد يقصد عمله أي الأوثان التي عملوها. ولكن بنظرة عامة فالشر يحرق صاحبه ويكون هلاك الخطاة بواسطة الشرور التي اشتهوها وسعوا وراءها كمن يترك الله لأجل المال. وبعد ما ينال المال يجده تعباً وتجربة لبيته ولنفسه. أو من يتبع لذات العالم ويجدها مراراً وليس فيها لذة حقيقية لا للجسد ولا للنفس. ومن يفضل مجد الناس علي مجد الله فيكون نصيبه الإهانة والاحتقار من الناس.
ليس من يطفئ = لا يكون لها منقذ ولا معين.

منقووووووووووووووووووول
من تفسير أبونا أنطونيوس فكري


معلومات قياسية فى الكتاب المقدس
* أشهر جُرة :
* جرة الفصح ( مر 14 : 13 ) .
* جرة رفقة ( تك 24 : 14 ) .
جرة السامرية ( يو 4 : 28 ) .
* أشهر قميص :
* قميص يوسف ( تك 37 : 3 )
* أضخم سمكة :
* حوت يونان النبى ( يون 1 : 17 ) .
* أطول سلم :
* سلم يعقوب ( تك 28 : 12 ) .
* أطول صليب :
* صليب هامان ( أس 5 : 14 ) .
* أطول عمر إنسان :
· متوشالح 969 سنة ( تك 5 : 27 ) .
* أعلى بناء :
· برج بابل ( تك 11 : 1 – 9 ) .
* أقصر إنسان :
· زكا العشار ( لو 19 : 2 ، 3 ) .
* أقوى أتون نار :
· أتون الفتية الثلاثة .
* أكبر سفينة :
· فلك نوح ( تك 6 : 14 ) .
* أكثر عدد أصابع لشخص :
· 24 أصبع لإبن رافا ( 1 أخ 20 : 6 ) .
* أكثر عدد بنات لرجل :
· بنات رحبعام 60 بنت ( 2 أخ 11 : 21 ) .
* أكثر عدد زوجات لرجل :
* ألف زوجة لسليمان ( 1 مل 11 : 3 ) .
تكلم معهن السيد المسيح
+ أرملة نايين ( لو 7 : 13 )
+ التى طوبته ( لو 11 : 27 )
+ الخاطئة ( لو 7 : 18 ، 20 )
+ السامرية ( يو 4 )
+ العذراء ( يو 2 : 4 ) ، ( يو 19 : 26 )
+ الكنعانية ( مت 15 : 22 – 28 )
+ المجدلية ( مت 27 : 56 )
+ المنحنية ( لو 13 : 11 )
+ أم أبنى زبدى ( مت 20 : 21 )
+ نازفة الدم ( مر 5 : 34 )
+ مرثا ( لو 10 : 38 )
+ مريم أخت لعازر ( يو 11 )
+ المضبوطة فى ذات الفعل ( يو 8 : 10 )
منقووووووووووووووووووووووووووووووول
اذكروا من له كل التعب واذكروا ضعفي في صلواتكم



 القديس إيرينيوس مفسرًا للكتاب المقدس



نشر 2 أغسطس, 2011

د. جورج عوض أبراهيم


يهدف الغنوسيون، سواء بالتفسير الرمزي المتطرف للعهد القديم أو برفضهم الجذري له، إظهار الإعلان الجديد المُطلق لإنجيل المسيح أمام نقصان وعدم جدوى إعلان العهد القديم. هذا التحدي جعل الكنيسة تشرح بكل وضوح العلاقة القوية بين العهدين وتؤكد على أن العهد القديم بالنسبة لها هو نص مقدس. الاعتراف بالسياق المترابط للعهد القديم والجديد هو المبدأ العام والأساسي للكُتّاب الكنسيين للقرن الثاني الميلادي.
لكن لا يوجد لأجل هذا الهدف منهج تفسيري محدد. هكذا على سبيل المثال كاتب رسالة برنابا اتجه بتفسيره الرمزي لأن يستخرج مفاهيم وتأملات من العناصر التاريخية والتعبدية للعهد القديم، بينما القديس يوستينوس، من الجانب الآخر قلّل ـ إلى درجة ما بتعليمه عن الأمور التي تُظهر المسيح ـ من أهمية العنصر التاريخي للعهد القديم. الربط بين العهدين قد تحقق باستخدام التفسير النماذجي[1] (Tupologik») الذي يقود إلى التشديد على تفوق الإنجيل بالمقارنة بالتعليم الناموسي للعهد القديم. الشخصيات الكتابية المعروفة مثل البطاركة (ابرآم، اسحق، يعقوب)، نوح، موسى، راحاب الزانية، يونان، … الخ. هي نماذج وأمثلة لحياة وشخصية المسيح. في الواقع، لم تنشغل الكنيسة في القرن الثاني بموضوع المنهج التفسيري. لذلك لم تميز الكنيسة تمييزًا صارمًا بين التفسير النماذجي والرمزي، وطبقت بلا تمييز المبدأين (النماذجي والرمزي) للتعليم التفسيري. ولكي تُشكِّل الكنيسة موقفها تجاه العهد القديم أسرعت إلى تعليمها الخريستولوجي أي عن المسيح. هكذا الإيمان الكنسي فيما يخص شخص المسيح وعمله يمثل المبدأ الثابت للتفسير الكتابي.
لقد قدم الآباء المدافعون العظام ايرينيؤس وترتليانوس عمل التفسير الكتابي في النصف الأخير من القرن الثاني. لقد كوّنا ـ وهما يحاربان النُظم الغنوسية ـ تعاليم كنسية مجمعة. النزاع قد رُكز في معايير وطريقة التفسير الكتابي، حيث لم يطور الغنوسيون فقط مبادئهم التفسيرية ولكن شكلوا قانونهم الخاص بالعهد الجديد (تحديد عدد الكتب القانونية للعهد الجديد). بالتأكيد لم تظهر أعمال تفسيرية خاصة والتفسير الكتابي كان يخدم حاجتهم للدفاع وتثبيت التعليم الكنسي. حتى أن الكُتّاب الكنسيين ـ في هذه الفترة ـ وهم منشغلون بالتشديد على المعايير القانونية والمُلزمة للإيمان المسيحي، نجحوا في صياغة آراء أساسية فيما يخص المسألة التفسيرية. أصالة الحقيقة الكنسية والتقليد في التقائهما بالتعاقب الرسولي هي السمة التي كانت تميز التفسير الكتابي في هذه الفترة.
القديس إيرينيوس:
+ يُعتبر ق.ايرينيوس أول لاهوتي كتابي مسيحي شدّد ـ على أساس ثابت ـ على وحدة الإعلان الكتابي وربطه بحياة الكنيسة التاريخية. في هذه المسألة إستمر بفاعلية على خط ق. يوستينوس. كما هو معروف لقد ركز ق.ايرينيوس في عمله “ضد الهرطقات” إهتمامه على محاربة الهرطقات الغنوسية (خاصة فالنتينوس وتلاميذه) وسوء التفسير الغنوسي للكتب المقدسة. لأجل هذا الهدف يدعو المصداقية والأصالة بأنها ” قانون الإيمان”، الذي استلمته الكنيسة من الرب بواسطة الرسل بضمان التعاقب الرسولي. التعليم اللاهوتي للقديس إيرينيوس هو نتيجة الرد على التمييز الغنوسي بين إله الخلق القديم وإله يسوع المسيح، هذا التمييز الذي يؤدي إلى رفض الاستمرارية التاريخية للتدبير الإلهي. من المفهوم أنه لكي يواجه القديس ايرينيوس الهرطقة الغنوسية كان يجب أن يكرز بلاهوت كتابي للإعلان الإلهي الذي يُظهر وحدة الله الثالوث واستمرارية الأعمال التاريخية في العهدين القديم والجديد. هذا التعليم الكتابي للإعلان الإلهي يُوجد في أساس تفسير ق. ايرينيوس الكتابي ويحدد حتميًا موضوعاته الأساسية.
هذا التعليم الكتابي للإعلان الإلهي يستلزم الموقف الأساسي بأن الإيمان يخص الحوادث الحقيقية. بالتالي الكلمات والأسماء، بمعنى العنصر الخاص بالتعبير عن الإيمان، يجب أن يكون له علاقة بالأمور التاريخية. عمل المفسر يتآلف حتميًا في حفظ الأمور “وفق الطبيعة”، على عكس “بخلاف الطبيعة”، بمعنى أن ترد الأقوال إلى ترتيبها الحقيقي والطبيعي وتكيفها في جسد الإيمان (ضد الهرطقات I 9,4). هذا الرأي يذكرنا بالفكر الفلسفي الأفلاطوني للأسماء والحقائق، والذي سوف نجده بعد ذلك في شروحات آباء الأسكندرية والآباء الكبادوك. هذا “التوافق” بين الاسم والحقيقة أو التعبير اللغوي وحقائق الإيمان يظهر في الكتاب “بنظام” و”ترتيب” و”سياق” ثابت معين (ضد الهرطقات I 8,1)، بتتابع واضح وهوّية محددة: الكلمة بالتالي تتجاوب بالضبط مع الترتيب و”الرتم” و”المبدأ التربوي” الذي يُستنتج من الحوادث التاريخية الواردة في الكتاب المقدس (ضد الهرطقات IV 38,3). إن تنوع أشكال ونماذج التعبير في الكتاب المقدس سواء للأمور التاريخية الصارمة أو للأمثلة والرموز هو برهان لتوافقهم وشهادتهم الواحدة (ضد الهرطقاتII 27,7). هذا التوافق بين الأسفار المقدسة هو المبدأ التفسيري للكتاب المقدس، الذي لا يتغير (II 28,3). والجدير بالذكر أن الهراطقة يقتطعون آيات الكتاب من سياقها ويضعونها في سياق آخر وفق آرائهم الشخصية لتدعيم تعالميهم الهرطوقية.
لكن ما هى طبيعة وملمح الكتاب المقدس بحسب القديس إيرينيؤس؟
لقد قَبِلَ القديس إيرينوس وحى الكتاب، فكل الكتب هى “روحية” (ضد الهرطقات II 28,3) بمعنى بإلهام الروح القدس. وحى الكتاب يجعل شهادته (تجاه الغنوسيين) كاملة وتامة. بالتالى في الكتاب لا يوجد زيف أو خداع بل يوجد فقط الحق الكامل. وهذا يعنى أن الكتب المقدسة هى قانون الحق المعصوم من الخطأ، بينما مفهومهم ومحتواهم هو “معلن وواضح” (ضد الهرطقات V 13,2, Iv 31,1). لذا مَن يحذف أو يضيف في الكتب المقدسة يخضع بالتأكيد لأقصى تأديب ( ضد الهرطقات V30,1). بهذا المبدأ أوضح ق. ايرينيوس أنه لا يوجد شيئًا في الكتب المقدسة بدون معنى ومفهوم عميق (ضد الهرطقات V 35,3). هذه الصياغة الهامة تشير كما عند أوريجينوس فيما بعد إلى أن وحي الكتاب المقدس يعلن بالأحرى محبة الله للبشر والتي هي واضحة ومعروفة في كل حوادث العهد القديم التاريخية، ولم يحدث شئ بالصدفة في المسيرة التاريخية لم تعلنه الإرادة الإلهية.
على الجانب الآخر، الكتاب يتحدث في حالات كثيرة بالتلميحات والإيماءات ويحتوى نصوصه على “تساؤلات” كثيرة (ضد الهرطقاتI 3,6). وهذا يرجع إلى أن الله الفاعل الأساسي في الكتب المقدسة، لا يمكن إطلاقًا أن يُعرف ويُوصف (ضد الهرطقاتII 28,3). أيضًا، حقائق عقائدية كثيرة، مثل ولادة الابن من الآب، والدينونة وقيامة الأموات، طريقة خلق المادة… الخ، تتجاوز الفهم البشري (ضد الهرطقاتII 28,6). أيضًا، نبوات كثيرة للعهد القديم بخصوص يسوع المسيح قد صيغت في نماذج رمزية ولُغزية (غامضة) (ضد الهرطقاتII 12,1). بحسب تعليم القديس إيرينيوس يخضع للمباديء، فإن الله ظهر بتلك العناصر التي يستطيع البشر أن يقبلوها بمقاييسهم المحدودة (ضد الهرطقاتIv 38,1). طبيعة الكتب ـ إذن هي متوافقة مع سر الله الواحد والثالوث. التفسير الكتابي يجب أن يخضع للمباديء اللاهوتية للمعرفة الإلهية. فالمفسر لا يجب أن يتخطى الحدود التي يضعها الله نفسه لمعرفة أسراره. على العكس، يجب أن يفتش المفسر في الكتب المقدسة علي كل ما هو ضروري لخلاصه وليس ما يحرك فضوله.
الفكر التقليدي للقديس إيرينيوس بالنسبة للوحي الإلهي للكتب المقدسة انضم إلى تعليمه اللاهوتي من جهة تاريخية الإعلان الإلهي ووحدة العهدين. لقد قَبِل بأن كل تاريخ العهد القديم هو موحى به من الله، (ضد الهرطقات HI 21,1). إن وحي الكتب المقدسة بالتالي يخص بالحرى اتفاق الحوادث الحقيقية مع الشكل اللغوي. الإيمان والتوافق مع كتابة حوادث التدبير الإلهي في الكتب المقدسة هو ما فعله الكُتّاب الكنسيين. هكذا كتاب العهد القديم يشهد ويؤكد الإعلان التاريخي لله وبهذا المفهوم يرتبط ارتباطًا لا ينفصل بالتدبير الإلهي. بالتالي تاريخ العهد القديم هو مجال حضور وإعلان الله الواحد والثالوث. وعلى ذلك فإن كتاب العهد القديم له نفس القيمة والأصالة مع العهد الجديد، لأنه يأتي من نفس الآب الواحد (ضد الهرطقات IV 20, 1, 21, 1) هذا التشديد كان ضروريًا ومهمًا بالتأكيد تجاه الغنوسيين الذين اعتبروا العهد القديم مزيف، وبالتالي ـ بحسب رأيهم ـ ليس له مصداقية. الأهمية الخاصة عند هؤلاء الهراطقة كانت للتقليد الحي والشفاهي (وخصوصًا للتقليد المنحول) الذي كان بالنسبة لهم المعيار النهائي للتفسير الكتابي (ضد الهرطقاتIII 2,1). لكن يجب هنا أن نلاحظ، أن القديس إيرينيوس، بينما يتحدث دائمًا عن وحي كُتب العهد القديم (أيضًا الترجمة السبعينية، ضد الهرطقات III 24,1)، لكن لم يقدم شهادات واضحة بخصوص وحي كُتب العهد الجديد، لأنه كان يجب أن يُحصن وحي العهد القديم تجاه العناصر السلبية للغنوسيين، بينما لا توجد مشكلة بالنسبة لكتب العهد الجديد. بالتأكيد كان يعرف جيدًا الإنجيل ” ذو الشكل الرباعي” الذي هو الأعمدة الأربعة (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) الذي ينبع منه الحياة والخلود (ضد الهرطقات III 11,8) أيضًا رسائل بولس الرسول (ضد الهرطقات III 7,2) لقد قَبِل قانون العهد الجديد وأيضًا الوحي الإلهي من التقليد الكنسي كقضية لا خلاف عليها.
عند القديس إيرينيوس، الحق وأصالة الكتاب يصيران مؤكدين على أساس التدبير التاريخي للثالوث القدوس. الكتب المقدسة تخص الله الثالوث القدوس، الآب( ضد االهرطقاتIV 20,1)، والكلمة المتجسد والروح القدس (ضد الهرطقاتIII25,1). بالتالي الإعلان الإلهي له ملمح ثالوثي (IV 6,3 ex.7 بالإشارة إلى مت27:11). الله الآب هو مصدر الإعلان، يرسل الأنبياء، ويسوع المسيح، والرسل. الكلمة يظهر في مختارى العهد القديم، يتحدث إلى كاتبي أسفاره. الظهورات الإلهية في العهد القديم، مثل عند القديس يوستينوس هكذا القديس إيرينيوس، هي ظهورات مسيحية. إذن يربط بشدة نص العهد القديم بيسوع المسيح، إذ يعتبر أن العهد القديم له نفس المصداقية والأصالة لأقوال الرب في الأناجيل (ضد الهرطقاتIV 3,1). بهذا المفهوم فالكتاب المقدس هو كتاب الرب (ضد الهرطقاتII 54,2. V 20,2 k.a.)، يرجع إلى الرب ويشهد لأعمال الرب. أيضًا الروح القدس يشهد ويعلن في كل مراحل التاريخ معرفة الحق و”تدبيرات” الآب والابن (ضد الهرطقات IV 53,1, III 15,1) بواسطة الأنبياء والرسل والكنيسة. هنا التشديد الثالوثي. وهذه الحقيقة هي مهمة جدًا لتطور أو نمو التفسير الكنسي فيما بعد، من حيث إن الإيمان الثالوثي يمثل ليس فقط تجميعة من تجميعات الإيمان الكنسي، ولكن “هدف” و”غاية” التفسير الكتابي.
هكذا يرسم القديس إيرينيوس مسبقًا مسيرة التقليد التفسيري للكنيسة.
+ من جهة طبيعة وقيمة العهد القديم فإن القديس إيرينيوس قَبِلَ بأنه: عندما يُفهم الكتاب فهمًا صحيحًا فهو يتنبأ كله عن يسوع المسيح (ضد الهرطقاتIV 26,1). يستند القديس إيرينيوس على أن المسيح هو “الكنز المُخفي” في العهد القديم (ضد الهرطقات IV 40,1) لذا فإن محتوى العهد القديم يُفهم بواسطة الأمثال والنماذج (ضد الهرطقاتIV 26,1). ظهر المسيح بأشكال مختلفة في أشخاص العهد القديم المختارين وأعلن في هذه الأشكال تدبير تجسده (راجع ضد الهرطقات IV 34,11). لكن النماذج والإعلانات والنبوات عن المسيح في العهد القديم لم تكن من الممكن أن تُفهم بدون تحقيق هذه الأمور الإعلانية والنبوية، والتي هي “حضور الرب” (التجسد التاريخي) وانجماع كل شئ في المسيح. بهذا المصطلح “انجماع” (anakefala…wsh) فإن نبوات العهد القديم هي ظلال حتى تتحقق فقط في حضور الرب.
لا يوجد، في الحقيقة، الفهم التام للعهد القديم حتى مجيء الرب (التجسد) لذلك فاليهود الذين يدرسون الناموس بدون “انتقاله” و”تحقيقه” في الواقع هم يهذون أي يقولون أساطير (ضد الهرطقاتIV 26,1). لكن التفتيش على النماذج والأمثلة لـ “حضور” المسيح في العهد القديم لا يصير بطريقة عشوائية، إلاّ فقط على أساس التوافق التاريخي الحقيقي والعلاقة التدبيرية بين عمل المسيح وحوادث وأشخاص العهد القديم. هكذا الأنبياء (كل العهد القديم) تنبأوا وكرزوا بواسطة الكلمة وشهدوا نماذجيًا بواسطة الأعمال (ضد الهرطقاتIV 20,8) لحضور يسوع المسيح وعمله (ضد الهرطقاتV 2,1). أيضًا الرسل استمروا بالكرازة عن حضور المسيح في الأجيال اللاحقة. بالتالي، إيمان الأنبياء ورجال العهد القديم المختارين هو نفسه إيمان الرسل والمؤمنين (ضد الهرطقات IV 36,8 and 58,6) المسيح هو غاية الوعود النبوية ومحتوى الإنجيل الرسولي، الذي تكرز به الكنيسة وتسلمه. بالتالي يوجد نظام معين في التدبير الإلهي: الأنبياء، والمسيح (كمركز) ثم بعد ذلك الرسل.
هذا النظام “التدبيري” يستلزم الوحدة التاريخية الدائمة والتي لا تنفصل بين العهد القديم والجديد والكنيسة. الحركة التصاعدية نحو التحقيق تحدد المسيرة التاريخية الجامعة (الشاملة). يصف القديس إيرينيوس العلاقة بين العهدين بمصطلح “sumfwn…a” أي الاتفاق والتوافق (cosomare)، فالكتب المقدسة موجودة في انسجام وتوافق تام فيما بينهم ويجب، لأجل هذا السبب، أن يُفسَّر الواحد على أساس الآخر، لذا يؤكد ق. إيرينيوس ذلك قائلاً: [ يستحيل شرح الكتب المقدسة إلاّ من خلال الكتب المقدسة ذاتها ] وفي رأي القديس إيرينيوس، إذا بدت لنا بعض أجزاء من الكتاب غير مفهومة نستطيع أن نفهمها عن طريق ما هو واضح في الكتاب القدس وليس بواسطة أي منطق خارجي (أنظر ضد الهرطقات27:2ـ28).
إن الفهم الخريستولوجي للكتاب المقدس يستلزم أن نبحث دائمًا خلف الحوادث، والروابط وروايات العهد القديم عن الفكر العميق: “الحق” (ضد الهرطقات I 10,3). إن مجموع الأقوال والنبوات والأمثلة والنماذج لكُتّاب العهد القديم تمثل نوعًا من الاستعداد الوعظي ومقدمة للإعلان الإلهي التام والكامل للعهد الجديد (ضد الهرطقات IV 37,2) باتفاق مطلق مع ق. يوستينوس وق. أمبروسيوس يفهم القديس إيرينيوس “نماذج” العهد القديم كإنباء وإعلان للحوادث العتيدة في المسيح بواسطة الأقوال والأعمال النبوية. البُعد النبوي هو بالتالي القوة الداخلية للتاريخ، الذي يبدأ بالعهد القديم، ويتحقق، وينجمع بالمسيح ويُتمم داخل حياة الكنيسة. التعرف على المفهوم العميق والواضح للنماذج هذه يصير بفعل الروح القدس، وبالتالي هو عمل روحي أو “بحسب النعمة” (ضد الهرطقاتII 28,3). إن من الواضح عند القديس إيرينيوس، وفق تعليمه، أن التفسير الذي مركزه المسيح يُظهِر كل الحوادث التاريخية والأشخاص تشريعات ووصايا العهد القديم كأمثلة تجد تحقيقها في المسيح (راجع ضد الهرطقات II 25, 2, II 186). هذه الطريقة لا تقلل من قيمة العهد القديم، على العكس تحدد إعلانه كمرحلة تربوية في مسيرة التدبير الإلهي الذي اكتمل تصاعديًا و”انجمع” أخيرًا بيسوع المسيح. هكذا ناموس المسيح كان يقودنا تجاه المسيح.
الفهم الخريستولوجي وفي نفس الوقت التاريخي للعهد القديم سمح للقديس إيرينيوس بحرية استخدام المناهج التفسيرية. فضّل القديس إيرينيوس الفهم التاريخي والحرفي بالأخص عندما يتناول المقاطع “اللاهوتية” التي تخص هوّية إله العهدين، وشخص يسوع المسيح، وتاريخية القيامة، وقيامة الأموات..الخ.
أيضًا يحارب ق. إيرينيوس التفسير الرمزي للغنوسيين لأنه يقود إلى خيالات وضلالات وبالتالي إلى رفض تاريخية التدبير الإلهي. الكلام هنا عن رفض القديس إيرينيوس للفكر “الرمزي” للرواقيين، الذي يرفض التاريخ.
لكن نجد عند القديس إيرينيوس أنواع متنوعة من التفسير الروحي أو الرمزي (على سبيل المثال الرمزية الخاصة بالمصطلح ورمزية الأرقام.. الخ) لكن هذا التفسير هو مختلف عن سوء الاستخدام الغنوسي. إن الرمزية عند القديس إيرينيوس أساسها التجاوب مع التفسير النماذجي والتاريخي: راجع على سبيل المثال (ضد الهرطقات IV 20, 11)، حيث زواج موسى بالمرأة الكوشية هو رمز لكنيسة الأمم. عمومًا فإن التفسير الرمزي أو الروحي عند القديس إيرينيوس يصير على أساس قانون الإيمان، لكي ينسجم ويتفق مع “الحق” ويوضح تدبير الله للجنس البشري (ضد الهرطقات I 10,3). الأولوية دائمًا للبُعد التاريخي، طالما أن شهادة الكتاب هي تأكيد واضح وغير مشكوك فيه للحوادث والحقائق التاريخية.
+ المساهمة الأساسية للقديس إيرينيوس في تشكيل التفسير الكنسي تتمثل في تشديده على أن الكنيسة وفق وعيها اللاهوتي والتاريخي هي الأساس والمبدأ الوحيد للتفسير الصحيح للكتاب. ولأن الكتب المقدسة هي حقيقية وكاملة، بالتالي فهي لا تقبل تكميل أو تصحيح (راجع ضد الهرطقات III 1,1 ex)، لذلك بالضبط تُفرض أسس معينة مُلزمة تضمن طبيعة وعمل هذه الكتب. لذا يفرض القديس إيرينيوس ” قانون الإيمان ” أو ” قانون الحق ” (راجع ضد الهرطقات I 8,1. 9,4. 22,1. III 4,2). ” قانون الإيمان ” يقصد به الكتاب المقدس (العهدين القديم والجديد)، وتقليد الكنيسة الحي والتعاقب الرسولي. الكلام هنا عن الإيمان الكنسي، الإعلان الإلهي في ملئه. أي الإيمان المسيحي الذي يُعاش في الكنيسة وفي حياتها الليتورجية. “توافق” كل هذه العناصر يكوّن الفكر اللاهوتي للقديس ايريناوس.
نتيجة لذلك فإن “قانون الحق” بهذا المفهوم يكتسب أهمية كبيرة لتشكيل وصياغة مبادئ وأسس التفسير الكتابي.
الفهم اللاهوتي لقانون الحق وعلاقته بالتفسير الكتابي قد نما بواسطة القديس إيرينيوس في (ضد الهرطقات III 1,1) حيث الكرازة الرسولية التي سُلمت بواسطة الصوت الحي من جيل إلى جيل وحُفظت بالتعاقب الرسولي، هي محصلة الإعلان الكتابي والذي محوره حضور المسيح. هذا الإعلان الإلهي هو واقع حقيقي تعيشه وتعترف به الكنيسة في قانون الإيمان واعترافات الإيمان الخاصة بالمعموديات. “كرازة الحق” هذه هي طريق الحياة والأمور التي كرز بها الأنبياء والكنيسة الجامعة تسلمها لأبنائها (شرح الكرازة الرسولية: 98).
إذن ” قانون الحق ” كمبدأ تفسيري للكتاب المقدس هو محصلة الإيمان المسيحي كما كرز به الأنبياء وتممه المسيح وتسلمه الرسل وأخذته الكنيسة (بواسطة التعاقب الرسولي)، تعيشه الكنيسة في حياتها الليتورجية وتنقلهما بأمانة إلى أبنائها. بالتأكيد، كان في ذهن القديس إيرينيوس قانون الإيمان الذي جمّع تقليد الكنيسة الحي والصادق. الإطار التفسيري العام ومجال التفسير الكتابي هو بالتالي حياة الكنيسة التاريخية، بإيمانها النبوي والرسولي، وبقانون الكتاب.
الأهمية الخاصة عند القديس إيرينيوس هي لحياة الكنيسة الليتورجية وأيضًا المعمودية والإفخارستيا. المعمودية هو العمل الليتورجي الذي بواسطته يحي كل مؤمن قانون الحقيقة، طالما أُعلن له قانون الإيمان (راجع شرح الكرازة الرسولية:6 وأيضًا ضد الهرطقات I 9,2). بينما الإفخارستيا تؤكد وتحقق الإيمان والحياة الكنسية: فإيماننا يوافق الإفخارستيا والإفخارستيا توافق إيماننا (ضد الهراطقة IV 18,5). الحياة الليتورجية وإيمان الكنيسة هما، عند القديس إيرينيوس، المجال الحي حيث التفسير الكتابي يُطبق والحوادث الكتابية تصير حية. “قانون الحق” مرتبط ارتباطًا دائمًا مع ليتورجية الكنيسة وبالطبع عنصر لا ينفصل عنها.
+ ما هي أهمية الكنيسة لكل ما يخص التفسير الكتابي؟
هي هدف انجماع التدبير الإلهي في المسيح، هذه الأهمية توجد في استمرارية تاريخية العهد القديم والمسيح. كرازتها متوافقة توافقًا مطلقًا بشهادة الأنبياء، والرسل، وكل المؤمنين (ضد الهرطقاتIII 24,1). بالتعاقب الرسولي المستمر تمتلك الكنيسة الكرازة الأولي للحقيقة التي تتجدد بالروح وبالتأكيد تجدد الكنيسة نفسها. الحضور المواهبي وفعل الروح يجعل الكنيسة مكان النعمة والحق (ضد الهرطقات III 24,1). فقط حيث توجد وتعمل مواهب “الرب” هناك تُحفظ الحقيقة والإيمان المخلص والكتاب يُفسر بلا خطر الوقوع في هرطقة (ضد الهرطقات IV 26,5). هذا العمل يتممونه بالضبط المواهبيون في الكنيسة. عمل الروح يُعلن في كل من إيمان الكرازة الرسولية المستمرة وتنوع مواهب الروح. الكنيسة مكان له تفعيل هذه المواهب، فهي تعلم الحق، والروح نفسه هو الحق. الكنيسة تحفظ الإيمان وتنمي محبة ابن الله وتشرح بأمان الكتب المقدسة (ضد الهرطقات IV 26,5). بهذه الأصالة الداخلية تمارس الكنيسة موهبة التفسير الآمنة (ضد الهرطقات IV 26,2). بهذا المفهوم فهي نفسها عمود الحق وقاعدته (ضد الهرطقات V 20,2). بالتالي التفسير الكتابي يصير دائمًا وفق روح التقليد الرسولي للكنيسة. فهي تحفظ التقليد بالتعاقب الرسولي المستمر وتفسره بأسرارها. التقليد الذي يمثله القديس إيرينيوس، هو “برهان أو شرح” الإيمان الرسولي[2] بواسطة الكتاب المقدس والذي سُلم بواسطة الرسل وخلافائهم الأساقفة. التعاقب الرسولي ليس هو مجرد مبدأ خارجي، دفاعي، إرشادي، لكن تأكيد شخصي للهوّية الرسولية للحق الذي صار بواسطة الأشخاص المواهبيين (ايرينيوس نفسه كان تلميذ بوليكاربوس الذي كان تلميذ يوحنا الإنجيلي:
(تاريخ الكنيسة Ιστ. V 20,4. ضد الهرطقات III 3,4. IV 27,1)
بالتالي التقليد والتعاقب الرسولي هما يخصان إيمان الآباء الإيمان الذي هو دائمًا حيّ في الكنيسة. هذا التقليد والإيمان المُعاش هو تاريخ فهم الكتاب ويمثل المبدأ الجوهري للتفسير الكتابي.
تفسير الكتاب يُمارس بالتالي كموهبة الروح الذي بحلوله في الكنيسة يوم الخمسين منح لها، بواسطة الرسل والتعليم (ضد الهرطقاتIII 25,1). موهبة التفسير الكتابي يمكن فقط أن يمارسه، مَنْ أخذ الروح ذاته بالمعمودية، الروح الذي تمم النبوات والرسل (ضد الهرطقات Π. Χ. ΙV 42,1. 50,1. 55,6). بالتالي يحتاج المُفسر إلي الإستنارة الروحية التي هي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإيمان الكنيسة الحيّ، المسلم مرة للقديسين (ضد الهرطقات I 19,4).
خاتمة :
إن التعاليم اللاهوتية التي تبناها القديس إيرينيوس هي متجذرة في الكتاب المقدس والتقليد الرسولي. إن كلمة كتاب ura تُذكر مرارًا في كتاباته، وهي مصطلح لاهوتي يعني مجموعة الكتب المقدسة[3]. يستشهد القديس إيرينيوس دائمًا بالكتاب المقدس لمحاربة الغنوسيين، لأن الغنوسيون قد استندوا على الكتاب المقدس لكي يبرروا أفكارهم الهرطوقية. لقد عرف القديس إيرينيوس جيدًا أسفار العهد الجديد ويسميها ” أناجيل والكتابات الرسولية ” (ضد الهرطقات A’ ,3,6 )، أو ” أقوال الله” (ضد الهرطقات A’ 8,1). وعادة يستخدم مصطلح ” إنجيل ” للإعلان عن الكرازة الرسولية، فمعظم نصوص القديس إيرينيوس هي مأخوذة من الأناجيل. لكن كما سبق أن أكدنا فإن التفسير المستقيم للكتاب المقدس يُوجد فقط في التقليد الكنسي (ضد الهرطقات D’ 33,8). لقد قاوم القديس إيرينيوس إمكانية وجود الكنيسة بدون الكتاب والتقليد معًا، ويتساءل ألاّ ينبغي أن نتبع ترتيب التقليد الذي سلمه الرسل للأمناء على الكنيسة؟ (راجع ضد الهرطقات 3,4). لذلك يؤكد القديس إيرينيوس على أن الغنوسيين قد اعتمدوا على مبادئ غير كتابية وهم يفسرون الكتاب: [ إن تعليم الهراطقة لم يسبق أن كرز به الأنبياء ولا علّم به السيد المسيح ولا سلمه الرسل. فهم يحاولون أن يخضعوا أمثال السيد المسيح، ونبوات الأنبياء وكلمات الرسل لأفكارهم الخاصة. وهم يتجاهلون وحدة الكتاب المقدس بعضه ببعض، ويفككون أجزاء الحقيقة] (ضد الهرطقات 1:8:1).
وقد أورد القديس إيرينيوس تشبيهًا رائعًا في كشف سوء استعمال الغنوسيين للكتاب المقدس حين قال: [ صنع فنان موهوب صورة جميلة لأحد الملوك من الجواهر الثمينة، لكن شخص آخر فك هذه الحجارة وأعاد ترتيبها بأسلوب آخر ليقدم صورة كلب أو ثعلب. ثم زعم أن هذه الصورة هي الصورة الأصلية التي صنعها الفنان الأول، ويعلّل قائلاً: إن الحجارة أصلية. والحق أن التصميم الأصلي قد تهدم و"ضاع النموذج الأصلي". هكذا بالضبط ما يفعله الهراطقة بالكتاب المقدس. فهم يتجاهلون ويمزقون "الترابط والترتيب" الموجودين في الكتاب المقدس و"يقطعون أوصال الحقيقة". إن كلماتهم وتعبيراتهم وأمثالهم أصلية، لكن قياسهم (أو تصميمهم) مزاجي وخاطئ ][4].
لقد أراد القديس ايريناوس التشديد على أن الكتاب المقدس له نموذج وبنية داخلية متآلفة، لكن الهراطقة يرفضون هذا النموذج وتلك البنية الداخلية المتآلفة ويفرضون نموذج وبنية خاصة، فهم يرتبون الشواهد الكتابية على أسس غريبة عن الكتاب المقدس نفسه. والحل لدي القديس إيرينيوس هو أن نحفظ بقوة ” قانون الحقيقة ” الذي تسلمناه في المعمودية حتى لا نجد صعوبة في فهم نص الكتاب فهمًا صحيحًا. ونشاهد الصورة الحقيقية الملائمة للسياق الصحيح والبنية الأصلية للكتاب.
إذن قانون الإيمان يرشدنا أثناء قراءة الكتاب المقدس، و”قانون الحقيقة” عند القديس إيرينيوس هو شهادة الرسل وكرازتهم وبشارتهم والتي “أودعت” في الكنيسة وحُفظت بصدق وسُلمت بإجماع عام في كل الأمكنة عبر تعاقب الرعاة [ الذين تسلموا موهبة الحقيقة الثابتة إلى جانب التعاقب الرسولي] (ضد الهرطقات 2:29:4).
إذن ” قانون الحق ” أو ” قانون الإيمان ” كما يقصد بذلك القديس إيرينيوس قدم للكنيسة أسس جديدة ومبادئ لممارسة التفسير الكتابي. ونستطيع أن نستنتج من الفهم اللاهوتي لهذا القانون ـ كما رأينا ـ أربع أسس تفسيرية:
1 ـ الإيمان بالله الواحد والثالوث، كهدف التفسير الكتابي.
2 ـ التجسد الذي أنار “الشرح الدقيق” لكل الكتب المقدسة.
3 ـ الكنيسة بعطية الروح والتعاقب الرسولي تحفظ الكرازة الرسولية وتُسلم هذه الكرازة بلا تحريف إلى الأجيال اللاحقة. بهذا المفهوم فإن الكنيسة هي المكان والأساس للتفسير الكتابي.
4 ـ الأهمية العظيمة للأسرار مثل المعمودية والإفخارستيا والتي بهما يصير ” قانون الحقيقة ” مؤكدًا على المستوى الشخصي. وفاعلية هذا التأكيد يتعلق باعتراف قانون الإيمان.
هذه المبادئ الأربعة لعبت دورًا مؤثرًا على التقليد التفسيري للآباء الذين أتوا بعد القديس إيرينيوس: ترتليانوس، هيبوليتس، باسيليوس الكبير، إبيفانيوس القبرصي، افرام السرياني… الخ. هكذا فإن القديس إيرينيوس يُعتبر المُمهد والمؤسس للتفسير الكتابي في الكنيسة.


عهد جديد

أنساب المسيح فى الإنجيل





نشر 9 أغسطس, 2011
المتنيح القس صموئيل وهبة





أوجه الشبه والاختلاف في جدولى أنساب السيد المسيح في بشارتى متى ولوقا

بقلم المتنيح القس صموئيل وهبة


يقابلنا في تسجيل الأنساب التي وُضعت عن المسيح في الإنجيليين حسب القديس متى وحسب القديس لوقا أوجه شبه كثيرة كما يوجد اختلافات غير قليلة. هذا التشابه والاختلاف يدل على استقلال كل من البشيرين الواحد عن الآخر في ما كتبه، واعتماده على مصادر تختلف عن مصادر الآخر، دون أن يقلل من أهمية ومصداقية واحد عن الآخر.




هذه المشابهات والاختلافات هى:
1 ـ يقدم إنجيل متى سلسلة أنساب السيد قبل أحداث الميلاد ليعلن أن كلمة الله المتجسد وإن كان هو نفسه بلا خطية، لكن يوجد في نسبه بعض الأشخاص المعروفين بأنهم خطاة، وذلك لأنه جاء ليحمل خطايانا. أما إنجيل لوقا فحينما أراد كاتبه أن يتحدث عن عمل الرب الكرازى بعد العماد قصد أن يعرفنا أولاً بنسبه البشرى من آدم (انظر لو4:3، 38:23). وهو إذ يأتى بالتسلسل أيضًا بعد المعمودية يريد أن يعلن لنا عن عطية الله التي من خلالها يرفعنا حتى يردنا إلى حالتنا الأولى “آدم ابن الله”. فالإنجيلى متى يُعلن المسيا حامل خطايانا والإنجيلى لوقا يُعلن المسيا الذي فيه نتمتع بالبنوة لله.
2 ـ جاء النسب عند القديس متى في ترتيب تنازلى، يبدأ بإبراهيم وينتهى بيوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع. أما عند القديس لوقا، فجاء النسب في ترتيب تصاعدى من يسوع إلى آدم. وهذا يفسر لنا سبب تكرار البشير متى للكلمة “ولد” (إبراهيم ولد اسحق، واسحق ولد يعقوب، … الخ)، وتكرار البشير لوقا للكلمة “ابن” (ابن شيث ابن آدم).
3 ـ قصد إنجيل متى أن يبشر اليهود، بينما قصد إنجيل لوقا تبشير اليونانيين والعالم أجمع. ولذا بدأ القديس متى بالقول ” كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم ” (1:1). لأن الله وعد هذين الاثنين صراحة بالمسيح إذ قال لإبراهيم ” ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض ” (تك18:22). ولداود ” قطعت عهدًا مع مختارى، حلفت لداود عبدى، إلى الدهر أثبت نسلك، وأبنى إلى دور فدور كرسيك ” (مز3:89، 29، 11:132). وهكذا بالإعلان السابق وبميلاد المسيح يكون قد بدأ فعلاً التاريخ المقدس حسب ” كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم “.
أما القديس لوقا فقد وصل بسلسلة الأنساب إلى آدم الذي هو أب لجميع البشر. كما يجب علينا ألا ننسى أن كون القديس لوقا ينسب المسيح لآدم ابن الله فذلك لكى يشير إلى أن المسيح جاء ليمحو التشوه الذي أصاب الإنسان صورة الله ومن بعده الخليقة كلها وليعود بالصورة إلى أصلها ومثالها الإلهى الذي خلقت عليه. وبالتالى ليس من الغريب أيضًا أن يأتى جدول الأنساب هنا بعد المعمودية .
هكذا يرجع “متى” النسب إلى إبراهيم موضحًا أن يسوع على صلة قرابة بجميع اليهود. أما “لوقا” فيعود بالنسب إلى آدم مبينًا أن يسوع على صلة قرابة بكل البشر. وهذا يتفق مع الصورة التي رسمها متى ليسوع كمسيا إسرائيل، والتي رسمها لوقا ليسوع كمخلّص للعالم كله.
4 ـ واضح أن القديسين متى ولوقا لا يتبعان فى قائمتيهما خط المواليد الطبيعية بل يستقصيان عن الإختيار الإلهى الذي بدأ بإبراهيم صاحب الوعد والعهد، ثم باسحق وهكذا. ويمكن ملاحظة أن ابن إبراهيم من الجارية إسماعيل قد نُحى من النسل الموعود (انظر رو8:9) ونفس الأمر نلاحظه في اختيار يعقوب دون عيسو، ويهوذا من بين اخوته الأحد عشر، وداود من بين اخوته السبعة.
5 ـ يذكر النسب عند القديس متى أسماء أربعة نساء بينما لا يذكر النسب عند لوقا أى اسم نسائى. والأسماء الأربعة التي ذكرها البشير متى ليست لنساء عظيمات يفتخر بهن اليهود كسارة ورفقة وراحيل وليئة، إنما ذكر ثامار التي ارتدت ثياب زانية (تك38)، وراحاب الكنعانية الزانية (يش2)، وبتشبع التي يلقبها بـ “التي لأوريا” ليشير إلى ما فعله داود الملك معها (2صم1:11ـ5)، وذلك ليكشف الإنجيلى أن طبيعتنا التي أخطأت وسقطت ومرضت، هى التي جاء المسيح ليشفيها ويقيمها مرة ثانية. إن مَن جاء من أجل الخطاة يوجد في نسبه الجسدى خاطئات. لقد قال مرة للفريسيين: ” لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لأنى لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة ” (مت12:9ـ13). أما المرأة الرابعة التي ذكرها القديس متى في جدول الأنساب فهى راعوث (الموآبية أى الغريبة عن شعب اليهود).
6 ـ يضاف إلى هذا أن هذين الشخصين كانا موضع إعجاب اليهود الأول إبراهيم كأب (انظر يو31:8ـ39) والثانى داود كملك (انظر مر9:11ـ10).
7 ـ وربما قصد لوقا بإنهاء سلسلة الأنساب بوصف المسيح ” كابن لله ” إلى تأكيد القول الإلهى الصادر قبل هذا مباشرةً وقت المعمودية ” أنت ابنى الحبيب بك سررت ” (لو22:3).
8 ـ من سفر الخروج (23:6) نعرف أن زمن نحشون هو نفس زمن موسى ولكن في جدول الأنساب لمتى وللوقا لم يرد اسم موسى البتة، وذلك لأنه لم يكن من نسل يهوذا بل من نسل لاوى (انظر سفر العدد ص3). كذلك لم يُذكر اسم يشوع بن نون لكونه من سبط افرايم (انظر عد8:13، 16). وذكر البشيران، سلمون بن نحشون (مت4:1، لو32:3) بطل اقتحام أرض كنعان والذي اتخذ راحاب جاسوسة الشعب في أريحا زوجة له (مت5:1).
9 ـ بعد موت سليمان انقسمت المملكة إلى قسمين، قسم تكوّن من سبطى يهوذا وبنيامين (مملكة يهوذا) تحت حكم رحبعام بن سليمان. وقسم تكوّن من الأسباط العشرة الأخرى التي خرجت من تحت تاج داود وصارت تحت حكم خادم سليمان يربعام بن نباط (مملكة إسرائيل) (انظر 1مل11). ونلاحظ أن النسب من بعد داود قد تفرع إلى فرعين، الأول من سليمان الملك ورحبعام وأبيّا .. وهو ما يذكره إنجيل متى، والثانى من ناثان ومتاثا ومينان وهو ما يذكره إنجيل لوقا، ثم التقى الفرعان مرة أخرى في شألتئيل وزربابل (مت12:1، لو27:3)[1]. وبعد ذلك افترقا ليلتقيا مرة أخرى في متان (أو متثان) جد يوسف (مت15:1، لو24:3). ولما كان إنجيل متى يخاطب اليهود وقصد أن يبين أن يسوع المسيح هو الملك الموعود به ليملك على بيت يعقوب، لذا فإنه تتبع السلسلة الملوكية، ولذلك نلاحظ أن كلمة ملك تذكر كصفة لازمة لداود (انظر مت6:1). أما لوقا فقد تتبع الأسماء التي كان أصحابها من أفراد الشعب، سائرًا بها ابتداء من ناثان ابن داود الذي لم يجلس على العرش.
10 ـ أعقب سبى بابل حكم دولة مادى وفارس (من 536ـ333ق.م) وبعد حكم مادى وفارس جاء حكم اليونانيين (من 333ـ203ق.م). ثم حكم المكابيون (من 203ـ63ق.م). وبعدهم الرومان (من63ق.م). ولذا جاءت الآيات في (مت13:1ـ16، لو24:3ـ27) فيما يسمى بفترة ما بين العهدين، والأسماء التي سجلها البشيران هنا لم تذكر في أى سفر من الأسفار.
11 ـ يقول القديس متى: ” ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح ” (مت16:1). يقدم القديس متى الميلاد العذراوى للمسيح، إذ يضع الميلاد من مريم ” التي وُلد منها يسوع .. “. ففي جدول الأنساب يقول مثلاً ويعقوب ولد يوسف، لكنه لم يقل أن يوسف ولد يسوع، إذ بحسب تداعى الألفاظ في الرواية كان يتحتم أن يقول ” ويوسف ولد يسوع “، ولكن قلب الرواية عن قصد وقال ” مريم التي وُلد منها يسوع “.
ولنلاحظ القول فهى لم تلد يسوع بل وُلد منها يسوع، فالحبل كان بالروح القدس. ويوسف يذكر عنه أنه أبو يسوع فقط في الإعتبارات الرسمية ولدى عامة الناس. وبسبب نسب يوسف لبيت داود انتقلت وراثة ملك داود إلى ابن العذراء يسوع وُدعى بالتالى “المسيح” بمعنى “مسيح الرب المختار ” (انظر إش1:61).
أما قول لوقا: ” وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالى ” (3:3)، لا يفيد كما يقول بعض العلماء أن القديس لوقا لم يكن متأكدًا من التاريخ الذي يقرره، ولكن في الحقيقة القديس لوقا ينقل ما كان يظنه الناس خطأ عن يسوع أنه بن يوسف (انظر مثلاً يو41:6ـ42). أما قوله “بن هالى”، ففهمت من جانب بعض العلماء على أن هالى هو والد العذراء القديسة وبذلك يُحسب المسيح أنه ابن لجده هالى والد مريم. ولعل لوقا ـ كما يرجح هؤلاء العلماء ـ قد نقل هذا على لسان مريم العذراء شخصيًا. بالإضافة إلى أنه يميل عمومًا في إنجيله لإبراز دور المرأة، وأن اليهود كانوا يقولون عن مريم أنها ابنة هالى.
هذا وإذا صح هذا الرأى تكون عندئذٍ سلسلة نسب يسوع هى سلسلة نسب مريم.
12 ـ هناك رأى آخر يشرح قول القديس متى أن يوسف هو ابن يعقوب (16:1) بينما يقول لوقا إنه ابن هالى (23:3)، ولا يمكن أن يكون الاسمان هما لشخص واحد، والحل هو أن أبا يعقوب وهالى المدعو في متى “متان” (15:1) وفي لوقا “متثان” (24:3) وُلد له ابنان هما هالى ويعقوب. ولقد تزوج يعقوب ولم ينجب نسلاً ومات، فتزوج هالى أخوه بامرأته ليقيم نسلاً حسب الشريعة لأخيه (انظر تث5:25ـ7) وأنجب يوسف، والقديس متى نسبه في إنجيله إلى يعقوب أبيه الشرعى، بينما القديس لوقا نسبه في إنجيله إلى هالى أبيه الطبيعى.
وهناك رأى ثالث يقول، أن القديس متى أثبت جدول نسب يوسف الملوكى فهو يُعطى الخط الرسمى المنحدر من داود مُحققًا مَن هو المستحق بعرش داود. أما لوقا فذكر نسب يوسف الشخصى، أى المنحدرين من داود كفرع للأسرة التي ينتمى إليها يوسف من غير الفرع المالك، فيكون أحدهما قد أثبت سلسلة الوراثة لعهد داود وسليمان، والآخر جدول التسلسل الطبيعى بواسطة ناثان.
13 ـ قال إنجيل متى أن عدد الذين أوردهم في قائمته ” من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً، ومن داود إلى سبى بابل أربعة عشر جيلاً، ومن سبى بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً” (17:1). بينما لو عددنا الأسماء من سبى بابل إلى مجىء المسيح لوجدناها ثلاثة عشر فقط. وسبب ذلك إما أن متى بعدما ذكر رؤساء عشائر بيت داود الاثنى عشر ووصل إلى يوسف، انتقل بعد ذلك إلى السيدة العذراء وبما أنها كانت أصغر من يوسف بكثير في السن لذا عدّها جيلاً، ثم حسب الرب يسوع المسيح وحده جيلاً وبذلك كَمُل العدد أربعة عشر. وإما أن القديس متى حسب السبى البابلى جيلاً والسيد المسيح جيلاً آخر.
14 ـ في إنجيل لوقا نجد سلسلة الأنساب مطولة وتمتد بالتسجيل لتشمل (75) أسماء (من يوسف إلى آدم). بينما في إنجيل متى السلسلة تشمل (40) اسمًا فقط (من يوسف لإبراهيم). أى هناك (35) اسمًا في سلسلة لوقا زيادة عن سلسلة متى. ولشرح ذلك نقول:
1 ـ إن جدول الأنساب عند لوقا يذكر أسماء مختلفة عن الأسماء في جدول الأنساب عند متى وأكثر منها، وذلك من بعد داود وابنه ناثان إلى يوسف. فعند لوقا (42) اسمًا، بينما عند متى (26) اسمًا بفارق (16) اسمًا. بينما من داود إلى إبراهيم نجد أن التسلسل في إنجيل القديس لوقا يسير موازيًا لتسلسل القديس متى [ عند لوقا (13) اسم وعند متى (14) اسم بفارق اسم واحد هو زارح ]. وباقى الأسماء بعد ذلك عند لوقا من تارح إلى آدم وعددها (20) اسمًا لا تذكر بالمرة في إنجيل القديس متى.
2 ـ كان لفظ “وُلد” يستعمل لدى العبرانيين بمعنى واسع، كان يدل على الابن أو الحفيد، كما يقول سفر التكوين مثلاً ” هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب مع دينة ابنته، جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون ” (15:46). وما كان الثلاثة والثلاثون أبناءً ليعقوب من ليئة فقط بل وأحفاده أيضًا من دينة (انظر تك18:46، 25). وقد استعمل إنجيل متى هذا اللفظ بهذا المعنى فحق له أن يسقط بعض الأسماء كما في (مت8:1) إذ يقول ” ويورام ولد عزيا ” بينما بمراجعة سفر الملوك الثانى الاصحاحات (8، 11، 14)، وسفر الأيام الثانى الإصحاحات (22، 24، 25) نجد أنه أسقط أسماء ثلاثة ملوك هم أخزيا ويوآش وأمصيا. كما أسقط يهوياقيم فيما بين يوشيا ويكُنيا (انظر مت11:1، أي15:3ـ16)[2].
3 ـ من زمن راحاب ودخول الشعب أرض كنعان حتى زمن داود الملك يذكر القديس متى ثلاثة أجداد فقط للمسيح (سلمون، وبوعز، ويسى) بينما هذه الفترة تزيد على (480) سنة بحسب (1مل1:6). والحقيقة أن القديس متى هنا حصر جدول في الأسماء والمعرفة للقارئ اليهودى ليؤكد الاختيار واستبعاد الشخصيات المرفوضة.
4 ـ بحسب القديس متى الجيل يمثل الحقبة الزمنية التي تمضى بين أن يولد ولد وإلى أن يكبر هذا الولد ويتزوج ليلد ولدًا له. وهى غير ثابتة، فقد تكون خلفة الرجل مبكرة وقد تأتى متأخرة. بالإضافة أن القديس متى استخدم في كثير من الأسماء الانتقال من الأب إلى الحفيد وليس إلى الابن وهذه تزيد مسافة الجيل كثيرًا.
مراجع البحث:
1 ـ الكتاب المقدس.
2 ـ إنجيل متى، للأنبا أثناسيوس، بنى سويف 1985.
3 ـ الإنجيل بحسب لوقا، للقمص تادرس يعقوب، الأسكندرية 1985.
4 ـ الإنجيل بحسب متى (نص وتفسير) للأنبا غريغوريوس، أسقفية البحث العلمى والدراسات القبطية، القاهرة 1989.
5 ـ شرح إنجيل متى، للقديس يوحنا ذهبى الفم، الجزء الأول، ترجمة د. عدنان طرابلسى، لبنان 1996.
6 ـ خطيب الكنيسة الأعظم، القديس يوحنا ذهبى الفم:
أ ـ عظة فى نسب المسيح.
ب ـ عظة فى جدول الأجيال .
إعداد الأب إلياس كويتر المخلّصى ، منشورات الكنيسة البولسية، لبنان 1988.
7 ـ دائرة المعارف الكتابية (حرف ن) دار الثقافة.
[1] شالتئيل هو ابن يكنُيا أنجبه في الأسر البابلى. وشالتئيل ولد زربابل الذي قام ببناء بيت الرب وترميم مذابحه وإصعاد المحرقات عليه وذلك بعد الرجوع من السبى الذي استمر قرابة 70 عامًا من 567: 536 ق.م (انظر 16:13ـ17).

[2] لعل سبب إسقاط هؤلاء الأربعة الذين وردوا في أسفار العهد القديم، أن الثلاثة الأُول منهم (أخزيا ويوآش وأمصيا) كانوا من نسل يورام وزوجته ابنه إيزابل الوثنية التي اشتهرت بإضطهادها عبادة الله وجعلت زوجها ينحرف إلى عبادتها وهكذا خلفاؤه (انظر 2مل18:8، 17:9، 21:12، 20:14). ولذا أسقطهم إنجيل متى إذ كانوا مكروهين من اليهود. أما يهوياقيم الذي أسقطه بين يوشيا ويكُنيا فقد جلب بشره غضب الله على المملكة، فسقطت في يد البابليين (انظر 2أى5:36ـ6).



 الرد على شبهات الكتاب المقدس

كتاب برنابا المسمّى إنجيلاً  


تعتبر النسخة الإيطالية هي النسخة الوحيدة المعروفة في العالم والتي نُقل عنها هذا الإنجيل المزعوم، وقد عُثر عليها في البدء عام 1709 لدى أحد وجهاء أمستردام ثم تنقلت حتى وصلت إلى مكتبة بلاط فيينا حوالي 1738. كما وجد في أوائل القرن الثامن عشر نسخة إسبانية تُرجمت إلى الإنكليزية في اواخر ذلك القرن. وبالمقارنة ثبتت مطابقة النسخة الإسبانية للإيطالية، وأن الإسبانية هي ترجمة حرفية للإيطالية ما عدا أمرين اثنين:
- تذكر النسخة الإسبانية اسم أحد الملائكة الحاملين ليسوع " عزرائيل " أما الإيطالية فتسميه " أوريل "
- تذكر النسخة الإيطالية أن الله عندما غير صورة يهوذا إلى شبه يسوع استيقظ التلاميذ ولم يشكوا بكونه يسوع حقاً، أما النسخة الإسبانية فتستثني بطرس الذي شك بيهوذا بعدما تغيرت ملامحه.

وفيما عدا ذلك لا يوجد اختلاف يذكر، وقد ذكر في مقدمة النسخة الإسبانية أنها مترجمة عن الإيطالية ومصدّرة بقلم راهب إيطالي يدعى " فرامارينو " الذي يدّعي أنه اكتشفها واختلسها من مكتبة البابا في روما أيام البابا سكتوس الخامس في الفترة بين منتصف القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر. وقد لوحظ وجود كتابات عربية ركيكة التركيب على هوامش النسخة الإيطالية مع بعض الهوامش سليمة التركيب، لذلك يرجّح أن كاتب الهوامش العربية ليس واحداً.
اليوم النسخة الإسبانية مفقودة وما هو موجود هو ترجمتها الإنكليزية، أما الترجمة العربية فقد قام بها د. خليل سعادة نقلاً عن الإنكليزية.

لم يرد في القوانين المعروفة التي حددت الكتاب المقدس أي ذكر لما يسمى " إنجيل برنابا " لا قبل القرن الرابع الميلادي ولا بعده. ولكن الأدب الكنسي يذكر " رسالة برنابا " والتي كتبها كاتب مجهول وموجهة إلى رعية مسيحية مجهولة سبق للكاتب أن بشّر فيها بالإنجيل، وهي تتألف من قسمين: قسم يتحدث عن العهد القديم وآخر يتحدث عن طريق النور والظلمة. أثبت النقد الحديث لها أن الكاتب هو غير برنابا رفيق القديس بولس( لأن برنابا لاوي ولا بد أنه يعرف عن العهد القديم ما يجهله الكاتب عن العادات اليهودية ). كتِبت رسالة برنابا على الأرجح قبل العام 160م لأن أفليمس الإسكندري يذكرها. والأرجح أن كتابتها في الإسكندرية بين 80 و 130 م.

يحفل كتاب برنابا بالأخطاء التاريخية والجغرافية الأمر الذي يشير إلى أن كاتبه شخص لم يكن موجوداً مع المسيح ولم يولد في فلسطين ولا عرفها ولا عرف جغرافيتها.
أما المقدمة التي حاول بها صاحب دار النشر الإيحاء للقاريء بأن الكنيسة أخذت بالكتب التي توافق أهواءها ورفضت الكتب الخرى دون نقاش مضمونها، فهي دليل نوايا سيئة ومقصد رخيص كونه قام بعد ذلك بتوزيعه مجاناً على أقباط مصر، معتقداً أنه نسف جذور المسيحية حتى قامت الكنيسة القبطية خصوصاً والكنيسة المسكونية عموماً بالرد عليه وفضح زيفه وبهتانه.

يبدأ الكتاب بعبارة " برنابا رسول يسوع الناصري المسمى بالمسيح " . وبحسب الأناجيل الأخرى لم يكن برنابا بين الرسل الإثني عشر ( متى10: 2، مر3: 16، لو6: 14، أع1: 13 ) . ويحذف كاتب كتاب برنابا اسم القديسين الرسولين " سمعان الغيور وتوما " ويستبدلهما بتدّاوس ، وتداوس هو الرسول يهوذا أخو يعقوب أخو الرب وكاتب رسالة يهوذا بعد سقوط اورشليم عام 70م والذي يسميه متى " لبّاوس "، ويشير له يوحنا الإنجيلي مرة قي العشاء الأخير ( يو14: 16-22 ). وكان من الشائع أن يحمل الشخص في ذلك الزمان اسمين كما أن اللفظ العبراني أو الآرامي للاسم يختلف عن اللفظ اليوناني او اللاتيني له.
اما اسم " برنابا " فيرد أولاً في سفر أعمال الرسل من كتابة لوقا البشير ( اع4: 36 ) ، اسمه يوسف ودعي برنابا " ابن الوعظ " وهو لاويّ قبرصي الجنسية، باع حقلاً يملكه واتى بثمنه إلى الرسل وحُسب معهم. أحضر بولس إلى الرسل بعد اعتماده وقص عليهم ما جرى له على طريق دمشق. أرسله الرسل إلى انطاكية ، ويقول عنه الكتاب أنه رجل صالح ومملوء من الروح القدس والإيمان ( أع11: 22-24 ). هناك علّم برفقة بولس ورافقه في العمل ( أع13: 2 ) إلى أن اختلفا في أنطاكية بشأن من سيصطحبا في رحلتهما الثانية. لم يثبت ان برنابا كتب إنجيلاً ما.

انجيل برنابا شهادة زور

من الثوابت ان الكتاب المعروف باسم انجيل برنابا لا يمت الى المسيحية بصلة . وانما هو شهادة زور على الإنجيل المقدس ، ومحاولة تشويش على الدين المسيحي . مثله كالقرآن الذي كتبه مسليمة الكذاب ، أو القرآن الذي ألفه الفضل بن ربيع . وهذا الكتاب المنسوب الى برنابا نقله الى العربية الدكتور خليل سعادة عن نسخة الانكليزية سنة 1907 ، وذلك بايعاز من السيد محمد رشيد رضا ، منشئ مجلة المنار . فرفضه المسيحيون رفضاً باتاً ، لأنه كتاب مزيف .

اما الذين قبلوه فهم فريق من المسلمين ، لسبب بسيط جداً ، وهو ان بعض محتوياته تؤكد القول بأن المسيح لم يصلب ، بل القى شبهه على يهوذا الاسخريوطي فصلب بديلاً عنه .

ويجمع العلماء المدققون على ان هذا الكتاب المزور على برنابا ، لم يكن موجوداً قبل القرن الخامس عشر ، أي بعد موت برنابا بألف وخمسماية عام . و لو وجد قبلاً لما اختلف فقهاء المسلمين كالطبري والبيضاوي وابن كثير ، وفخر الدين الرازي في آخرة المسيح ، وفي تحديد الشخص الذي قيل انه صلب عوضاً عن المسيح . بل كانوا اجمعوا على ان الذي صلب هو يهوذا الاسخريوطي.

ولو عدنا الى المؤلفات الاسلامية المعتبرة ، كمروج الذهب للمسعودي . والبداية والنهاية للامام عماد الدين ، والقول الابريزي للعلامة احمد المقريزي ، نرى ان هؤلاء الاعلام سجلوا في كتبهم ان انجيل المسيحيين انما هو الذي كتب بواسطة اصحاب الاناجيل الأربعة ، وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا . ومما قاله المسعودي : (وذكرنا اسماء الاثني عشر والسبعين ، تلاميذ المسيح وتفرقهم في البلاد واخبارهم وما كان منهم ومواضع قبورهم . وان اصحاب الأناجيل الاربعة منهم يوحنا ومتى من الاثني عشر ولوقا ومرقس من السبعين) . التنبيه والاشراف صفحة 136 .

وكذلك لو عدنا الى مخطوطات الكتاب المقدس القديمة والتي يرجع تاريخ نسخها الى ما قبل الاسلام ، وقد اشار القرآن اليها وشهد بصحتها ، لا نجد فيها هذا الإنجيل المنسوب الى برنابا . كما انه لا يوجد له أي ذكر في الجداول ، التي نظمها آباء الكنيسة ، للأسفار التي يتألف منها الكتاب المقدس .

ثم لو بحثنا في التاريخ نجد ان النسخة الاصلية لهذا الانجيل المنحول ظهرت لأول مرة عام 1709 وذلك لدى كريمر مستشار ملك بروسيا . ثم اخذت منه واودعت في مكتبة فينا عام 1738 وكل العلماء الذين فحصوها ، لاحظوا ان غلافها شرقي الطراز . وان على هوامشها شروح وتعليقات باللغة العربية ويستدل من فحص الورق والحبر المستعملين في كتابتها ، انها كتبت في القرن الخامس عشر او السادس عشر .

ويقول العلامة الانكليزي الدكتور سال انه وجد نسخة من هذا الكتاب باللغة الاسبانية ، كتبها رجل اروغاني اسمه مصطفى العرندي . ويدعي هذا ، انه ترجمها عن النسخة الايطالية . وقد جاء في مقدمتها ان راهباً يدعى مارينو ، مقرباً من البابا سكستوس الخامس ، دخل ذات يوم من سنة 1585 الى مكتبة البابا ، فعثر على رسالة للقديس ايريناوس ، يندد فيها بالرسول بولس . وان هذا القديس ، اسند تنديده هذا الى انجيل برنابا . فأصبح من ذلك الحين شديد الرغبة في العثور على هذا الانجيل ، فحدث ان دخل يوماً والبابا سكستوس الخامس المكتبة البابوية . وفيما هما يتحدثان استولت على البابا سنة النوم . فاقتنص الراهب الفرصة ، وبحث عن الكتاب ، فوجده واخفاه في احدى ردنيه . ولبث الى ان استفاق البابا من النوم ، فاستأذن بالانصراف حاملاً الكتاب معه . على ان من يراجع مؤلفات القديس ايريناوس ، لا يرى فيها أي اشارة الى انجيل برنابا ، ولا أي نقد للرسول بولس .

وهناك حقيقة يستطيع كل انسان ان يدركها وهي انه مكتوب في سفر الاعمال ، ان برنابا نفسه كان رفيقاً لبولس في كرازته بالإنجيل ، في اورشليم وانطاكية وايقونية ودربة ولسترة . وكرز ايضاً بالإنجيل مع ابن اخته يوحنا مرقس في قبرص . مما يدل على ان برنابا ، كان مؤمناً بإنجيل الصليب ، الذي كرز به بولس ومرقس وسائر الرسل ، والذي يتلخص في كلمة واحدة ، وهي ان المسيح مات كفارة لخطايا العالم على الصليب ، وقام في اليوم الثالث لتبرير كل من يؤمن به ، ولما كان الكتاب منسوباً لبرنابا ينكر هذه الحقيقة ، فالبرهان واضح انه كتاب مزور.

ويميل بعض العلماء المدققين الى الاعتقاد بان كاتب انجيل برنابا هو الراهب مارينو نفسه ، بعد ان اعتنق الاسلام ، وتسمى باسم مصطفى العرندي . ويميل بعض آخر الى الاعتقاد بأن النسخة الايطالية ليست النسخة الاصلية لهذا الكتاب . بل انها ة عن اصل عبري ، لان مطالع انجيل برنابا المزعوم ، يرى ان للكتاب الماماً واسعاً بالقرآن . لدرجة ان الكثير من نصوصه يكاد يكون ترجمة حرفية لآيات قرآنية . وفي مقدمة اصحاب هذا الرأي ، العلامة الدكتور هوايت سنة 1784 .

وعلى كل حال فأياً كان رأي العلماء ، فالثوابت ان هذا الانجيل يروي تاريخ يسوع المسيح باسلوب يتفق مع نصوص القرآن ، ويغاير محتويات الاناجيل الصحيحة ، مما يحملنا على الاعتقاد بأن الكاتب نصراني اعتنق الاسلام . واننا لنلمس هذا في الامور التالية :

أ - في تفضيله محمد على يسوع . فقد جاء فيه ان يسوع قال : ولما رأيته امتلأت عزاء قائلاً يا محمد ليكن الله معك ، وليجعلني اهلاً ان احل سير حذائك . لاني ان نلت هذا صرت نبياً وقدوساً (ف 44: 30-31)

وجاء ايضاً : وقال يسوع : مع اني لست مستحقاً ان احل سير حذائه . فقد نلت نعمة ورحمة (ف 97 : 10)

ب - في العبارات التي تتفق مع كتابات المسلمين القدماء : أجاب يسوع ان اسم مسيا عجيب ، لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال : اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد ان اخلق الجنة والعالم وجماً غفيراً من الخلائق ، التي اهبها لك . حتى ان كل من يباركك يكون مباركاً ، وكل من يلعنك يكون ملعوناً . ومتى ارسلتك الى العالم اجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة . حتى ان السماء والارض تهنان ولكن ايمانك لا يهن ابداً . ان اسمه المبارك محمد .حينئذ رفع الجمهور اصواتهم قائلين يا الله ، ارسل لنا رسولك . يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم (ف 97 : 14-18).

فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس ، نصها لا اله الا الله محمد رسول الله .. فقال آدم اشكرك ايها الرب الهي ، لأنك تفضلت فخلقتني . ولكن اضرع اليك ان تنبئني ، ما معنى هذه الكلمات محمد رسول الله .. فأجاب الله : مرحباً بك يا عبدي آدم . واني اقول لك انك اول انسان خلقته . وهذا الذي رأيته انما هو ابنك ، الذي سيأتي الى العالم ، بعد الآن بسنين عديدة . وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء ، الذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم ، الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين الف سنة ، قبل ان اخلق شيئاً . فضرع آدم الى الله قائلاً : يا رب هبني هذه الكتابة على ظفر اصابع يدي . فمنح الله الانسان الاول تلك الكتابة . على ظفر ابهام اليد اليمنى ، ( لا اله الا الله ) ، وعلى ظفر ابهام اليد اليسرى (محمد رسول الله ) ف 39 : 14 -26 .

فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس ( آدم وحواء ) فلما التفت آدم ورأى مكتوباً فوق الباب (لا اله الا الله محمد رسول الله ) فبكى عند ذلك ، وقال عسى الله يريد ان يأتي سريعاً (يا محمد) وتخلصنا من هذا الشقاء (ف 41 : 29-31) .

فهذه الأقوال تتفق نصاً وروحاً مع ما جاء في مؤلفات المسلمين القدماء ، كالاتحافات السنية بالأحاديث القدسية ، والانوار المحمدية من المواهب اللدنية ، والاسراء معجزة كبرى . وغير ذلك من المؤلفات .

هذا والادلة كثيرة على ان الكاتب لا يمت بصلة الى رسل المسيح او حوارييه ، الذين كتبوا مسوقين من الروح القدس . ومن هذه الادلة القاطقه :

أ - جهله في جغرافية فلسطين والبلاد التي كانت مسرحاً للروايات الدينية فقد قال :

- وذهب يسوع الى بحر الجليل ونزل في مركب مسافراً الى الناصرة ، مدينته ، فحدث نوء عظيم في البحر حتى اشرف المركب على الغرق (ف 20 :1-2).

فالمعروف ان الناصرة مدينة قائمة على جبل مرتفع في الجليل وليست مدينة بحرية كما قال الكاتب .

- اذكروا ان الله عزم على اهلاك نينوى ، لانه لم يجد احداً يخاف الله في تلك المدينة فحاول الهرب الى طرسوس خوفاً من الشعب ، فطرحه الله في البحر فابتلعته سمكة وقذفته على مقربة من نينوى ( ف 63 : 4-7).

والمعروف ان مدينة نينوى كانت عاصمة الامبراطورية الاشورية . وقد شيدت على الضفة الشرقية من نهر دجلة ، على فم رافد صغير اسمه رافد الخسر . فهي اذن لم تكن على البحر المتوسط كما قال الكاتب.

ب - جهله في التاريخ الخاص بحياة يسوع المسيح . فقد جاء في الفصل الثالث من هذا الانجيل المزور :

حين ولد يسوع كان بيلاطس حاكماً في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا (ف 3: 2) وهذا غير صحيح لأن بيلاطس تولى من عام 26 الى عام 36 بعد الميلاد . اما حنان فكان رئيساً للكهنة من سنة 6 الى 15 بعد الميلاد . وقيافا سنة 8 الى 36 بعد الميلاد .

وجاء في الفصل الثاني والاربعين بعد المئة ، ان المسيا لا يأتي من نسل داود بل من نسل اسماعيل ، وان الموعد صنع باسماعيل لا باسحق (ف 142 : 13).

هذه غلطة صارخة لان من يقرأ سلسة نسب المسيح في الانجيل الصحيح يرى انه من جهة الجسد تحدر من نسل داود ومن سبط يهوذا .

ج - شحن كتابه ببعض القصص التي لا اساس لها ومنها :

وحينئذ قال الله لاتباع الشيطان : توبوا واعترفوا باني الله خالقكم . اجابوا اننا نتوب عن سجودنا لك لانك غير عادل . ولكن الشيطان عادل . وبريء وهو ربنا ... وبصق الشيطان حين انصرافه على كتلة التراب فرفع جبريل ذلك البصاق مع شيء من التراب ، فكان للانسان بسبب ذلك سرة في بطنه (ف 35 : 25-27).

اجاب يسوع الحق الحق اقول لكم ، اني عطفت على الشيطان لما علمت بسقوطه . وعطفت على الجنس البشري ، الذي يفتنه ليخطىء . لذلك صليت وصمت لالهنا الذي كلمني بواسطة ملاكه جبريل : ماذا تطلب يا يسوع وما هو سؤلك ؟ اجبت يا رب انت تعلم أي شر كان الشيطان سببه ، وانه بواسطة فتنته يهلك كثيرين وهو خليقتك .. فارحمه يا رب . اجاب الله : يا يسوع انظر فاني اصفح عنه فاحمله ، على ان يقول فقط ايها الرب الهي لقد اخطأت فارحمني ، فاصفح عنه واعيده الى حالته الاولى . قال يسوع لما سمعت هذا سررت جداً موقناً اني قد فعلت هذا الصلح . لذلك دعوت الشيطان ، فأتى قائلاً : ماذا يجب علي ان افعل لك يا يسوع . اجبت انك تفعل لنفسك ايها الشيطان . لاني لا احب خدمتك وانما دعوتك لما فيه صلاحك . اجاب الشيطان : اذا كنت لا تود خدمتي فاني لا اود خدمتك لاني اشرف منك . فانت لست اهلاً لان تخدمني ، انت يا من هو من طين . اما انا فروح (ف 51 : 4-20).

فهذه الخرافة لا يمكن لعقل سليم ان يصدق انها من الانجيل الذي اوحي به من الله . اولاً لأن الله سخط على الشيطان لما سقط ، وطرده من حضرته . ولا يتفق مع عزته الالهية ان يتفاوض معه للمصالحة . وثانياً لأن المسيح منذ البداية دخل في حرب مع الشيطان لا هوادة فيها . وقد جاء في الكتاب المقدس : من يفعل الخطية فهو من ابليس ، لأن ابليس منذ البدء يخطئ . لأجل هذا اظهر ابن الله لكي ينقض اعمال ابليس (1يوحنا 3 : 8) وثالثاً ان الشيطان في حربه مع المسيح لم يجرؤ على القول انه اشرف من المسيح . على العكس انه في مجمع كفرناحوم حين امره ان يخرج من انسان صرخ بصوت عظيم ، ما لنا ولك يا يسوع الناصري ، اتيت لتهلكنا ، انا اعرف من انت قدوس الله ( الانجيل بحسب لوقا 4 : 34) .

الجزم باسلام الكاتب

ان من يطالع انجيل برنابا المزعوم بتدقيق يجد فيه من اللمسات الاسلامية وابرزها :

أ - رواية الشبه : فقد جاء في الفصل الثاني عشر بعد المئة : فاعلم يا برنابا انه لاجل هذا يجب علي التحفظ وسبيعني احد تلاميذي بثلاثين قطعة نقود . وعليه فاني على يقين ما ان من يبيعني يقتل باسمي . لان الله سيصعدني من الارض ، وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل واحد اياي . ومع ذلك فانه لما يموت شر ميتة ، امكث في ذلك العار زماناً طويلاً في العالم . ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة (ف 112 : 13-17) فهذه الرواية من صميم الاسلام في القرون الوسطى .

ب - دعوى التحريف : اذ يقول في الفصل الرابع والعشرين بعد المئة على لسان المسيح : الحق الحق اقول لكم انه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما اعطى الله داود ابانا الكتاب الثاني . ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بانجيله الي لان الرب الهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر .. فمتى جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما افسد الفجار من كتابي (ف 124 : 8-10).

فهذه المقالة تطعن بصحة الكتب المقدسة جميعاً ، الامر الذي لا يمكن ان يصدر عن المسيح الذي قال : السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول ( الانجيل بحسب متى 24 : 35 ) .

انجيل برنابا شهادة زور على القرآن

في مستهل رسالتي قلت ان الكتاب المنسوب الى برنابا شهادة زور على الانجيل لان معظم نصوصة تخالف الانجيل ، وها انا اقدم لك في ما يلي بعض النصوص التي وردت فيه وهي بحق شهادة زور على القرآن :

1 - فسافر يوسف من الناصرة احدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى ... ليكتتب عملاً بامر قيصر . ولما بلغ بيت لحم لم يجد فيها مأوى اذ كانت المدينة صغيرة وحشد جماهير الغرباء كثير . فنزل خارج المدينة في نزل جعل مأوى للرعاة . وبينما كان يوسف مقيماً هناك ، تمت ايام مريم لتلد ، فأحاط بالعذراء نور شديد التألق وولدت ابنها بدون ألم (ف 3 : 5-10) بينما رواية القرآن تؤكد انها تألمت كغيرها من النساء . اذ يقول فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً فأجاءها المخاض الى جذع النخلة ، قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا ( مريم 22 - 23 ) فالمخاض هو اوجاع الولادة .

2 - ما اتعسك ايها الجنس البشري لان الله اختارك ابناً واهباً اياك الجنة ولكنك ايها التعيس سقطت تحت غضب الله بفعل الشيطان وطردت من الجنة (ف 102 : 18-19) .

بينما القرآن يحسب الاعتقاد بأبوة الله كفراً يستوجب نار جهنم ، اذ يقول وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً (الكهف 4).

فليقنع الرجل اذاً بالمرأة التي اعطاه اياها خالقه ولينسى كل امرأة اخرى ( ف 116 : 18) بينما القرآن يعلم بتعدد الزوجات : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع . فان خفتم ان لا تعدلوا فواحدة (النساء 3 ).

3 - لما خلق الله الانسان خلقه حراً ليعلم ان ليس لله حاجة اليه ، كما يفعل الملك الذي يعطي الحرية لعبيده ليظهر ثروته وليكون عبيده اشد حباً له (ف 155 :13) فهذا النص يخالف القرآن ، لان القرآن يقول وكل انسان الزمناه طائرة في عنقه ( الاسراء 13 ) وقد فسر هذه الآية الجلالان بالاسناد عن مجاهد بالقول : ما من مولود يولد الا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي او سعيد .

فحينئذ يقول رسول الله : يا رب يوجد من المؤمنين في الجحيم من لبث سبعين الف سنة . اين رحمتك يا رب . اني اضرع اليك يا رب ان تعتقهم من هذه العقوبات المرة . فيأمر الله حينئذ الملائكة الأربعة المقربين لله ان يذهبوا الى الجحيم ويخرجوا كل من على دين رسول الله ويقودوه الى الجنة (ف 137 : 1-4).

هذا النص يخالف القرآن الذي ينفي مسالة العفو نفياً باتاً ، اذ يقول : ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيراً خالدين فيها ابدا ولا يجدون ولياً ولا نصيراً ( الاحزاب64-65).

فاعترف يسوع وقال الحق اقول لكم اني لست مسيا (المسيح) فقالوا انت ايليا او ارميا او احد الانبياء القدماء ؟ فأجاب يسوع كلا . حينئذ قالوا من انت قل لنشهد للذين ارسلونا ؟ فقال يسوع انا صوت صارخ في اليهودية اعدوا طريق رسول الرب ( ف 42 : 5-11).

بينما القرآن يقول : اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين ( آل عمران 45).

في الواقع هل يوجد شهادة زور على الانجيل والقرآن اشد من هذه الشهادة ؟ هل يوجد مسلم يصدق هذا الاختلاق ان المسيح هو محمد بن عبد الله وليس عيسى ابن مريم ؟




قدم المشاركه الدكتور وجدى الرب يبارك حياتك وخدمتك استاذى




دراسة موثقة لكتابنا المقدس


بقلم: لطيف شاكر
تاريخ النشر: 24 توت 1729 ش – 4 أكتوبر 2012 م

تشمل دراستنا ثلاث اساسيات الاولي الكتاب المقدس تاريخيا وتعليميا والثانية تراجم الكتاب المقدس علي مر العصور والثالثة مخطوطات الكتاب المقدس وسنتدارك هذه الاساسيات في ثلاث مقالات لزيادة الايضاح واخراس الالسنة المتطاولة علي الكتاب المقدس من المتنطعين امثال صاحب اللسان الداشر الاسلامي ابو جهل والمحامي الغير نبيه "الجحش" وغيرهم الذين دون استحياء او ادب وعن جهل وغباء يرمونه بالتحريف وفقا لمخيلتهم الواهمة وعقليتهم المخبولة ونفسياتهم المريضة .
اولا: الكتاب المقدس تاريخيا وتعليميا
الكتاب المقدس هو الاسم الذي يطلقه سواء المسيحيون أو اليهود على النصوص المقدسة المقبولة لكليهما أو أحدهما
وأنها نصوص موحى بها من الله، أو من خلال الروح القدس (لدى المسيحيين). والكتاب المقدس عبارة عن ترتيب لمجموعة من الكتب (أسفار)، كتبت في فترات تاريخية مختلفة. وينقسم إلى العهد القديم، وهو الجزء المشترك بين المسيحيين واليهود، وكتب العهد القديم هي أسفار النبي موسى الخمسة، وتعرف باسم التوراة لدى اليهود. و"الأنبياء"

و كتب العهد الجديد وهي، الأناجيل الكنسية الأربعة متى، مرقس، لوقا، يوحنا. والأناجيل كتبت عن حياة السيد المسيح، وهي بحسب التقليد الكنسي والليتورجيا الكنسية والمخطوطات منسوبة لأربعة من رسل المسيح، اثنان منهم ضمن الإثني عشرة تلميذاً ,يلي ذلك سفر أعمال الرسل الذي كتبه لوقا بحسب التقليد والليتوروجيا التي تؤكد على أن هذا الكتاب كُتب في القرن الأول، وهو بمثابة سرد لسفريات الرسل لكن التركيز الأكبر في أعمال الرسل كان على بولس ثم بطرس، وانتشار الدعوة المسيحية في العالم القديم. ويليه 14 رسالة لبولس الرسول.
وثلاث رسائل ليوحنا كاتب الإنجيل باسمه ورسالتين لبطرس ورسالة ليعقوب ورسالة ليهوذا موجهة لأفراد أو جهات
وأخيرًا سفر الرؤيا، ليوحنا بن زبدي. و يتضمن نبوات "لما هو كائن وسوف يكون"،

اللغة الأصلية للعهد القديم هي اللغة العبرية، واليهود يعتبرون أن اللغة العبرية لغة مقدسة لذلك يرفضون الكتابة بغير العبرية ولكن هناك بعض الآيات في الأسفار التي كُتبت بعد السبي بالآرامية .
أما العهد الجديد، كتبت اغلب اسفاره باللغة اليونانية، و بعضها كتب بالآرامية (بشكل كامل أو جزئي)، وهناك بعض المتخصصين يذهبون إلى أن مقدمة إنجيل يوحنا مثلا ترجمت لليونانية عن نصها الأصلي الآرامي. ولكن بشكل عام جميع المخطوطات العتيقة المتوافرة للعهد الجديد مكتوبة باللغة اليونانية

وترجم الكتاب المقدس من اللغات الأصلية التي كُتب بها (العبرية واليونانية والآرامية) إلى مختلف لغات العالم الأخرى. الترجمة الأولى للكتاب المقدس العبري هي السبعينية اليونانية، والتي أصبحت لاحقاً ترجمة العهد القديم المعتمدة لدى الكنيسة، وقد ترجمت على مراحل في الفترة ما بين القرن الثالث إلى الأول قبل الميلاد (المقال القادم)
تاريخ كتابة الاناجيل
تشير عبارة "العهد الجديد" أولاً إلى المعاهدة أي الاتفاقية بين الله والناس عن طريق دم المسيح وسيطها الوحيد. (متى 26: 28)، وهو "العهد الجديد الأبدي" أي النهائي والأفضل، وتُشير العبارة أيضاً إلى الكتب الملهمة المُوحى بها التي تتضمن هذا العهد بآلام المسيح المتوّج بقيامته له المجد وصعوده إلى السماء. فالكتب الأربعة الأولى من كتب العهد الجديد تُدعى "أناجيل". وكلمة "إنجيل" مشتقة من اللفظة اليونانية "إيفانجليون" Ευάνγέλίον ، وتعني "البشرى" أي "الخبر السار" وهي تشير إلى بشارة السيد المسيح بخلاص البشر من الخطيئة والموت..
فكل من الأناجيل الأربعة هو في الأساس، إعلان إيمان بالمسيح القائم من الأموات. وهو يهدف إلى إظهار ما تعنيه حياة يسوع للمؤمنين. ويبدو السيد المسيح في الأناجيل على أنه :
1-حقق انتظار العهد القديم لمجيء السيد المسيح
2-خلاص البشرية بدمه المسفوك علي عود الصليب
3- المصالحة واعادتنا الي رتبتنا الاولي بعد طرد ادم
4- تاسيس كنيسة المسيح التي بدات مع التلاميذ
وقد سبق الأناجيل المكتوبة تقليد شفهي. فقد جاء السيد المسيح، وبلّغ الناس تعاليمه، وصنع المعجزات الكثيرة، وغفر الخطايا، ومات وقام... ولم يُدوّن شيئاً. وقد حفظ التلاميذ والرسل كل ذلك في حافظتهم وقلوبهم بصورة لا تمّحى. وأخذوا بدورهم ينقلون مشافهة ما رأوا وسمعوا ولمسوا من كلمة الحياة، إذ كانوا شهود عيان، ثم شرع قسم منهم يدوّن بعض تعاليم يسوع في وقت مبكر، كل من زاويته الخاصة. إلا أن هذا التدوين النهائي للمواد التي تناقلها الرسل مشافهة، لم يتم إلا سنة 70 و95 ميلادية، فابتدأ بالتدوين مرقس، وتبعه متى، ثم لوقا، أما يوحنا فكتب إنجيله نحو نهاية القرن الأول
ويبلغ عدد الكتاب الملهمين الذين كتبوا الكتاب المقدس أربعين كاتبًا. وهم من جميع طبقات البشر بينهم الراعي والصياد وجابي الضرائب والقائد والنبي والسياسي والملك الخ.... واستغرقت مدة كتابتهم ألفًا وست مئة سنة وكان جميع هؤلاء الكتَّاب من الأمة اليهودية ما عدا لوقا كاتب الإنجيل الذي دعي باسمه إذ يُظن أنه كان أمميًا من إنطاكية وكان طبيبًا اشتهر بمرافقته لبولس الرسول

ويضمن الكتاب المقدس جميع أنواع الكتابة من نثر وشعر، وتاريخ وقصص، وحكم وأدب وتعليم وإنذار، وفلسفة وأمثال. ومع أن الأسفار التي يتألف منها الكتاب تختلف من جهة وقت كتابتها وأسلوب الكتابة نفسه فإنها لا تخرج عن كونها نظامًا واحدًا مؤسسًا على وحي واحد، رغم التنوعات التي لا بد منها في الأحوال المختلفة التي كتب فيها الكتاب. ورغم تقادم العصور التي كتب هذا الكتاب فيها، فإنه ما زال يوافق الشعوب كلها في شتى أوقات تاريخها، وما زالت أهميته تظهر بأكثر جلاء لبني البشر كلما تقدموا في حياتهم. والكتاب أصل الإيمان المسيحي ومصدره وهو خال من الأخطاء والزلل. وفيه كل ما يختص بالإيمان والحياة الروحية وهو الخبز السماوي اليومي لكل مسيحي حقيقي ومرشده في الحياة والموت ويزداد درس الكتاب المقدس وانتشاره يومًا بعد الآخر إذ يبلغ الموزع من أسفاره الآن أكثر من 25 مليون نسخة كل عام. وقد تأسست على مبادئه القويمة أمم عظيمة كان الكتاب أساسًا لشرائعها، واتباعه سببًا لعظمتها وفلاحها، وتفوقها وارتقائها في سبيل الحضارة ومضمار التمدن:
أ- إنجيل متى
وهو أول الأناجيل في لائحة أسفار العهد الجديد، ومن الراجح أن متى الرسول قد كتبه في سوريا في حوالي الثمانينات، لمسيحيين من أصل يهودي. عُرف متى باسم آخر وهو لاوي، وكان عشاراً، يجمع العشور أي الضرائب في كفرناحوم (على شاطئ طبريا)، وقد دعاه السيد المسيح فترك عمله وتبعه وصار أحد الرسل الاثني عشر
بشر متي يهود فلسطين وذهب إلى بلاد العرب حيث بلغ الحبشة (أثيوبيا) وهناك انقادت لكلمته إفيجينيا بنت الملك، فكان ذلك سبب موته، فاستشهد بطعنة رمح..
اللغة التي كتب فيها إنجيله هي الآرامية، وهي لغة التخاطب لدى اليهود وباقي سكان فلسطين، وهي اللغة التي تحدث بها السيد المسيح إلى الناس. ونقل المسيحيون الأولون إنجيل متى إلى اليونانية،
وقد راع متى في إنجيله بأن يبرهن لليهود أن يسوع هو المسيح المنتظر ابن داود، إذ تمت فيه جميع نبؤات العهد القديم،وانه ابن الله الحي ومؤسس الكنيسة.ويتصف أسلوب القديس متى بحسن التبويب، فيبدأ بميلاد يسوع وينتهي بصلبه وقيامته، مرورا بمعموديته وتجربته على يد ابليس، وشفائه المرضى في الجليل، وصعوده من الجليل الى القدس، "حيث مات وقبر وقام". وقد عني متى عناية خاصة في اظهار يسوع على أنه"المعلم الأعظم" .
ب- إنجيل مرقس
دلّت الدراسات الحديثة على أن مرقس دوّن إنجيله باللغة اليونانية حوالي السنة 70 ميلادي. هذا يعني أن هذا الإنجيل هو أقدم الأناجيل. لم يكن مرقس أحد رسل يسوع الاثني عشر، بل كان تلميذ بطرس ومنه استقى جميع معلوماته عن السيد المسيح. وحرص على أن ينقل بأمانة دقة كل ما عرفه وسمعه من بطرس في أنطاكيا وروما. ورد ذكر مرقس في اعمال الرسل وفي إحدى رسائل بولس وفي رسالة بطرس الأولى. وبما أن بطرس بشّر الوثنيين بالإله الحقيقي، فقد كانت الفكرة الأساسية التي يدلّ عليها إنجيل مرقس الشهادة ليسوع بأنه المسيح ابن الله. فالمسيح "ابن الله" يتجلى في تعليمه وسلطانه على الأرواح الشريرة، وغفرانه لخطايا البشر. هو رجل صاحب سلطان وهو أيضاً ابن الإنسان الذي جاء ليبذل نفسه فدية عن خطايا البشر .
ج- إنجيل لوقا
كان لوقا يونانياً، ويرجح أنه أنطاكي الأصل، وهو تلميذ بولس الرسول. أفاد لوقا من إنجيل مرقس، لكنه جمع من المراجع الموثوق بها ما استطاع إليه سبيلاً. وإنجيله أقرب ما يكون إلى سرد حياة يسوع، وهي مؤولة في ضوء موته وقيامته
كتب لوقا لمسيحيين اهتدوا مثله من الوثنية، لذلك حاول أن يعرفهم بالعقيدة المسيحية الصريحة، وجماعة لوقا لم تكن تشعر، كما هي حال جماعة متى، بأنها مرتبطة بتقليد يهودي عريق .
دوّن لوقا إنجيله باسلوب يوناني متقن أنيق في حدود السنة 85 ميلادي. وإنجيل لوقا هو الإنجيل الوحيد الذي له "مقدمة" مثل كثير من المؤلفات اليونانية في تلك الأيام. "
تعتبر بشارة القديس لوقا أن الرب يسوع هو المخلص الموعود لليهود، وليس فقط لهم، بل للبشرية جمعاء. ويروي لوقا أن روح الرب دعى يسوع ليبشر المساكين، ولذلك نجده كثير الاهتمام بجميع المحتاجين والعائشين على هامش البشر. ومع ذلك، فنبرة الفرح تسود كلامه، خصوصا في الفصول الأولى التي تعلن مجيء يسوع وفي الخاتمة التي تتحدث عن صعوده. وسمي انجيل لوقا انجيل الرحمة ففيه يظهر حنان الله العجيب للفقراء والصغار والخاطئين .
أما ما انفرد لوقا بتدوينه دون سائر الأناجيل، فهو يتعلق بحياة المسيح الخفية: بشارة الملاك لزكريا، والبشارة لمريم العذراء، ومولد يوحنا و ميلاد يسوع، كما شدد على الاهتمام بالغريب وعلى أهمية الصلاة المتواضعة، وشدد على حضور الروح القدس، ومغفرة الخطايا لجميع التائبين
د- انجيل يوحنا
يوحنا هو ذلك"التلميذ الذي أحبه يسوع" لصغر سنه وأحد الاثني عشر رسولا. دوّن انجيله باليونانية أثناء اقامته في أفسس حوالي السنة 95 ميلادية. يفتتح يوحنا انجيله بمقدمة انطبعت بطابع الجلال والاكرام، يعرض فيها لوجود الكلمة السابق للزمان، وللدور الذي قام به المسيح كونه وسيطا في ايجاد الخلق وتجديده. كما يتحدث عن عمل المسيح في دنيا البشر. يلي هذه المقدمة قسمان كبيران: القسم الأول، وهو "كتاب الآيات" يروي عدة معجزات تبيّن أن يسوع هو ابن الله، ويتبع ذلك تفسير لمغزى هذه المعجزات. والقسم الآخر وهو كتاب"الساعة"، فيسرد في فصوله الأخيرة خبر القبض على يسوع ومحاكمته وصلبه وقيامته، ثم ظهوره لتلاميذه بعد قيامته.
إنجيل يوحنا يشدد على المواضيع الكبرى التي تهمنا، كالحياة والموت والحب والحرية والخبز... وهو في الوقت نفسه عميق جدا. وهناك فكرة لاهوتية أساسية في انجيل يوحنا، وهي أن "الله محبة" وأن المحبة هي ما ينبغي أن تتميز به جماعة المؤمنين بالمسيح.
بالإضافة إلى إنجيله دوّن القديس يوحنا ثلاث رسائل قصيرة، تبرز بأجلى ما ورد في العهد الجديد طبيعة الله المحبة. ولهذه الرسائل غايتان: التشجيع على الحياة في شركة مع الله وابنه السيد المسيح، والتحذير من التعاليم الباطلة التي تهدم هذه الشركة. وأهم ما كتب هو آخر سفر العهد الجديد ومن الكتاب المقدس بأجمعه، وهو سفر الرؤيا، وقد كتبه سنة 95 م، وقد كُتب على شكل رؤيا في زمن أزمة واضطهاد شديد عانته منهما الجماعة المسيحية في القرون الأولى، لذا جاء بأسلوب رمزي غامض، كان يفهمه المتعمقون في دراسة الكتاب المقدس في تلك الأيام، وبه يتجلى هدف المؤلف في أن يشجع الأمل والرجاء والتمسك بالإيمان في أوقات الشدة والآلام .
هذه تعاليم الكتاب المقدس المحرف في نظرهم الاعمي ونحن نؤمن بكل كلمة فيه لان تعاليمه سمائية ويقودنا الي الحياة الافضل وكل من آمن بتعاليمه اصبح راقيا مهذبا متقدما في النعمة والروح والقامة انسانا مستنيرا ناجحا في كل نواحي الحياة محبا للجميع دون تفرقة حتي الاعداء نبارك لاعنينا ونصلي من اجل المسئين الينا ..فما هو كتابهم الغير محرف والغير موجود الا في خيالهم المريض وماذا سيقول لنا اكيد سيقودنا الي القتل والكراهية ونبذ الآخر والتخلف والفساد ...الخ
نحن نريد رؤية الكتاب الغير محرف .. والبينة على من ادعي .. اذا كان لديكم هذا الانجيل فليقدموه لنا ونحن لهم شاكرين .....والا ينطبق عليهم القول ..... انكم كذابون افاقون ودجالون افاكون .......ولا قيمة لكم ولاجدوي من كلامكم القبيح الكاذب كعادتكم الغبية .
يقول جورج برنادشو :ليست عقوبة الكاذب أن الناس لا يصدقونه ، بل إنه هو لا يستطيع أن يصدق الناس
المقال القادم تراجم الكتاب المقدس الي لغات العالم كله بالتواريخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق