بحث هذه المدونة الإلكترونية

طقوس


90 سؤال وجواب عن الكنيسة


ومبانيها وأدواتها ومصطلحاتها وصلواتها


(3)





متى بدأت ممارسة الطقوس فى العبادة ؟
كانت للآباء الأوائل طقوس خاصة للعبادة مثل طقس ابراهيم واسحق ويعقوب بالنسبة لتقديم الذبائح، وطقي"ملكى صادق" الذى استخدم الخبز والخمر، (على مثال السيد المسيح)، وطقوس الشريعة الموسوية التى أمر بها الرب موسى، بعدما رتبها الله وسلمها له على الجبل، لكى يدونها ويشرحها للشعب ويسلمها للكهنة اللاويين، ويحدد دور كل منهم فى الخدمة. وقد صنع موسى خيمة الاجتماع (خر 25 : 8 – 9) وشرح لموسى نظام الخدمة والخدام. بالمثل تم عمل هيكل ثابت للذبائح (هيكل سليمان) وفرض السجود أمام الهيكل (مز7:5) والصلوات اليومية السبع (مز164:119) وغيرها من طقوس العهد القديم.
ويرى بعض الآباء أن الله قد وضع لآدم طقس الذبيحة، وعلمه كيف يقوم بذبحها وسلخها ولبس جلدها (تك30:3) ليعلمه أن الدم يستره. وقد خالف قايين طقس الذبيحة الدموية فرفض الرب ذبيحته غير الدموية.
ومن خالف الطقس القديم كان يعاقب بشدة (راجع مثلاً : لا11 ، عد 12 ، اأي13 : 7 – 10 ، ، أى 26 : 15 – 21).

90 سؤال وجواب عن الكنيسة
ومبانيها وأدواتها ومصطلحاتها وصلواتها
(2)

ماهى مصادر طقوس الكنيسة ؟
"الطقوس مصدرها الكتاب المقدس بصفة خاصة، والوحى الالهى بصفة عامة، علاوة على التقليد والمتمثل فى قوانين الآباء الرسل (127 قانوناً) وتعاليم الآباء الرسل (الدسقولية) وقوانين المجامع المسكونية المقدسة، المعترف بها فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية )قبل مجمع خلقيدونية سنة 451 م وحدوث الانشقاق).

وكذلك قوانين الآباء البطاركة الأقباط، والتقاليد العظيمة المسلَّمة للكنيسة، من عهد الكنيسة الأولى، واضعة أمام أعين المؤمنين قول الوحى المقدس : "لا تنقل التخم (الحدود = الرسم = الترتيب = الوضع) القديم الذى وضعه آباؤك" (أم18:22) ومن المؤكد أن الله قد خلق الكون كله لترتيب عجيب، واهتم بضرورة ترتيب طقوس بيته وعبادته لأنه "إله ترتيب ونظام، وليس إله تشويش" (تك34:14).

مقدمة القسمة و القسمة






مقدمة القسمة
- ثم يقول الكاهن مقدمة القسمة “وأيضاً فلنشكر الله…” وبعد الانتهاء منها يضع الكاهن اللفافتين اللتين على يديه على المذبح (ولا يعود يضعهما على يديه فيما بعد).
ثم يأخذ الجسد بيده اليمنى ويضعه على راحة يده اليسرى ( وهنا يضئ الشمامسة الشموع إكراماً للأسرار الإلهية)، ويضع أصبع السبابة اليمنى على الجسد على يمين الاسباديكون على المكان المكسور وهو يقول “الجسد المقدس” ويسجد الشعب وهو يقول “نسجد لجسدك المقدس” ثم يرفع إصبعه من على الجسد ويغمس طرفه داخل الكأس ثم يرفع إصبعه قليلا من الدم ويرشم بها رشماً واحداً على مثال الصليب على الدم داخل الكأس وهو يقول “والدم الكريم” فيرد الشعب قائلاً “ولدمك الكريم” 
ثم يصعد الكاهن اصبعه من الكأس بعد نفضها داخله لئلا ينقط منها شئ ويقرب الجسد الذي بيده اليسرى إلى قرب الكأس ويضع عليه إصبعه المغموس بالدم فوق الاسباديكون. ثم ينزل يديه إلى فوق الصينية ويرشم بالدم الذي بإصبعه الجسد الطاهر وذلك بأن يحرك إصبعه الذي على الاسباديكون إلى أعلى ثم ينزل إلى خلف الجسد ثم يصعد به على الوجه من فوق حتى يصل إلى الاسباديكون ثم يحركه إلى الشمال ويلف به حول القربانة كما فعل أولاً حتى يصل به إلى الاسباديكون مرة أخرى← وذلك يشير إلى تخضب جسد المسيح بدمه الذي نزل أثر المسامير وإكليل الشوك والحربة.
كل ذلك وهو يقول “اللذين لمسيحه الضابط الكل الرب إلهنا” فيرد الشعب ” يا رب ارحم” لأن الموقف يمثل صلب المسيح وسفك دمه الطاهر رحمة بالعالم وحباً في خلاصه. ثم يعطي السلام للشعب قائلاً “السلام لجميعكم” ويجاوبه الشعب “ولروحك أيضاً”

القسمة
وهي عبارة عن تشكرات لله على عطيته التي لا يعبر عنها إذ أعطانا جسده المقدس ودمه الكريم لنحيا بهما.
وفيها يقوم الكاهن بتقسيم الجسد إلى عدة أجزاء حيث يدعى كل جزء “جوهرة” وكل قطع يدعى “جرح” وتكون القسمة كالآتي:
1) يفصل الثلث الأيمن (الذي فرقه عند الرشومات) ويضعه على الثلثين مثال الصليب.
2) يأخذ جوهرة من أعلى الثلثين من الثلث الذي فيه الاسباديكون ويضعها في صدر الصينية شرقاً (وتسمى الرأس) ويأخذ أيضاً جوهرة من أسفل الثلث الذي فيه الاسباديكون ويضعها في الصينية غرباً (وتسمى الأطراف).
3) ثم يأخذ من جانب الثلث الأيمن (وهو الموضوع فوق الثلثين)، يأخذ من يمينه جوهرة ويضعها في الصينية يميناً ويأخذ باقي الثلث المذكور ويضعه في جانب الصينية شمالاً ويكون بذلك شكل صليب.
4) يفصل أحد الثلثين عن الآخر من فوق إلى أسفل. ويأخذ منهما الثلث الذي فيه الاسباديكون فيضعه في وسط الصينية.
5) يبتدئ بقسمة الثلث الباقي في يده (الذي هو الثلث الأيسر من القربانة) إلى أربعة أجزاء دون فصل على أن يكون في كل جزء من الأربعة أجزاء صليب، وإذا انتهى من قسمته يأخذ الجزء الذي وضعه أولاً في الصينية يساراً (وهو معظم الثلث الأيمن من القربانة) ويضع مكانه الثلث الأيسر الذي كان بيده.
6) أما الثلث الذي أخذه من الصينية فيقسمه هو أيضاً إلى ثلاثة أجزاء دون فصل على أن يكون في كل جزء صليب. وإذا انتهى من قسمته يضعه في الصينية يميناً (بجوار لجوهرة التي وضعها يميناً في أول القسمة) فيكون الثلث الأيمن أربعة أجزاء مثل الثلث الأيسر.
7) يأخذ الثلث الأوسط الذي وضعه قبلاً في وسط الصينية ويفصل منه الاسباديكون خاصة من فوق الوجه(والوجه هو جزء من اللبابة حتى لا يتكسر أثناء الرشومات التالية) ويبقى باقي الثلث الأوسط متصلاً بعضه ببعض. ثم يضع الاسباديكون مكانه وسط الثلث الأوسط ويضع الثلث في وسط الصينية كما كان.
8) يجمع الكاهن جميع الجواهر التي قسمها و يجعلها كما كانت قبل القسمة(أي أن يكون منظر القربانة سليماً بدون تشويش) وفي هذا رمز أن هذه الجواهر هي في جسد واحد.
9) يفرك الكاهن يديه داخل الصينية حتى لا يلصق بهما شئ.

طقس عيد حلول الروح القدس و صلاة السجدة‏ 





هو عيد عظيم يحوى في ذاته أسرار عظيمة من العهدين وقد كان من أعياد اليهود الثلاثة الكبيرة (الفصح والحصاد والمظال) حيث كان يسمى عيد الحصاد عيد الاسابيع (خر 34: 22) وسمى في العهد الجديد: يوم الخمسين (أع 2: 1، 20: 16، 1 كو 16: 8) وهو آخر سبعة أسابيع بعد اليوم الاول من أيام الفطير (خر 23: 16.. راجع لا 23: 35) (خر 23: 14 – 17).. وسمى عندهم عيد الجمع (خر 24: 22 راجع لا 23: 34) صنع تذكارا لقبول موسى الشريعة التى وضعت أساسا لسياسة الشعب الدينية والمدينة عند مدخل أرض الميعاد وتخلص من العبودية... وكانوا يكرسون هذا التذكار شاكرين الله لانتهاء الحصاد الذى يبتدئ في جمع أبكار غلات الحقل (خر 23: 16، لا 23: 10 –11) وفيه كان يقربون في الهيكل التقدمات العديدة عن الخطية بخبز ترديد (لا 23: 17، 20).. كما أنهم كانوا يعيدونه بفرح عظيم اذ كان يذهب للاحتفال به في أورشليم اليهود المشتتة في جميع أقطار الأرض (أع 2: 5).
كان هذا العيد فى العهد القديم رمزا لما صنعه السيد للجنس البشرى والكنيسة تحتفل به تذكارا لتلك الاعجوبة العظيمة التى قدست العالم وفتحت طريق الايمان وقدست الرسل بنوع خاص وهى حلول الروح القدس على جمهور التلاميذ يشبه السنة نار منقسمة كأنها من نار استقرت على كل واحد منهم بينما كانوا مجتمعين للصلاة بنفس واحدة في العلية في يوم الخمسين (أع 2: 1 – 4).
أن أصل وضع هذا العيد في الكنيسة يرجع إلى الرسل أنفسهم وتدل شهادات الكتاب وأقوال الاباء والتاريخ على أن الرسل وضعوه واحتفلوا به... كما سنرى:
اولا: ان الرسول بولس بعد أن مكث في أفسس أياما ودع المؤمنين وأسرع بالذهاب إلى أورشليم قائلا لهم: على كل حال ينبغى أن اعمل العيد القادم في أورشليم (اع 18: 31).. وكاتب الاعمال قال (انهم لما جاءوا إلى ميليتس عزم بولس أن يتجاوز إلى أفسس في البحر لئلا يعرض له أن يصرف وقتا في آسيا لأنه كان يسرع حتى اذا أمكنه يكون في أورشليم في يوم الخمسين (اع 20: 16) ثم أنه لما كان في اسيا وعد مؤمنى كورنثوس بالحضور عندهم بعد أن يعيد عيد العنصرة (1 كو 16: 7، 8).
ثانيا: قد امر الرسل بالاحتفال به كما يتضح من أقوالهم وهى: (ومن بعد عشرة أيام بعد الصعود: فليكن لكم عيد عظيم لانه في هذا اليوم في الساعة الثالثة أرسل الينا يسوع المسيح البار اقليط (لفظة يونانية) أصلها باراكليطون ومعناها المعزى (يو 16: 26) الروح المعزى امتلانا من موهبته وكلمنا بألسنه ولغات جديدة كما كان يحركنا وقد بشرنا اليهود والامم بأن المسيح هو الله (دستى 31).. ولا تشتغلوا يوم الخميس لان فيه حل الروح القدس على المؤمنين بالمسيح (رسط 66 و199).
ثالثا: أما أقوال الاباء والتاريخ فهى تثبت أنه تسليم رسولى.. فاورجانوس قال أنه تسليم من الرسل أنفسهم (ضد مليتوس ك 8 وجه 19) ويوستيوس اشهيد (راجع تاريخ آوسابيوس 4 ف 5) وآغريغوريوس في مقالته على العنصرة.. وعليه أجمعت سائر الكنائس الرسولية فى العالم. والبروتستانت أيضا يشهدون بما قلناه كما اتضح من أقوالهم التى ذكرناها عند التكلم عن عيد القيامة المجيد ونزيد عليه هنا ما قاله صاحب ريحانه النفوس وهو: (بما أن تاسيس الكنيسة المسيحية من وقت أن فاض الروح القدس وآمن به 3 الاف نفس في يوم واحد يستحق هذا الحادث العظيم أن يذكر عوض القصد الاصلى الذى رتب لاجله عيد الفصح اليهودى (صحيفة 14، 15).. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). الى أن قال: وقد جمعنا هذين العيدين (القيامة والعنصرة) لانهما رتبا في زمان واحد في القرن الاول (صحيفة 15).

طقس العيد:
أ- تسبحة عشية أحد العنصرة:
توجد ابصاليه واطس بكتاب اللقان والسجدة وكذلك بالابصلمودية السنوية. باقى التسبحة فرايحى عادى.
ب- رفع بخور عشية:
توجد أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بالعيد .
ج- تسبحة نصف الليل:
توجد أبصالية آدام خاصة بالعيد بكتاب اللقان والسجدة وكذلك الابصلمودية السنوية.. يوجد طرح خاص بعيد العنصرة يقال بعد الثيئوطوكية (موجود بكتاب دورة عيدى باقى تسبحة العيد فرايحى عادية كطقس الاعياد السنوية.
د- رفع بخور باكر:
يصلون رفع بخور كالمعتاد.. وبعد (أفنوتى ناى نان..) يرد الشعب كيرياليسون بالناقوس ثلاث مرات ثم لحن القيامة (كاطانى خوروس) ثم يرتلون البرلكس (يا كل الصفوف السمائيين) وبعده يصعد الكهنة بالمجامر والصلبان والشمامسة بأيديهم الشموع وامامهم أيقونة القيامة المقدسة.. ثم تبدأ الدورة (راجع عيد الصعود المجيد) ونكمل صلاة رفع بخور باكر كالمعتاد.
ه- القداس:
عند تقديم الحمل يصلون مزامير الساعة الثالثة فقط ويقرأ أنجيلها ولكن لاتقال القطع هنا بل يصلون قدوس الله قدوس القوى.. ثم يقدم الحمل مع (كيريا ليسون 41 مرة).. وتكمل الصلاة كالعادة إلى نهاية قراءة الابركسيس فلا يقرا السنكسار بل يصلى الكاهن قطع الساعة الثالثة قبطيا ثم عربيا (راجع كتاب خدمة الشماس قبطى). ثم يقولون لحن حلول الروح القدس (بى ابنفما امباراكليطون.. الروح المعزى) وهو يقال في عيد العنصرة وفي رسم الاساقفة والمطارنة وفي الاكاليل وحل زنانير الشمامسة والعرسان.. وبعد ذلك مرد المزمور الذى يقال ايضا فى عشية وباكر والقداس.. ثم المزمور يطرح بالسنجارى ثم الانجيل ثم هذا الطرح (الاثنى عشر رسولا...) موجود بكتاب دورة عيدى الصليب والشعانين وطروحات الصوم الكبير والخماسين).. وهناك مرد انجيل.. يوجد أسبسمسين آدام وواطس... وفي وقت التوزيع يصلى المرتلون لحن (آسومين توكيريو..) وهى قطعة رومى تقال في صوم أبائنا الرسل.
و- صلوات السجدة:
كانت العادة قديما في عهد الرسل أن يقرأ المصلون صلوات السجدة وهم وقوف ويقال أن السبب في اتخاذ السجود عند قراءتها كما هو متبع الان يرجع إلى ما حدث مرة من أنه بينما كان الانبا مكاريوس البطريرك الانطاكى يتلو الطلبات اذ هبت ريح عاتية كما حدث في علية صهيون يوم عيد الخمسين فخر المصلون ساجدين من فهبت الريح ثانية فسجدوا فهبطت الريح ثم قاموا ليكملوا الصلاة وقوفا فهبت الريح الثانية فسجدوا فهبطت ثم عادوا للوقوف فعادت فسجدوا فهدأت فعلموا أن مشيئة الله تريد أن تؤدى هذه الصلوات في حالة سجود وخشوع ومن ذلك الحين أخذت الكنيسة هذه العادة إلى يومنا هذا.. ولا يخفى أن هذه الامور ظاهرة في الكتاب المقدس اذ كان كلما حل الله في مكان تهب الريح العاصفة وقد حدث ذلك مرات عديدة (1 مل 19: 11) والسجود ملازم لصلوات استدعاء الروح القدس في الكنيسة سواء في المعمودية أو في سر الافخارستيا وفي سر التوبة والاعتراف والزيجة والكهنوت.. وعلى هذا الرسم تستقبل الكنيسة فعل الروح القدس وهى ساجدة.
وتشير ايضا أنه في صلوات السجدة تحرق البخور وهذا لأنه في يوم الخمسين انتشرت رائحة الروح القدس الذكية بين التلاميذ وملأت العالم كله بواسطة عملهم الكرازى.. والروح القدس هو الله، والبخور اشارة على وجود الله في المكان فبمجرد فى حضرة الله وكانما رائحة البخور الذكية هى رائحة الرب كما يقول سفر النشيد (ما دام الملك في مجلسة أفاح ناردين رائحته).. وفي رفع البخور اشارة للاشتراك مع السمائيين في رفع الصلوات كما ذكر سفر الرؤيا (ملاك وقف عند المذبح ومعه مجمرة من ذهب وأعطى بخورا كثيرا لكى يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذى أمام العرش (رؤ 8: 3). فالكنيسة تصلى وملاك يرفع الصلوات مع تلك التى تخرج من أفواه القديسين المنتقلين كرائحة ذكية أمام عرش الله.
وفى صلوات السجدة تطلب الكنيسة راحة ونياحا لأنفس الراقدين رافعة صلوات مزدوجة لانها لا تغفل في عيدها هذا أن تصلى مع الكنيسة المنتصرة التى في السماء فترفع في هذا اليوم بخورا كثيرا جدا مع صلوات متواترة على ارواح المنتقلين كنوع من الشركة المتصلة وتبادل الشفاعة لانها ترى في ذلك كمال التعبير.
آما السجدات الثلاثة فتحدثنا عن موضوع الروح القدس.
ففى السجدة الاولى. نرى فى صلاة السيد المسيح الشفاعية من أجل التلاميذ والمؤمنين به مجد الروح القدس فيقول الرب (يكونون معى حيث اكون أنا لينظروا مجدى) (يو 17: 24). أما في السجدة الثانية نلمس وعد الله لنا بارسال الروح القدس بقوله (وها أنا أرسل لكم موعد أبى) (لو 24: 49) والسجدة الثالثة ترى فيها بركات الروح القدس المشبهة بالماء الذى يعطيه الرب يسوع يطلب فينبع فيه ويجرى من بطنه أنهار ماء حى (يو 4: 14).
ونرى ايضا اشارة صريحة لطقس السجدة (ولكن تأتى ساعة وهى الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق.. الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا) (يو 4: 24).
ومن أقول القديسين الجميلة عن السجود قال القديس باسيليوس الكبير: (كل مرة نسجد فيها إلى الارض نشير إلى كيف احدرتنا الخطية إلى الارض وحينما نقوم منتصبين نعترف بنعمة الله ورحمته التى رفعتنا من الارض وجعلت لنا نصيبا في السماء) وقال الشيخ الروحاني وهو القديس يوحنا الدلياثي: (محبة دوام لا سجود أمام الله في الصلاة دلالة على موت النفس عن العالم وادراكها سر الحياة الجسدية).
ترتيب صلوات السجدة:
السجدة الاولى:
يحضر الشعب إلى البيعة وقت الساعة التاسعة من مساء يوم أحد العنصرة.. ولعل هذه تذكيرا لنا بيسوع له المجد الذى كان معلقا على الصليب في مثل هذه الساعة وفاضت روحه المقدسة في هذه الساعة وتذكرنا بشريعة موسى التى أعطاه الله اياها في يوم عيد الخمسين الذى يقع بعد عيد الفصح وكانت وسط البروق والرعود والدخان والزلازل وسجود الشعب... وتذكرنا بصعود يسوع إلى السماء اذ أخذته سحابة عن اعينهم بعدما وعدهم بحلول الروح القدس عليهم... تعمل السجدتين الاولى والثانية في الخورس الثالث مكان البصخة أما السجدة الثالثة وهى التى تذكرنا بحلول الروح القدس فتعمل في الخورس الاول أمام الهيكل.
يبتدئون بصلاة الساعة السادسة والتاسعة والغروب والنوم. (ويضاف الستار في الاديرة) ثم يقال لحن (نى اثنوس تيرو..) ثم الهوس الرابع ثم الابصالية (وهى خاصة بالعنصرة.. موجودة بكتاب اللقان والسجدة) اى ناهوس ناك ابشويس.. ثم ابصاليه الاحد الادام (اى كوتى انثوك..) ثم لحن ليبون.. ثم ثيؤطوكية الاحد كلها ثم ختام الثييئوطوكيات الادام (نكناى أو بانوتى..) ثم يبدأ الكاهن برفع بخور: اليسون ايماس، صلاة الشكر ثم ارباع الناقوس آبى اخرستوس بين نوتى.. ثم يقال ما يلائم ويختم (ابؤرو انتى تى هيرنى..) وفي هذه الاثناء يضع الكاهن خمس أيادى بخور في المجمرة المختصة بخدمة المذبح بمشاركة اخوته الكهنة وقبل وضع اليد الخامسة يقول (مجدا واكراما.. نياحا وبرودة لانفس عبيدك..) ثم يقول الكاهن سر بخور باكر.. ثم يقرأ رئيس الكهنة هذه النبوة وهى من سفر التثنية لموسى النبى (5: 22 – 6: 3) يرد الشعب (تين أو أوشت أمموك أوبى أخرستوس..) يبخر الكاهن ويصلى سر البولس وهو في مكانة.. ويقرأ البولس وهو من (1 كو 12: 28 – 13: 12) ثم يصلون أجيوس. ثم آوشية الانجيل ثم المزمور ثم الانجيل (مز 97: 7، 8، 1).. الانجيل (يو 17: 1 – 26)... ثم يقال الطرح الادام (كان الرسل يبشرون بالتعليم المقدس الانجلى) ثم يقال مرد الانجيل صعد إلى سماء السماء ناحية المشرق..) ثم يصلى الكاهن الاواشى الاتية.
1- المرضى 2- المسافرين
3- أهوية السماء 4- خلاص المسكن
ثم يصرخ الشماس قائلا: اسجدوا لله بخوف ورعدة.. ثم يقول الكاهن هذه الطلبة والشعب كله ساجد (الذى بلا عيب غير الدنس..).
السجدة الثانية:
قال القديس مار اسحق: (كلما استنار الانسان فى الصلاة كلما شعر بضرورة وأهمية ضرب المطانيات ويحلو له الثبات.. كل ما يرفع رأسه ينجذب من فرط حرارة قلبه للسجود لأنه يحس بمعونة قوية في هذه الاوقات ويزداد فرحة وتنعمه...).
يبتدئ الكاهن مثل الاول: اليسون ايماس.. ثم صلاة الشكر ثم يرفع البخور ويصلى سر بخور الابركسيس وهو واقف مكانه ثم يتوجه إلى موقد جفن النار ويضع فيه يد بخور واحدة ويقول (نياحا وبرودة لانفس عبيدك الذين رقدوا...) وفي أثناء ذلك يرتل الشمامسة (أموينى مارين أو أوشت... شيرى نى ماريا...) وما يلائم ويختم:
ذوكصابترى "كيرياليصون كيرى أفلو جيسون ناى نى أفنوندتى بين يوت: أو أوشت... شيرى نى ماريا...". وما يلائم ويختم: ذوكصابترى: كيرياليسون كيرى أفلوجيسون ناى نى أفنوتى: بين يوت: كى نين.. ذوكصابترى آوثيئون ايمون مز 50.. ثم يقرأ كبير الكهنة هذه النبوة وهى من سفر التثنية لموسى النبي (6: 17 – 25) يرد الشعب قائلا: تين أو أوشت امموك آوبى أخرستوس.. يقرأ البولس من (1 كو 13: 13 – 14 – 17) ثم أجيوس آوثيئوس.. آوشية الانجيل – المزمور الانجيل (مز 13: 17) (لو 24: 36 – 53) ثم يقال الطرح الواطس (كان الاثنى عشر رسولا في أورشليم) ثم يردون الانجيل بالطريقة السنوية (أف اى انجى ابشويس) ثم يقول الكاهن:
1- أوشية الملك 2- الراقدين.
3- القرابين 4- الموعوظين.
ثم يصرخ الشماس قائلا: اسجدوا لله بخوف ورعدة.. هنا يسجد الشعب ويقول الكاهن الطلبة (أيها الرب الهنا الذى أعطى السلام للناس).
السجدة الثالثة:
يصعد الكهنة والشمامسة والمرتلون إلى الخورس الداخلى (الاول) لصلاة السجدة الثالثة ويفتح الكاهن ستر الهيكل ويصلى أليسون ايماس.. ثم صلاة الشكر.. ثم يصعد إلى الهيكل ويضع خمس أيادى بخور ويصلى سر بخور عشية ويطوف حول المذبح ثلاث دورات ثم يخر أمام باب الهيكل كنظام بخور عشية.. وفي هذه الاثناء يرتل الشمامسة والشعب بالناقوس (شيرى تى أككليسيا... تين أو أوشت.. شيرى ناشويس ان يوتى... شيرى تى ماريا.. ثم ربع لصاحب البيعة ثم يختمون بـ هيتين تى ابريسفيا.. مز 50. وذكصاصى أوثئوس ايمون).. يقرأ الكاهن النبوة أخرستوس.. ثم البولس وهو من (1 كو 14: 18 – 40) ثم لحن الروح القدس (بى ابنفما امبراكليطون..) ثم يصلى الشعب آجيوس أوثيئوس ثم أوشية الانجيل ويطرح المزمور بالطريقة السنوية ويقرا الانجيل (مز 66: 4، مز 72: 11) (يشوع 1 – 14) ثم الطرح الواطس (روح الله هو الاب..) ثم يرد مرد الانجيل بلحن الواطس (ابسيكى انتى اسهيمى..) ثم يصلى الكاهن الاواشى الكبار:
1- اوشية السلامة 2- أوشية الآباء 3- أوشية الذين أوصونا أن نذكرهم 4- أوشية الاجتماعات
(ويكمل عبادة الاوثان بالكمال..) ثم تفضل يا رب، قدوس الله.. أبانا الذى.. ثم آمين الليويا تين تى هو ارو.. والذكصولوجيات بالطريقة السنوية.. وفي اثناء ذلك يصعد الكاهن إلى المذبح ويدور دورة واحدة ثم ينزل ويبخر أمام باب الهيكل لسائر الجهات وللكهنة والشعب مثل رفع بخور عشية تماما... بعد انتهاء الذكصولوجيات يقال قانون الايمان.. ثم افنوتى ناى نان.. كيريا ليسون بالكبير ثلاث مرات.. وهنا ينبه الشماس: (اسجدوا لله الاب ضابط الكل... فيسجد جميع الشعب ويصلى الكاهن هذه الطلبة (الينبوع الفائض كل حين..) ثم يقول الكاهن أبانا الذى فى السموات... ويرفع الصليب ويقول الثلاثة تحاليل.. ثم يقرا هذا التحليل (الروح المعزى الذى نزل من السماء..) ثم يقول الكاهن هذه البركة ويصرف الشعب بسلام من الرب آمين

كيف أمارس سر الأعتراف


أولاً: أعترف بيني وبين نفسي:- 
1- جلسة صادقة مع النفس أحاسبها على كافة أخطائها وذلك بروح الصلاة لكي يكشف الله لنا عن ضعفاتنا وأخطائنا. 
2- نقدم لله ندم على خطايانا. 
3- لا مانع من كتابة الخطايا في ورقة صغيرة حتى لا ننسى ثم نمزقها بعد الإعتراف فوراً. 
+ النواحي التي يجب أن تكون مجال لمحاسبة النفس والإعتراف بها:- 
(أ)- من جهة الخطايا: 
خطايا اللسان: كذب شتيمة – حلفان – نميمة – كلام غير لائق – مزاح رديء .... إلخ. 
خطايا الفكر: شهوة – غضب – حقد – سوء ظن – أحلام يقظة – كبرياء .... إلخ. 
خطايا الحس: بالنظر أو بالسمع أو باللمس .... إلخ 
خطايا القلب: حسد – غيرة – كراهية – تعظم معيشة – محبة العالم وأمجاده ... إلخ. 
خطايا العقل: سرقة – زنا- قتل وشجار – سكر – إدمان – عصيان .... إلخ. 
(ب) من جهة العادة: 
الصلاة: مواظب عليها أم لا- من الأجبية أم لا – شرود الفكر أثناء الصلاة – الصلوات الخاصة – وضع الجسد .... إلخ. 
الصوم: مواظب على أصوام الكنيسة أم بعضها أم لا أصوم مطلقاً – فترة الإنقطاع . 
العطاء: هل أخرج عشوري بصفة منتظمة – هل أقدمها بفرح أم لا – هل أقدمها بسخاء أم لا ..... إلخ. 
التناول والإعتراف: مواظب أم لا. 
القراءات: مواظب على قراءة الكتاب المقدس أم لا – هل لي قراءات روحية أم لا – التأملات ..... إلخ. 
الميطانيات: أمارسها أم لا – عددها – مصحوب بصلوات أم لا. 
التداريب الروحية: ما هي وما عددها .... إلخ. 
(ج) من جهة علاقتك مع الناس: 
مع الكبار والصغار – مع الزملاء والأصدقاء – مع أفراد الأسرة والأقارب .... إلخ. 
ثانياً: أمام الأب الكاهن: 
1- تأكد بإيمان ويقين أنك تجلس أمام الله في وجود أب إعترافك ... وأن الله وحده هو الذي يقود الجلسة. 
2- لاتخجل ... فأنت لم تخجل من الله عند ارتكاب الخطية .. هل ستخجل من الكاهن. 
3- احذر من محاولة الشيطان ليوقعك في الخجل حيث أنه يضخم الخطية حتى لا تعترف بها. 
4- اعترف بكل أنواع الخطايا (الفعل – القول – الفكر – الحس). 
5- اهتم بتفاصيل الخطية (المكان- الزمان – مكانة الشخص الذي أخطأت معه ودون ذكر اسمه ...... إلخ). 
6- إهتم بمدة الخطية (مستمرة أم كانت وقتية). 
7- اهتم بمشاعرك أثناء فعل الخطية (متلذذ أم متضايق). 
8- لا تلتمس لنفسك الأعذار. 
9- اعترف بالخطايا حتى لو كنت تعرف علاجها. 
10- استمع لنصائح أب اعترافك واقبلها .. وإذا تعبك شيء صارحه بذلك. 
11- اعترف بتقصيرك في الفضائل المسيحية (المحبة – العطاء – التواضع – الشكر- الصبر- .... إلخ. 
12- على قدر ما تفتح قلبك وتكون صريحاً في اعترافك على قدر ما تستفيد روحياً. 
13- إذا وبخك أب الإعتراف على خطأ فلا تتضايق من توبيخه. 
14- لا تسأل أب إعترافك عن أمور ليس من صالحك أن تعرفها مثل سياسة الكنيسة وأخبارها... إلخ. 
15- لا تحول الإعتراف إلى شكوى من غيرك ولا يكون مجالاً للتحدث عن أخطاء الأخرين، تكلم عن أخطائك وحدك. 
16- لا تذكر أنصاف الحقائق بل الحقيقة كاملة. 
ثالثاً: بعد الإعتراف: 
1- ثق أن كل خطية إعترفت بها، قد غفرها لك الله. 
2- انتهز فرصة إنك في حالة روحية جيدة بالإعتراف وتمتع بجدية الممارسات الروحية. 
3- نفذ كل وصايا أب اعترافك بأمانة تامة. 
4- لا تيأس إن سقطت ثانية بعد الإعتراف بل انهض واعترف وجدد العهد مع الله ثانية. 
5- لو سهى عليك أن تعترف بخطية معينة لأب اعترافك ... اعترف بها في المرة القادمة. 
رابعاً: ارشادات عامة: 
1- أن يكون أب اعترافك واحد لايتغير إلاَ في الضرورة. 
2- احتفظ بسرية إرشادات أب اعترافك ولا تحكي بها أمام أصدقائك. 
3- لا تطلب من أب اعترافك أن يكون مجرد جهاز لتنفيذ رغباتك. 
4- ثق في أب اعترافك. 
5- لا تعامل أب اعترافك الند بالند ولا تعاتبه. 
6- لا تتملكك الغيرة من معاملة أب اعترافك لغيرك ممن لهم حالة خاصة.... 
7- لا تكن كثير التردد على أب الإعتراف لتسأله عن التفاهات أو في كل صغيرة وكبيرة. 
8- راعي وقت أب اعترافك ومشغولياته وصحته ووقت باقي المعترفين.

مقدمات فى الحياة الكنسية



نيافة الأنبا رافائيل


1- مفهوم الحياة الكنسية :
هى بناء الحياة الروحية للإنسان المسيحى على أساس المفهوم اللاهوتى أنه عضو فى جسد المسيح الذى هو (الكنيسة)، تم انتماؤه لهذا الجسد بواسطة المعمودية وتستمر التغذية والثبوت فى العضوية من خلال الافخارستيا.

وتصير الكنيسة - بالنسبة لنا - ليست مؤسسة دينية ولا هيئة خيرية، ولكنها شخص حى ينمو، هيكلا مقدساً للرب (أف 21:2) رأسها المسيح (أف 22:1) وأعضاؤها نحن "رعيته مع القديسين وأهل بيت الله، مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 19:2-20)، "وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراداً" (1كو 27:12).
 

ويكون انتماؤنا للكنيسة هو الركيزة التى تنطلق منها كل مفاهيمنا للحياة الروحية، وللمعارف اللاهوتية وأيضاً للخدمة داخل الكنيسة وخارجها بل هو القاعدة الأساسية للمنهج الحياتى ككل. والإنسان الكنسى يستلزم له أيضاً أن يكون واعياً بالكنيسة بكل طقوسها وممارستها ونسكياتها وآبائها وقديسيها وتراثها وأسرارها وكهنوتها... الخ، وممارساً بوعى وعمق وأصالة أبائية كل ممارستها الروحية من داخل إطار الكنيسة.


2- قواعد أساسية فى فهم الحياة الكنسية :
المعرفة تصبغ الروحانية : يدعى البعض أنه يتكلم فى اجتماعاته الوعظية عن الأمور الروحية دون الدخول فى العقائد، ولكن هذا الادعاء غير صحيح، لأنه لا توجد روحانية بدون خلفية فكرية عقائدية.. لذلك فكما أنه توجد عقيدة أرثوذكسية ذات سمات محددة مقننة، كذلك توجد روحانية أرثوذكسية لها ما يميزها ويفرزها.. والأغرب من ذلك أن الجهل بالعقيدة من شأنه أن يحرف الاتجاهات الروحية، والعلاقة هنا متبادلة فالروحانية الأصيلة الآبائية تحفظ كذلك الفكر العقيدى نقياً، قيل عن الأنبا أثناسيوس الرسولى أن "نقاوة إيمانه كانت سبب تقواه".. لذلك فنحن نتوقع أن دراستنا اللاهوتية للفكر الكنسى سيكون لها أثر تقوى فى حياتنا وممارساتنا، كما أننا نحبذ ان الدارس للاهوت يجب ان يكون له سبق خبرة تذوق تقوى للممارسات الكنسية.

3- الممارسة تسبق المعرفة :
وهذه سمة تميز الروحانية الأرثوذكسية، فنحن دائماً نخضع العقل للإيمان وللإنجيل وللكنيسة، ولا نقبل أن نضع الأمور الإيمانية والحياتية والإنجيلية تحت سلطان العقل والتحليل العقلانى المنطقى العملى.. لذلك فلابد أن نبدأ بالخبرة ثم نصقلها بالمعرفة.. الخبرة تستلزم ممارسة أمينة فى خضوع بسيط للنظام العام الكنسى، مما يكسب الإنسان بعداً نسكياً عميقاً واستنارة ذهن بعمل الروح القدس بسبب الإتضاع والطاعة والتسليم لعمل الله وترتيباته فى الكنيسة. وعندما تتاح فرصة الدراسة اللاهوتية لإنسان تقى ممارس للخبرة الكنسية، تكون أفرازاتها نافعة للكنيسة فى المسكونة كلها، كما كان الحال مع آبائنا العظماء أثناسيوس وكيرلس وديسقوروس.. أما إذا انقلبت الأوضاع وجاءت الدراسات العملية اللاهوتية بدون أساس روحى، فستكون الدراسة وبالا على الكنيسة.. لأنها عندئذ لا تفرز إلا الهرطقات والبدع والكبرياء.

4- العلاقة بين الطقس والعقيدة :
لقد استطاعت الكنيسة على مدى تاريخها الطويل أن تصبغ كل ما تعتقده فى صورة طقس، إما فى نصوص ليتورجية، أو فى ترتيبات طقسية... ليست العقائد العظمى فقط ولكن كل شاردة أو وراده فى فكر الكنيسة.. حتى إنه يمكنك من خلال الطقس فقط أن تكشف كل العقيدة واللاهوت والمناهج النسكية، وأيضاً كل الردود على البدع والهرطقات التى ظهرت والتى ستظهر أيضاً. فلا يوجد طقس بدون خلفية عقيدية،
ولا توجد عقيدة بدون صياغة طقسية، فنحن حينما نصلى إنما نعبر عن إيماننا وعقائدنا..

لقد ظلت كنيستنا لمدة طويلة جداً متهمة بأنها أوطاخية الفكر حتى قام بعض العلماء الأجانب بدراسة وتحليل نصوصنا الليتورجية، وشهدوا بصحة إيماننا وعدم أوطاخية كنيستنا.. فالكنيسة تحمل داخلها وثيقة صحة عقيدتها...

ولقد تبارت الأجيال المتعاقبة من الآباء فى شرح العقيدة، وتطبيقها وممارستها وأضاف كل جيل خبرته وصياغته حتى وصل إلينا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور ما يسمى (بالتراث الكنسى) غنياً بالخبرة والتحديدات القانونية وبالمعرفة اللاهوتية الواضحة.. وما علينا إلا أن نتحمل مسئولية جيلنا، لنثرى تراثنا بخبراتنا وصياغة عصرنا ونسلم لجيل مقبل يتطلع إلينا بشغف ليشرب منا روح الآباء.


5- الليتورجيا هى مصدر غنى الكنيسة وقوتها :
فحتى فى أحلك فترات تاريخ الكنيسة، عندما ضعفت الرعاية، وشح الوعظ والتعليم، عاشت الكنيسة على القداس والمعمودية والقنديل والإكليل وأبو تربو و (موالد) القديسين والميامر.. واستمر الشعب فى انتمائه العميق الأصيل للكنيسة، بالرغم من كل الظروف، وبالرغم من كل اغراءات الاجتذاب الغربى، والضغط السياسى على الكنيسة.. حتى إنه قيل "إنه من عجائب الدنيا إنه يوجد أقباط بمصر حتى اليوم". كل هذا يؤكد أن الكنيسة غنية بتراثها، وهى جديرة بأن نستوعبها ونمارسها بحب وشغف ونشاط روحى، لتزداد ثراءً وغنى بحب أبنائها وإنتمائهم وغيرتهم.. الأكثر من هذا أن استمرارية الكنيسة حتى اليوم إنما يدل على أنها معمولة بالروح القدس، وأنها أعمق من الزمان وأعتى من كل الظروف، ولديها وعد صادق من عريسها المحب أن "أبواب الجحيم لن تقوى عليها".

لنا ثقة فى المسيح أن جيلنا سيحمل الشعلة مضاءه ويسلمها مزدانة.. وسنحمل الأمانة بنعمة المسيح وقوته.. وسنتحمل تبعات الطريق وفداحة الخسارة - إن وجدت خسارة - حباً فى المسيح وإكراماً لجسده وسلاماً وبنياناً للكنيسة.




معانى كلمات تذكر فى القداس



ما معني الكلمات الآتية ؟
طقس – هوس – تذاكية – واطس – آدام – شيرات – ابصالية – هلليلويا – خولاجي – لبش – دفنار- سنكسار – ميطانية – سيسيا – ذكصولوجية – الأبروسفارين – الأسباديكون – طرح – كيرياليسون – اولوجية – اغابي – أنبل – آمين – أوأو – ازمو.
طقس / نظام الخدمة المقدسة وترتيبتها أي ما يتلي منها من صلوات كلامية أو حركات خشوعية ورمزية ويدخل في ذلك شكل الكنيسة وأدواتها ورتب الكنيسة وملابسهم .
هوس / كلمة قبطية معناها تسبحة او تسبيح .
تذاكية / كلمة يونانية من ثيئوطوكوس ومعناها والدة الأله وتتضمن تمجيد للسيدة العذراء .
آدام / كلمة عبرانية معناها الأنسان آدم وكلمة آدام مطلع مديحة نغمتها تتلي أيام الأحد والأثنين والثلاثاء وتسمي أيام آدام .
شيرات / جمع شيري وهي كلمة يونانية معناها سلام وتقال فيها السلام لك يا مريم .
ابصالية / كلمة قبطية معناها ترنيمة وهي مشتقة من كلمة ابصالموس ( مزمور )
هلليلويا / من كلمتين عبرانيتين : هلليلوا ( احمدوا ) ويا ( يهوه ) أو ( الرب )
خولاجي / بالقبطية ( انافورا ) وباليونانية ( افخولوجيون ) ومعناها قداس والمقصود به الكتاب الذي يحوي صلوات القداس .
لبش / كلمة قبطية معناها شرح او تفسير .
دفنار / خبر مختصر عن قديس او شهيد اليوم , وتضاف مديحة ويقال في نهاية تسبحة عشية .
سنكسار / أخبار القديسين او شهداء اليوم ويقال بعد الأبركسيس .
ميطانية / كلمة يونانية معناها خضوع او توبة وهي من أفعال السجود لنيل الرضا وطلب الصفح .
سيسيا / كلمة قبطية معناها ذبيحة .
ذكصولوجية / كلمة يونانية معناها تمجيد والذكصولوجيات تتضمن تماجيد السيدة العذراء .
الأبروسفارين / كلمة يونانية معناها تقدموا وسمي بذلك لآنه الستر الذي يغطي التقدمة وهو يشير الي الحجر الكبير الذي وضع علي قبر الرب يسوع .
الأسباديكون / مشتقة من ديسبوتكون ومعناها سيدي وهي تطلق علي الصليب الكبير الموجود في وسط القربانة وهو يشير الي السيد المسيح .
طرح / كلمة عربية معناها شرح
كيرياليسون / كلمة يونانية مركبة من كيريه ( يارب ) , وايليسون ( ارحمنا ) وهي تكرر 41 مرة اشارة الي 39 جلدة للسيد المسيح والقصبة التي ضربوا بها الرب علي رأسه والحربة التي طعنوا بها جنب المسيح .
ويتكرر لحن كيرياليسون في القداس : ندامة واستدعاء رحمة الله كما ندم قائد المئة ومن معه ومجدوا الله لما رأوا الدم والماء من جنبه المطعون واهتزاز الطبيعة من اجل المصلوب .
أولوجية / معناها بركة وهي التي يوزعها الكاهن علي الشعب والشمامسة بدل وليمة المحبة التي كانت تقام قديماً وبها يفتقد الشعب ويسأل عن الغائبين منهم .
أغابي / معناها محبة .
انبل / اي المنبر أو المكان العالي الذي يقرأ من فوقه الأنجيل وتلقي العظة .
امين / لها معاني كثيرة :.
  • أستجيب , تقال بعد الصلاة للتأمين عليها ( رو 24:16 )
” نعمة ربنا يسوع المسيح معكم ……………..آمين “
  • حقاً , في أول الكلام للتأكيد مثل ( آمين آمين آمين بموتك يارب …………) ومثل قول الرب في أول كلامه ” الحق الحق اقول لكم ……….” ( يو 5:3 و 53:6 و 1:10 و 21:13 و 12:14 )
  • نعم , مثل ما يقال بعد ( يعطي لغفران الخطايا ….) أو بعد مايقول الكاهن : ( جسد ودم عمانوئيل ) يقول الشعب ( حقاً نؤمن )
  • من القاب المخلص ( الأمين الشاهد الصادق ( رؤ 14:3 ).
أوأو / معناها مجد مثلما يقول الكاهن سيسيا ان أوأو أي ذبيحة مجد .
أزمو / معناها بركة مثلما يقول الكاهن سيسيا ان أزمو أي ذبيحة بركة .




البعد الطقسي لعيد الغطاس





+ لماذا يُصلى قداس اللقان؟ طقس اللقان في العيد 

اللقان الوحيد الذى يسبق رفع بخور باكر قداس العيد لماذا؟
كل اللقانات تعمل بعد رفع بخور باكر لكن هذا اللقان الوحيد الذى يكون قبل رفع بخور باكر. لأن اللقان يخص عمل يوحنا المعمدان في استعلان المخلص ويوحنا المعمدان اسمه السابق أى قبل السيد المسيح لذلك يعمل اللقان قبل رفع بخور باكر للقداس.
قراءات النبوات في اللقان تتحدث عن فاعلية الماء وعلاقته بالخلاص (حبقوق النبى وأشعياء النبى وباروخ النبى وحزقيال النبى) ثم البولس من (كورنثوس الأولى 10: 1 – 13)
1) يتكلم عن عبور الشعب في البحر الأحمر تحت السحابة، البحر الأحمر الماء محاوطهم والسحابة فوق فيكونوا مغطين بالماء.
2) فترة الجهاد المرتبط بالعبور في الماء من العبودية إلى الحرية فيتكلم هنا عن أهمية الماء في العبور من العبودية إلى الحرية وخطورة عدم الإستفادة من العبور لأن بنى اسرائيل طرحوا فى الكفر بسبب عبادة الأوثان عندما سجدوا للعجل وبسبب اللعب والزنى. واضح أن معلمنا بولس الرسول بيتكلم عن ارتباط الماء بالعبور وأهمية الاستفاده من هذا العبور.
بعد ذلك يُقال لحن تمجيد ليوحنا المعمدان، ثم لحن أجيوس، ثم أوشية الإنجيل، ثم قراءة المزمور والإنجيل (مز 114: 3-5) والإنجيل (مت 3: 1 –17) لقاء يوحنا المعمدان مع السيد المسيح ثم يُصلى لحن "أفنوتى ناى نان" بالصليب والشموع الثلاث ويُرشم الماء به ثم (كيرياليسون الكبيرة 12 مرة مع رشم الماء بالصليب) ثم الأواشى الكبار السبع (أوشية المرضى - أوشية المسافرين - أوشية الطبيعة - أوشية الراقدين - أوشية القرابين - أوشية الرئيس - أوشية الموعوظين)، ثم طلبه طويلة لأجل بركة الماء وبعدها يُصلى (كيرياليسون 100 مرة) قوة ماء اللقان ماء اللقان قوة لا يستهان بها ضد الشيطان. مجرد رش ماء اللقان في أى مكان يبطل عمل الشيطان بقوة. هناك من يحتاج أن يشربها ومن يرشها قوة تعين الكهنوت في مقاومة عمل الشيطان. 
ثم الأواشى الكبار الثلاثة (اوشية السلام - أوشية الآباء - أوشية الاجتماعات) ثم قانون الإيمان، ثم (أسباسموس) أى السلام أو الصلح (ها قد شهد يوحنا السابق) ثم لحن (هيتنى بريسفيا) أى (بشفاعة والدة الإله) ثم قطع مستحق ومستوجب ثم قطع قدوس، ثم رشم الماء بالصليب والكاهن يصرخ بقوة ثلاث مرات (مقدس وكريم على الماء) ثم رشم الجبهه بالماء من خلال الشاملة التى حول وسط الكاهن ورشم الجبهة لأن يوحنا وضع يده على السيد المسيح.
بعد هذا القراءات ولها خط واحد وهو الخلاص وبعد عيد الغطاس توجد ثلاث قداسات عيد الغطاس ثانى يوم عيد الغطاس ثم عيد عرس قانا الجليل، هؤلاء الثلاث قداسات مع ترتيب الأحداث (يو 1) وفى ثانى يوم شهد يوحنا للسيد المسيح فيها شهاده للقديس يوحنا، ثلاثة أيام متصلة.
(يو 1: 29) "وفى الغد وهو ثانى يوم العماد "نظر يوحنا يسوع مقبلاً وقال هوذا حمل الله مقبلاً". مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.

+ طقس العيد 
+ برامون العيد
بالنسبة للبرامون وعشيته.. وطريقته سنوية عادية تماماً.. ويراعى فيه ملاحظة إذا كان هناك أي أبصاليات أو ذكصولوجيات أو ألحان ينبغي أن تقال كل في مكانها، حيث يوجد إبصاليتين، واطس، وآدام تقال واحدة فقط حسب يوم البرامون. وهما موجودتان في كتاب الابصاليات والطروحات وله مرد إنجيل خاص به.. فيما عدا ذلك لا يوجد أي تغيير. 

تسبحة نصف الليل لعيد الغطاس المجيد:
بعد الانتهاء من رفع بخور عشية لا يخرجون من الكنيسة بل يبدأون بعمل تمجيد أمام أيقونة القديس يوحنا المعمدان بينما يعد الربط بين مكان اللقان ومكان الصلب والارباع الخشوعية في الخورس الثالث من الكنيسة بغسله جيداً وملئه ماءاً عذباً إذ يجب أن يحضر ماء اللقان تسبحة نصف الليل من أولها (إذا لم يكن بالكنيسة لقان.. فيوضع الماء في طبق كبير علي منضده وعن يمينه ويسارة شمعتان.. كالمذبح).. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بعد انتهاء التمجيد يسير الكهنة من الشمامسة والمرتلين والشموع موقده إلي حيث اللقان مرتلين بدء صلاة نصف الليل قوموا يا بني النور) أو لحن ثينوا إبشوى (وهو مقدمة للهوس الكبير المختص بالعيد).. وتقرأ التسبحة علي الماء كترتيب عيد الميلاد المجيد.. السابق شرحه بالجدول حيث يرشم ملابس الخدمة ويلبسونها ثم يعودون مرة أخري إلي الخورس الثالث حيث يوجد اللقان.. ثم تبدأ صلاة اللقان.. وهي باختصار بالترتيب الاتي:
- ترتيب صلاة اللقان:
أليسون إيماس.. صلاة الشكر.. يرتلون أيام الادام (الاحد والاثنين والثلاثاء) أمويني مارين أو أوشت.. (تعالوا فلنسجد..) أما في أيام الواطس فيرتلون تين أو أوشت إفيوت نيم إبشيري (نسجد للأب والابن..) ثم يقال ربع للبابا أو المطران أو الاسقف (في حالة حضور أحدهم ثم أبؤرو إنتي تي هيريني (يا ملك السلام..) ثم يقولون ذوكسابتري.. كي نين.. (المجد للآب.. الان وكل..) وأبانا الذي.. وإرحمني ياالله (المزمور الخمسون) ثم (الليلويا: ذوكصاصي أوثيئوس إيمون (هللويا المجد لك يا إلهنا) يبدأ رئيس الكهنة أو الكاهن بقراءة النبوات قبطياً ثم تفسيرها عربياً وهي:
من صلاة حبقوق النبي (حب 3: 2 – 19)
من أشعياء النبي (أش 35: 1 – 2)
وأيضاً من أشعياء النبي (أش 40: 1 – 5)
وأيضاً من أشعياء النبي (أش 9: 1 – 2)
من باروخ النبي (3: 36 – 4: 4)
من حزقيال النبي (26: 25 – 29)
وأيضاً من حزقيال النبي (حز 47:1-9)
ثم يرتلون (تاي شوري، تين أو أوشت) ويبخر الكاهن للبولس.. ويقرأ البولس وهو من (1 كو 10: 1 – 13) ثم لحن يوحنا المعمدان (أوران انشوئشو.. إسم فخر هو أسمك يا نسيب عمانوئيل..) ثم أجيوس ثم لحن (باشويس ايسوس بي اخرستوس..) أوشية الانجيل ثم المزمور والانجيل (مزامير 114: 3 – 5) (مت 3: 1 – 17) ثم يرفع الكاهن صليب الشموع ويصلي (افنوتي ناي نان..) ويجاوبون (كيرياليسون) بالكبير 12 مرة ويرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث كرات ثم.. مرد الانجيل (أي ناف إبنفما إثؤاب..) رأيت الروح القدس ثم يصلي الكاهن السبع أواشي الكبار وهي 1- المرضي -2- المسافرين -3- أهوية السماء -4- الملك -5- الراقدين -6- الصعائد والقرابين -7- الموعوظين.. ثم يصلي الكاهن قطع يرد عليه الشعب فيها (يارب أرحم).. ثم يرفع الكاهن الصليب ثلاث شمعات والشعب يرفع صوته قائلين كيرياليسون 100 مرة.. ثم يصلي الكاهن الثلاث أواشي الكبار، السلامة والاباء والاجتماعات.. ثم يقولون قانون الايمان ويرتلون الاسبسمس (هيبي إف إريثري إنجيي يؤانس.. ها قد شهد يوحنا الصابغ) ثم يرتلون هي تين ني إبرسفيا إنتي تي ثيؤطوكوس) ثم يقول أكبر الكهنة.. القداس الخاص باللقان.. وهي مثل قطع (مستحق وعادل) بالقداس الباسيلي.. ولكن بكلمات مختلفة.. وعندما يقول الشعب (الشاروبيم يسجدون لك..) يرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم ويقول قدوس قدوس أنت أيها الرب.. ثم يرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم ووضع الصليب في الماء إشارة إلي حلول الروح القدس ويقول قطع مباركة للماء ويرد عليه الشعب (آمين).. ثم يرشم الكاهن الماء باللصليب ثلاث رشوم (أنت الان أيضاً يا سيدنا..) أبانا الذي السموات.. التحاليل والبركة (القدسات للقديسين) ثم يقول الشماس خلصت حقاً ومع روحك يرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم وهو يقول (أفلوجيتوس كيريوس..) يقول الشعب (واحد هو الاب القدوس..) ثم يبل الكاهن الخادم بشملة من ماء اللقان المقدس ويرشم به رئيس الكهنة ثلاث رشوم في جبهته تذكاراً لما فعله يوحنا المعمدان بالسيد المسيح.. ثم يأخذ رئيس الكهنة (أو أكبر الكهنة) الشملة ويرشم الكهنة والشمامسة والشعب في جباههم.. وفي أثناء ذلك يرتل الشعب (إزمو إفنوتي.. سبحوا الله – مزمور التوزيع) ثم يرتلون الابصالية (إفنوتي فنيت أوتي أوناف.. الله الممجد في مشورة القديسين) ثم يصلي الكاهن صلاة الشكر بعد اللقان (نشكرك أيها الرب الاله..) آمين (يتضح من ذلك أن إستخدام الماء هنا بهدف الاعلان عن الله المخلص.. وأن رشم الماء 4 مرات × 3 رشومات= 12 وتشير لملكوت الله).





الطريقة المثلى للصلاة الأجبية
نيافة الأنبا متاؤس 
لكى تصلى صلوات الأجبية بطريقة نموذجية صحيحة، وتستطيع أن تستفيد وتتعزى بها، ولا تحس بثقل أو روتينية فى تأديتها، توجد شروط وقواعد لذلك يمكن ذكر
بعضها كالآتى
:


1- لتكن لك أجبية خاصة بك فى مخدعك، لا يستعملها أحد غيرك، وأكتب على هوامشها بعض التفاسير والتأملات والملاحظات على المزامير والأناجيل، وذلك من ثمرة قراءتك وسمعك للعظات والتعاليم، مما يساعدك على الفهم والتأمل أثناء الصلاة.
2- لتكن تلاوة الصلوات من الأجبية، حتى لو كنت قد حفظتها عن ظهر قلب، لأن ذلك يجعلك تستخدم عدة حواس فى الصلاة، مما يجمع العقل ويمنع تشتيت الفكر، فالعينان تنظران فى المكتوب، واللسان ينطق، والإذنان تسمعان، والعقل يفكر فى المعانى ويتأمل فيها، وهكذا تطبق اختبار معلمنا بولس الرسول فى الصلاة حينما يقول: "أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضاً. أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضاً(1كو 15:14).
3- أتل صلواتك بصوت مسموع، حتى تمنع عن نفسك السرحان وتشتيت الفكر، فالرب يسوع حينما قال: "متى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل إلى أبيك الذى فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية(مت 6:6) لم يكن يقصد أن نؤدى صلواتنا فى خفية تامة، عن أسماع الناس وأنظارهم، ونحاول إلا يسمع أو يرانا أحد حتى من أهلنا الذين يسكنون معنا فى المنزل، كمن يفعل جريمة أو شيئاً غير لائق، ولكنه كان يقصد عدم التظاهر بالصلاة وتأديتها بطريقة فيها رياء وافتخار.
? يقول معلمنا بولس الرسول: "القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص"
(رو 10:10) والاعتراف بالفم للرب بخلاصه وبركاته معناه النطق أمامه بكلمات الشكر والتسبيح والتمجيد على بركاته ونعمه الكثيرة، فيتقبل الرب منا هذا الشكر والتسبيح، مثل ذبائح ومسمنات، ينصح هوشع النبى شعبه قائلاً: "قولوا له (للرب) ارفع كل إثم واقبل حسناً فنقدم عجول شفاهنا(هو 2:14) ويقول الرسول: "فلنقدم به فى كل حين لله ذبيحة التسبيح أى ثمر شفاه معترفة باسمه(عب 15:13).


4- تلاوة المزامير بالصوت المسموع، وبنوع من الترنم والتلحين شئ مهم ومطلوب، لأنه يريح النفس ويعزيها، والمزامير أصلها تسابيح، كانت تقدم على آلات العزف المختلفة بطريقة شعرية موزونة وبألحان جميلة.

? ويقول القديس أثناسيوس الرسولى: "لا يفوتنا أن نوضح السبب الذى يوجب ترتيل المزامير بنغم لا بتلاوة مجردة، لأنه من اللائق تسبيح الله بالأسفار الشعرية، كما أن الترنم بالمزامير يضفى أثراً طيباً على المرنم نفسه".

وكان الآباء وما زالوا، يهتمون بتنغيم المزامير أثناء صلواتهم، لأنها تعطى النفس انسجاماً، وتحفظ الفكر من التشتت والسرحان.

إن الصلوات والتسابيح بالألحان، هو واقع سمائى تعيش فيه الكنيسة المجاهدة، مشاركة حاملى قيثارات الذهب فى الكنيسة المنتصرة، أمام الجالس على العرش.

وفى الكتاتيب القبطية القديمة كانت المزامير تسلم بطريقة صوتية، كلحن أو ترتيل وليس دمجاً أو سراً.

ونحن نقول فى مقدمة المزامير: "من مزامير تراتيل معلمنا داود النبى" فالمزامير هى تراتيل، تقال بالصوت المسموع، حتى يجتمع الفكر وتنشط الحواس.

وكانت طريقة صلوات المزامير فى مجامع الرهبان قديماً، تتم بأن يصلى كل راهب مزموراً بطريقة مرتلة ومنغمة والكل يصغون إليه فى خشوع، وعندما ينتهى من ترتيل المزمور يبدأ آخر فى ترتيل المزمور التالى وهكذا...
5- من المهم جداً أن نتذكر عند بدء كل صلاة غرض الكنيسة من ترتيبها، فمثلاً صلاة الساعة السادسة رتبتها الكنيسة لتذكار صلب السيد المسيح، والساعة التاسعة لتذكار موته المحيى، وهكذا، وحاول أن تعيش جو المناسبة وأنت تصلى وتتأمل فى مزامير وأناجيل وقطع الساعة، وهى تتحدث كثيراً عن المناسبة التى وضعت لتذكارها.
6- اقرأ بعض التفاسير والتأملات الخاصة بالمزامير والأناجيل التى تصليها، حتى تفهم الآيات الغامضة والمواقف الخاصة، التى قيل فيها كل مزمور أوانجيل، فإن هذا يساعدك على الصلاة بالمزامير، ويحبب تلاوتها إلى نفسك، ويمكنك من الصلاة بالروح والذهن حسب نصيحة معلمنا بولس الرسول: "أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضاً، أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضاً(1كو 15:14).
7- لا تسرع كثيراً فى تلاوة المزامير، فالسرعة تجعلك تتلعثم فى نطق بعض الكلمات والآيات، فتفقد الصلاة لذتها وروحانيتها، وتصبح الصلاة فى مقام القانون الجاف، أو مثل التعويذة التى ينطق بها الحاوى، دون أن يفهم معانيها أو يتأمل كلماتها، وحاشا للصلاة أن تكون شيئاً من ذلك، ويقول أحد القديسين: "إن كنت أنت لا تفهم الكلام الذى تصلى به فكيف تطالب الله أن يسمعه ويستجيبه".
8- ارفع يديك قدر استطاعتك أثناء الصلاة كذلك عينيك، خصوصاً عند الآيات التى تذكر رفع اليدين أو العينين مثل: 

? "باسمك أرفع يدى، فتشبع نفسى كما من شحم ودسم(مز 4:62) صلاة باكر. 
? "فى الليالى ارفعوا أيديكم إلى القدس وباركوا الرب(مز 2:133) صلاة النوم. 
? "رفعت عينى إلى الجبال، من حيث يأتى عونى(مز 1:120) صلاة الغروب. 
? "إليك رفعت عينى يا ساكن السماء. فما هما مثل عيون العبيد إلى أيدى مواليهم"
(مز 1:122) صلاة الغروب. 

? "رفعت يدى إلى وصاياك التى وددتها جداً وتأملت بفرائضك(مز 48:118) صلاة نصف الليل.
ومع رفع عينيك ويديك إلى الله، ترفع قلبك وفكرك ووجدانك ومشاعرك وكل كيانك، فتعيش لحظات السماء على الأرض، وتغلب فى جهادك عماليق الشيطان المارد، وكل جنوده، كما فعل موسى النبى، عندما صعد إلى الجبل، ورفع كلتا يديه للصلاة، ومعهما قلبه إلى الله طالباً النصرة على عماليق "وكان إذا رفع موسى يده أن إسرائيل يغلب، وإذا خفض يده أن عماليق يغلب، فلما صارت يدا موسى ثقيلتين أخذا(هارون وحور) حجراً ووضعاه تحته فجلس عليه، ودعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين (فى حالة ارتفاع) إلى غروب الشمس. فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف(خر 11:17-13).

وعلى مثال يدى موسى ظلت يدا السيد المسيح، معلقتين مرفوعتين وممدودتين على عود الصليب إلى غروب الشمس، حينما أنزله يوسف الرامى من على الصليب، فانتصر الرب على الشيطان والخطية والعالم، وهكذا انتصر وغلب لنا، وهو أيضاً يستطيع أن يغلب فينا وبنا، حينما نتخذه ناصراً ومعيناً لنا، ونرفع إليه أكف الضراعة، ومعها عيوننا وقلوبنا ملتمسين رحمته ومعونته.

9- كرر بعض العبارات التى تستريح لها نفسك وتناسب حالتك أثناء الصلاة، فبينما أنت تصلى المزمور أو الإنجيل أو القطعة أو التحليل، ووصلت إلى عبارة قوية ومناسبة لحالتك، وقتئذ كررها عدة مرات، وتفاعل معها ثم أكمل المزمور الذى تصليه، فهذا كفيل برفع العقل وتوليد الحرارة الروحية فى القلب والوجدان.
10- ردد الإسم الحلو الذى لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير، فكلما قابلتك فى المزمور كلمة "الرب أو يارب" انطق بعدها اسم "يسوع المسيح" مثل : 

? "يارب (يسوع المسيح) لماذا كثر الذين يحزنوننى(مز 3).
? "أنصت يارب (يسوع المسيح) لكلماتى، واسمع صراخى(مز 5).
? "يارب (يسوع المسيح) لا تبكتنى بغضبك، ولا تؤدبنى بسخطك(مز 6).
? "أيها الرب ربنا (يسوع المسيح)، ما أعجب اسمك فى الأرض كلها(مز 8).
? "خلصنى يارب (يسوع المسيح) فإن البار قد فنى(مز 11).
? "احفظنى يارب (يسوع المسيح) فإنى عليك توكلت. قلت للرب (يسوع المسيح) أنت ربى، ولا تحتاج إلى صلاحى(مز 15).

وهكذا تصلى المزامير التى هى تسابيح العهد القديم، تصليها بروح العهد الجديد عهد النعمة، فتجد لها طعماً آخر، وتمتلئ نفسك تعزية وفرحاً.

فقد قال شيخ : "ليس هناك فضيلة تشبه فضيلة مداومة الصلاة والتضرع باسم ربنا يسوع المسيح فى كل حين".
وقال آخر : "يجب أن يعلم الإنسان أن مداومة ذكر الاسم القدوس (ربنا يسوع المسيح) هو الذى يحرسه تحت ستر رحمته".
وقال آخر : "داوم على ذكر الاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح، فهذه
هى الجوهرة الثمينة
، التى باع التاجر الحكيم كل أهوية قلبه واشتراها، وأخذها
إلى داخل قلبه فوجدها أحلى من العسل والشهد فى فمه
، فطوبى لذلك الإنسان
الذى يحفظ هذه الجوهرة فى قلبه
، فإنها تعطيه مكافأة عظيمة فى مجد ربنا
يسوع المسيح
".

وسأل أخ شيخاً : "يا أبى ماذا أعمل بهذه الحروب الكائنة معى؟" أجابه الشيخ:
"إن مداومة اسم الرب يسوع تقطع كل آكله (كل شر)".

- "وحدث أن زار الأنبا بيمين الأنبا مكاريوس الكبير، وقال لهيا أبى ماذا يعمل الإنسان لكى يقتنى الحياة؟".
أجابه الشيخ : "إن أنت داومت كل حين على طعام الحياة الذى للاسم القدوس اسم ربنا يسوع المسيح بغير فتور، فهو حلو فى فمك وحلقك، وبترديدك اياه تدسم نفسك، وبذلك يمكنك أن تقتنى الحياة" .

11- يا ليتك عندما يأتى ذكر التمجيد لله (الذكصا) أو ذكر السجود لله، والتقديس لاسمه المبارك العظيم، فى المزامير أو الأناجيل أو القطع أو التحاليل ترشم ذاتك بعلامة الصليب، وتسجد إلى الأرض ثم تقوم لتكمل مزمورك، أو على الأقل تنحنى مع رشم ذاتك بعلامة الصليب، فكثرة السجود فى الصلاة تعطى النفس انسحاقاً وحرارة.
12- اقرع صدرك بانسحاق عند ذكر الخطية وتقديم التوبة وطلب الرحمة مثل: "ارحمنى
يا الله كعظيم رحمتك
... ارحمنى يا الله فإنى أخطأت إليك... ارحمنى يا الله ثم ارحمنى... خطيتى أمامى فى كل حين... توبى يا نفسى مادمت فى الأرض ساكنة". لأن قرع الصدر يساعد على انسحاق القلب وجمع العقل.

13- إذا استطعت أن تصلى كل ساعة من سواعى الأجبية منفردة وفى وقتها المعين فحسناً تفعل، لكى تتذكر المناسبة التى تريد الكنيسة أن تجعلك تعيش فيها، كمناسبة الصلب أو القيامة أو المجىء الثانى أو غير ذلك.

وإذا لم تستطع تنفيذ ذلك لمشغولياتك، فيمكنك أن تصلى كل مجموعة من السواعى مع بعضها، فمثلاً فى الصباح الباكر تستطيع أن تصلى صلاة باكر والثالثة والسادسة، وبعد رجوعك من العمل وقبل الأكل تصلى التاسعة، وفى المساء تصلى الغروب والنوم معاً، وقبل أن تنام صلاة نصف الليل. وهكذا تكون قد اكملت صلوات السواعى السبع بالأجبية.

ويمكنك استخدام طريقة أخرى تناسب ظروفك. المهم أن تنتهى من السبع صلوات فى نهاية يومك وقبل نومك.

14- يحسن أن تصلى صلوات كل ساعة كاملة كما هى، ولكن إن أشار عليك أب اعترافك ببعض التعديلات الملائمة لظروفك الروحية والجسدية وظروف العمل والصحة، كأن يشير عليك بتلاوة عدد مزامير أقل من الموجود فى كل ساعة، فليكن لك ذلك على شرط أن تتدرج، حتى تصل إلى العدد الكامل لمزامير كل ساعة، عندما تتيح لك ظروفك وحالتك ذلك.
15- لا تنسى الصلاة الارتجالية فى نهاية الصلاة بالمزامير، فصلاة المزامير هى التمهيد وإعداد النفس للدخول فى الصلاة الارتجالية، التى تقدم بها بكلماتك الخاصة أشواقك وشكرك وتسبيحك، وتعرض أمام الله متاعبك وآلامك وآمالك وتبثه شكواك، فتجد منه آذاناً صاغية وقبولاً واستجابة.

تصلى صلواتك الارتجالية بأسلوبك الخاص، ولكن على نمط صلوات الأجبية، بما فيها من عناصر الشكر والتوبة والتسبيح وطلب الرحمة والمعونة، وبالجملة أطلب كل ما هو صالح وموافق لمشيئة الله، ولا يتعارض مع وصيته المقدسة.
ويقول معلمنا يوحنا الرسول: "وهذه هى الثقة التى لنا عنده أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا(1يو 14:5). كما يقول أيضاً: "مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه(1يو 22:3).

بعد انتهاء الصلاة - ان كان لديك وقت - اجلس فترة قصيرة صامتاً، أولاً لكى تستريح جسدياً من عناء الصلاة والجهد الذى بذلته فيها، وثانياً لكى تتشبع وتتشرب بروح الصلاة، فالصلاة القوية المتبوعة بفترة صمت، تنشئ فى كياننا شبه طبقة جديدة من السلام والروحانية، وإن كنا لا نعى ذلك غالباً.

إذا تعذر عليك تلاوة بعض الصلوات كاملة، خصوصاً صلوات النهار بسبب المشغولية أو الوسط المحيط، أو لأى سبب آخر، فيمكنك حفظ بعض مزامير منها لتلاوتها عن ظهر قلب، أثناء العمل وبين الناس، ودون أن يحس بك أحد، ويمكنك أيضاً تلاوة بعض القطع أو التحليل، المهم ألا تفوت عليك الساعة السادسة مثلاً (12 ظهراً) أو التاسعة (3 ظهراً) إلا وتتذكر الساعة والمناسبة، وتتلو ما يمكنك تلاوته منها، لأن هذا النظام يحفظك فى علاقة دائمة مع الله، ويحفظك من الوقوع فى أخطاء وخطايا كثيرة، لأن ذكر الله يقدس الفكر والقلب واللسان، ويحفظ الإنسان فى مخافة الله ومحبته على الدوام، كنصيحة الحكيم: "كن فى مخافة الرب اليوم كله(أم 17:23).

? ويقول ماراسحق السريانى: "إذا شئت التمتع بحلاوة الصلاة بالمزامير، والتنعم بمذاقة الروح القدس فيها دع عنك الكمية، يكفى أن يكون عقلك فاهماً ومستوعباً لمعانى الصلاة، فيتحرك فيكم الشعور بتمجيد الله".

احذر الطياشة أثناء صلوات المزامير، لأنه من حيل الشيطان أن يحاول سحبنا إلى أفكار ومواضيع بعيدة كل البعد عن مواعيد الصلاة، فإذا تجاوبنا معه خسرنا خسارة كبيرة، وأضعنا على أنفسنا بركة الصلاة، والشخوص فى حضرة الله، والتركيز فى مخاطبته وشكره وتسبيحه مما يعتبر إهانة لله لا تمجيد لله.

? ويقول القديس مارافرام السريانى: "من يصلى بذهن حاضر، وفكر مجموع، يذل فخر الشياطين، والذى يصلى بعقل مشتت، وبعدم اكتراث، يسخر منه الشياطين ويستهزئون به".
? ويقول القديس برصنوفيوس: "إن الصلاة الكاملة هى أن نخاطب الله بلا طياشة عقل ولا سجس العالم".
? ويقول قديس آخر: "فى صلاتك خاطب الله كأنك مشاهد له لأنه بالحقيقة حاضر".

إذا تأخرت بعض صلواتك وأردت تأديتها فى أى وقت فهذا جيد ومفيد.

? ويقول ماراسحق: "حتى لو كان الوقت عشاء ابدأ بصلاة باكر بلا اضطراب لأن إلهنا متى دعى أجاب".

اعلم أن الرب يسر بالصلوات والتسابيح الروحانية، ويحل بمجده فى المكان وعلى الشخص الذى يصلى بالروح والحق، ويملأه من البركات والمواهب، ويصبح قريباً منه يسمع لصلواته، ويستجيب لطلباته كما هو مكتوب: "ولما انتهى سليمان من الصلاة نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح (دليل قبول الله لها ومسرته بها) وملأ مجد الرب البيت... وكان جميع بنى إسرائيل ينظرون عند نزول النار ومجد الرب على البيت، وخروا على وجوههم إلى الأرض على البلاط المجزع، وسجدوا وحمدوا الرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته(2أى 1:7-3).

"وكان لما صوت المبوقون والمغنون كواحد صوتاً واحداً لتسبيح الرب وحمده ورفعوا صوتاً بالأبواق والصنوج وآلات الغناء والتسبيح للرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته أن البيت بيت الرب امتلأ سحاباً ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الله(2أى 13:5،14).

فالصلاة النقية التى يبذل فيها الإنسان جهداً وعناية واهتماماً ووقاراً، يفرح بها الرب ويستمع لها، ويقبلها ويبارك قائلها، ويبارك المكان الذى ترتفع منه هذه الصلاة النقية، حسب وعده المبارك: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم"
(مت 20:18) وحتى لو كان المصلى فرداً واحداً، يتمتع أيضاً بهذا الوعد المبارك من الله المحب الأمين، إذ أن الإنسان مكون من جسد ونفس وروح، وهؤلاء الثلاثة لو اشتركوا فى الصلاة بقوة واهتمام وانسجام وروحانية، لفازوا بهذا الوعد المبارك.


ليعطينا الرب أن نقدم له صلوات وروحانية مقبولة، يتنسم منها رائحة الرضا (تك 21:8) ويتلذذ بها حسب قوله: "لذاتى مع بنى آدم(أم 31:8).


عن كتاب روحانية الصلاة بالأجبية لنيافة الأنبا متاؤس


90 سؤال وجواب عن الكنيسة

ومبانيها وأدواتها ومصطلحاتها وصلواتها
(1)


ما المقصود بكلمة طقوس Rites ؟
"الطقس" كلمة يونانية "تاكسيس" "taksis" بمعنى نظام أو ترتيب وفى الاصطلاح الكنسى القبطى " نظام وترتيب القائمين بالخدمة الكهنوتية والصلوات العامة والخاصة وترتيب وإقامة أسرار الكنيسة السبعة ، وصلوات التبريك، والتدشين والتكريس ، والرسامات والتجنيز، والابتهالات، وشكل الكنيسة، ورتب الكهنوت وملابس الخدام.
ولما استراحت الكنيسة من الاضطهادات الرومانية، التى استمرت نحو ثلاثة قرون، أخذت ترتقى بالطقوس، إلى أن وصلت إلى أسمى درجة من النظام والكمال، وثبت أسلوب الطقس الممارس بروعة ودقة حتى الآن.
ويقول جناب القمص متى المسكين : "إن الطقس هو الشكل والمضمون النهائى لنظام خدمة الصلوات والتسابيح، وإقامة القداس، وبقية اسرار الكنيسة".
ودعا إلى الاعتدال فى ممارسة الطقس ،أى عدم الممارسة بدون روح، أو الاهتمام حتى الإعياء فى تكميل ما يلزم وما لا يلزم، أو التطويل، وإضافة صلوات ليست فى موضعها، أو الحان لا تدخل فى مضمون الخدمة، رغبة فى التطويل والتباهى، والإعلان الشخصى عن المهارة فى الطقوس، لا إعلاناً عن روحانياتها وأصالتها، وبذلك يفقد الطقس – فى رأيه – قوته وهدفه الروحى.
هذا عن "الإفراط" الممل فى الطقسز وفى نفس الوقت يعارض جنابه "التفريط" المخل، بالاستهتار بالطقس، أو باختصاره أو بالإسراع بتأديته بطريقة شعر جموع المصلين بأنه شئ غير ذى أهمية.
ويضيف بأن "كلا الوضعين يفقد الطقس أهميته كواسطة لإيقاظ الوعى الروحى، ورفع النفس إلى الله، ويصبح ليس معيناً للعبادة، بل ثقلاً عليها". (التسبحة ومزامير السواعى (68) ص25،18).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق