الحمامة والنار _ أغسطينوس
القديس أغسطينوس
لذلك،
عندما أرسل الروح القدس، أظهره بشكل واضح بطريقتين، مثل حمامة ومثل
النار. مثل حمامة على الرب المُعمَّد، ومثل نار على التلاميذ المجتمعين.
لأن الرب عندما صعد إلى السموات بعد القيامة، بعد أن أمضى أربعين يوماً مع
تلاميذه، وعندما حضر يوم الخمسين، أرسل الروح القدس عليهم كما وعد.
وهكذا، حل الروح القدس في ذلك الوقت وملأ كل البيت، كما نقرأ في سفر أعمال الرسل، إذ جاء صوت من السماء كما من هبوب ريح عاصفة، إذ يقول: "وظهرت لهم ألسنة مُنقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس. وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" (أع 2).
في معمودية الرب، رأينا حمامة على الرب، وفي يوم الخمسين رأينا ألسنة منقسمة على التلاميذ المجتمعين.
في واحدة، تم إظهار البساطة. وفي الأخرى، الحماسة المتقدة.
لأن هناك من يقال عنهم بسطاء إلا أنهم خاملين، هم بسطاء لكن كسالى.
لم يكن إستفانوس هكذا، بل ممتلئاً من الروح القدس (أع 6). كان بسيطاً لأنه لم يسيء إلى أي إنسان، وكان أيضاً غيوراً متقداً، لأنه وبَّخ المنافقين العديمي التقوى. إذ أنه لم يَصمت أمام اليهود. هذه هي كلماته النارية: "يا قساة الرقاب، وغير المختونين بالقلوب والآذان! أنتم دائماً تقاومون الروح القدس".
يا لهذا الحزم شديد اللهجة !
إنه يغضب، لكن كحمامة من دون حنق.
ولكي تعلم أنه غضب بدون حنق، أولئك الذين كانوا غربان، عندما سمعوا هذه الكلمات، ركضوا على الفور للحصول على الحجارة ليستخدموها ضد الحمامة.
وبدأوا في رجم إستفانوس، وهو الذي كان قبل قليل محتداً ومتقداً بالروح، كما لو أنه قد هاجم أعدائه، كما لو أنه قد هاجمهم بعنف من خلال تلك الكلمات الحماسية الملتهبة، كما سمعتم قبلاً: "يا قساة الرقاب، وغير المختونين بالقلوب والآذان"، حتى أنه من يسمع تلك الكلمات قد يعتقد أن إستفانوس كان يريد إبادتهم بشكل فوري، إذا سمح له بذلك، إلا أنه على العكس، عندما كانت الحجارة تنهال عليه من أيديهم، قال وهو جاثِ على رُكبتيه: "يارب لا تقُم عليهم هذه الخطيئة".
لقد تمسك بهذه الوحدة التي للحمامة.
إذ أن سيده - الذي استقرت عليه الحمامة - في وقت سابق، قد فعل ذلك، إذ قال وهو معلق على الصليب: "يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23).
إذن، في الحمامة، قد تبيَّن أن أولئك الذين تقدسوا بالروح يجب أن لا يكون في قلوبهم أية خبث أو خداع. وفي النار، قد تبيّن أن بساطتهم يجب أن لا تبقى باردة.
ولا تنزعج من كون الألسنة منقسمة، فالألسنة مختلفة لذا جعل ظهورها في ألسنة منقسمة: "ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرَّت على كل واحد منهم". الألسنة تختلف عن بعضها البعض، لكن اختلاف الألسنة لا يشكل إنشقاقات. في الألسنة المنقسمة، لا خوف من التفكك، بل تمييز الوحدة في الحمامة (الكنيسة).
Reference: Fathers of the Church Series, Volume 78, Augustine, Tractate 6 on John.
وهكذا، حل الروح القدس في ذلك الوقت وملأ كل البيت، كما نقرأ في سفر أعمال الرسل، إذ جاء صوت من السماء كما من هبوب ريح عاصفة، إذ يقول: "وظهرت لهم ألسنة مُنقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس. وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" (أع 2).
في معمودية الرب، رأينا حمامة على الرب، وفي يوم الخمسين رأينا ألسنة منقسمة على التلاميذ المجتمعين.
في واحدة، تم إظهار البساطة. وفي الأخرى، الحماسة المتقدة.
لأن هناك من يقال عنهم بسطاء إلا أنهم خاملين، هم بسطاء لكن كسالى.
لم يكن إستفانوس هكذا، بل ممتلئاً من الروح القدس (أع 6). كان بسيطاً لأنه لم يسيء إلى أي إنسان، وكان أيضاً غيوراً متقداً، لأنه وبَّخ المنافقين العديمي التقوى. إذ أنه لم يَصمت أمام اليهود. هذه هي كلماته النارية: "يا قساة الرقاب، وغير المختونين بالقلوب والآذان! أنتم دائماً تقاومون الروح القدس".
يا لهذا الحزم شديد اللهجة !
إنه يغضب، لكن كحمامة من دون حنق.
ولكي تعلم أنه غضب بدون حنق، أولئك الذين كانوا غربان، عندما سمعوا هذه الكلمات، ركضوا على الفور للحصول على الحجارة ليستخدموها ضد الحمامة.
وبدأوا في رجم إستفانوس، وهو الذي كان قبل قليل محتداً ومتقداً بالروح، كما لو أنه قد هاجم أعدائه، كما لو أنه قد هاجمهم بعنف من خلال تلك الكلمات الحماسية الملتهبة، كما سمعتم قبلاً: "يا قساة الرقاب، وغير المختونين بالقلوب والآذان"، حتى أنه من يسمع تلك الكلمات قد يعتقد أن إستفانوس كان يريد إبادتهم بشكل فوري، إذا سمح له بذلك، إلا أنه على العكس، عندما كانت الحجارة تنهال عليه من أيديهم، قال وهو جاثِ على رُكبتيه: "يارب لا تقُم عليهم هذه الخطيئة".
لقد تمسك بهذه الوحدة التي للحمامة.
إذ أن سيده - الذي استقرت عليه الحمامة - في وقت سابق، قد فعل ذلك، إذ قال وهو معلق على الصليب: "يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23).
إذن، في الحمامة، قد تبيَّن أن أولئك الذين تقدسوا بالروح يجب أن لا يكون في قلوبهم أية خبث أو خداع. وفي النار، قد تبيّن أن بساطتهم يجب أن لا تبقى باردة.
ولا تنزعج من كون الألسنة منقسمة، فالألسنة مختلفة لذا جعل ظهورها في ألسنة منقسمة: "ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرَّت على كل واحد منهم". الألسنة تختلف عن بعضها البعض، لكن اختلاف الألسنة لا يشكل إنشقاقات. في الألسنة المنقسمة، لا خوف من التفكك، بل تمييز الوحدة في الحمامة (الكنيسة).
Reference: Fathers of the Church Series, Volume 78, Augustine, Tractate 6 on John.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق