حِوَارٌ عَلَىَ جَبَلِ التَّجْرُبَة
بقلم القمص أثناسيوس جورج
كم
من مرة جعتُ وكان جسدي يريد أن يأكل؛ لكنني امتنعتُ عن تناول الطعام كي
أستحق الطوبىَ بالجلوس على مائدة السمائن الروحية... عطش جسدي الذي جُبل من
طين الأرض وترابها، ورغبتُ أن أشرب الماء؛ لكنني صمتُ حتى أرتوي من ندى
النعمة والرحمة... ناظرًا إلى صومك عني ولأجلي لأنك لم تكن محتاجًا لأن
تصوم، فقلتُ كم أنا المحتاج للصوم حتى تتصور أنت فيَّ وتشكِّلني على شكلك
الخاص.عندما استهوتني الشهوة والترف؛ تطلعتُ إلى مرارة الخل التي تجرعتَها لأجلي يا مخلصي؛ فأقمتُ من نفسي لك كنيسة محسوسة؛ أقدم لك فيها العبادة العقلية الناطقة بأتعاب جسمي؛ بخورًا وعطورًا لتشتمّها رائحة رضىً ومسرة عندك.
عند رؤيتي لك صائمًا؛ أتدرب لأجعل ذهني وإرادتي مذبحًا لك؛ لعلني يا مخلصي أقدم ذاتي قربانًا وصعيدة لك؛ كي تكملها وتقبلها... نسيتُ الجوع ومرارة الحلق لمّا رأيتُك مصلوبًا بين اللصين تتذوق مرارة الأفسنتين لأجل خلاصي... نسيتُ ضيق العطش وكأنه لم يكن؛ لأنك أنت تُرويني حلاوة من نبعك ومَعِين جنبك المفتوح الذي لا ينضُب... لن أُعيرَ للأطعمة اهتمامًا؛ بعد أن تطلعتُ إليك وأنت معلقًا على عود الصليب؛ تمتص الخل من الأسفنجة. لذا صمتُ لأتشبه بفعل صومك؛ كي أميت بالروح أعمال الجسد وشغبه... أذللتُ بالصوم نفسي (مز ١٣:٣٥) لأنك من أجلي احتملت المحقرة ومذلة الجلد والبصاق.
سأرجع إليك بالصوم من كل قلبي لأنك رؤوف ورحيم. أعمل بإسمك ولحسابك وبإمكانياتك؛ فأكتشف الكنز وأنتصر في التجربة؛ وأرجع إليك مع الابن الشاطر؛ وأشرب من نبعك الحي مع السامرية، وأقوم مع المخلع وأستنير مع المولود أعمى ومع كل شعبك.
مقدمين لك ذبائح حية بخدمة محبة حارقة مبتعدة عن كل مَناهيك (مناهي الله)... تقدمة عاقلة لك بنار السجود والتوبة؛ وذبيحة متحدة بذبيحتك التي بها حملتَ العقاب الذي كان علينا. خاضعًا للتأديبات التي نستحقها؛ متنازلاً لما نحن عليه؛ منحنيًا لتحمل عنا اللعنة وترفعنا إلى مركزك المبارك... بإقامتك لنفسك أمامنا نموذجًا لنا؛ مجهزًا إيانا بسلاحك الكامل من أجل نصرة مشيئتك؛ التي تجعلنا نصير من أجلك كما صرتَ أنت من أجلنا.
صرتَ مثالاً عمليًا لنا في كل شيء؛ جعتَ وأنت الخبز النازل المعطي الحياة؛ قوام كل شيء؛ لأنك الأعلىَ من الكل بلاهوتك والمساوي لنا في بشريتك؛ صمت عنا أربعين يومًا وأربعين ليلة؛ لتؤسس لنا طريق الجهاد الروحي؛ ولتعلمنا كيف نواجه عدونا اللعين الذي يعمل في أبناء المعصية؛ مهيئًا لنا طريق السموات منتصرًا على الشيطان الذي كان غالبًا لنا؛ فطرحته إلى أسفل وعريته من قوته؛ ونزعت سلاحه كي تمنحنا نصرتك في رحلة صومك؛ ولكي يصير لنا الإدراك الروحي والعِلم الخاص بك؛ فنصعد معك على جبل التجربة لنُميت شهوات أجسادنا؛ ونضبط أنفسنا؛ ونبرأ من نزف دم الحرفية والناموسية والشكلية والنفسانية... فلا نتلاهىَ عن أبديتنا فيما بعد؛ لأنك صنعت من نفسك طريقًا لنا كي نتبع خطواتك.
عندما تصوم حواسنا ونجوع لك؛ تكون أنت شبعنا وخبزنا ومِلئنا؛ حينئذ نتكل عليك يا الله الحي؛ فلا ننهار من التخاويف؛ ولا نسقط تحت وطأة وعيد وتهديد الأشرار؛ ولا تؤذينا حرارة نيران هذا العالم... صومنا يليِّن قلوبنا المتعاظمة المُتخمة من قساوتها وغلاظتها؛ فترجع وتتوب إليك؛ لأنك لا تسكن في المستريحين والمدللين؛ والرخاوة عندك لا تُمسك صيدًا. ننعم بفصحك على أعشاب الصوم المرة؛ مرافقين لك مسيرة جبل التجربة في أمانة الشركة حذرين من غش الشركة؛ لنصير شركاء طبيعتك الإلهية.
كيف لنا أن نجوع وأنت قد رتبت لنا مائدة تجاه مضايقينا؟! كيف نجوع بينما كل شيء مُعَد؛ ووليمة السمائن موضوعة لجميع الشعوب؟! إنك تعرف ضعفنا ونقصنا ولا تقسو علينا؛ لكنك تريدنا مثلك؛ فاتحًا لنا طريق الغلبة بإنتصارك على المجرِّب في موقعة جبل التجربة... كي لا نسقط ثم يُسرع العدو ويتهمنا ثم يلتهمنا؛ بل نُبطل حيله هادمين كل ظنون وإرادة ذاتية؛ عندئذ نردّ لك وديعتنا سليمة كاملة على ذات الحال الذي أخذناها عليه؛ وصورتك المقدسة قائمة وصحيحة فيها؛ لأنك تطلب بهاءك المغروس فينا: فلا نخدم سيدين؛ ولا نهتم بالغد؛ ولا نكنز كنوز الأرض.
إن التجربة على الجبل هي إحدى شوامخ تدبيرك الإلهي؛ عندما تقدمت لتصارع وتغلب العدو كباكورة لنا -(آدم الثاني الجديد)- عدو جنسنا الشيطان؛ فتُسلمنا خبرة حياة؛ لأن آدم الأول كان عِلة سقوط؛ بينما أنت موضع النصرة... فالأول نفساني ترابي؛ لكنك أنت روح مُحيي الرب من السماء... علمتنا أن لا نطيع الشيطان؛ ولا ندخل معه في حوار البتة؛ فنتعلم منك الطاعة التي تألمت بها؛ بالخبرة والعمل؛ فتعليمك فعل وممارسة.
علِّمْنا في صومك أن نصنع صدقة ونقدم صلاة وصومًا في الخفاء. علمنا أن لا نعود نكسر وصاياك ولا نأكل من المحرَّمات؛ بل نتناول كل طعام وعمل ومشيئة من يدك؛ مدركين أن حياتنا ليست من اللباس ولا من الطعام؛ لكنها نسمة من عندك؛ وأنت الذي تمنحنا كل شيء بغنى للتمتع؛ فنلتقي بك عند ماء بئر يعقوب؛ وعند بركة بيت حسدا؛ وقبالة بركة سلوام؛ حتى لا نعود نطعن أنفسنا بأوجاع كثيرة؛ بل نسجد لك بالروح والحق؛ ونجحد إبليس علانية وكل أعماله وكل أفكاره وكل بقية نفاقه... كما يقول مار إسحق: (إن السجود يُرعب الجن؛ لأنه يشتهي أن يُطاع هو؛ وأن يخضع له الناس).
إننا نسجد لك صائمين؛ لأنه من غير الجائز أن نسجد ونحن ممتلئو البطون؛ كي نخرج معك بالروح؛ ونتعلم إجتياز كل ما عملته؛ حتى لا نكون عاطلين؛ بل نتيقن مما أودعته لنا من كنوز أدويتك؛ ففيك نربح كل شيء؛ لأنك قمت وأعنتنا.
في صومك في البرية؛ علمنا أن نقاوم إبليس فيهرب منا؛ أنك أُصعدتَ بحسب ما يقتضيه منطق التدبير كي تُجرَّب؛ لتعلمنا أن نلتصق بك ونتحد مع بقية القطيع؛ فننتصر... قدمت لنا صومك كي ترسم لنا طريق نصرة الخلاص. كمثل طبيب تعفينا من الموت؛ وتشفينا من كل سهام. وضعت على نفسك الصوم بدلاً عنا؛ كي تكون لنا مثالاً؛ وكي تردنا إلى الفردوس؛ وتنجينا من طوفان هذا العالم ومن بروق سدوم وعامورة الحارقة؛ التي كان إثمها الكبرياء والشبع من الخبز والإسراف في التنعم (حز ٤٩:١٦)؛ وبهذا تدلنا على أدوية خلاصنا؛ وعلى تصديق حقيقة وعظمة تدبيرك.
بك ومعك تصير ثمرة صومنا نافعة؛ فلا تهزمنا التجربة ولا تغطينا ظلمة الآلام؛ لأنك قتلتها بآلامك الشافية المُحيية... سمحت لنفسك أن تُجرَّب باعتبارك الوسيط بيننا وبين الآب؛ مريدًا أن تُعيننا كي ننتصر بك يا من تقدر أن تعين المجربين... صمت أربعين يومًا ولم تصم أكثر من موسى وإيليا؛ لأنك أخذت جسدًا مثل أجسادنا ولم تُزد عنهم لئلا يكون تدبير تجسدك غير مصدَّق.
أجبتَ أيها الكلمة بالكلمة الإلهية التي خرجت من فمك والمكتوبة والتي بها وحدها ننتصر؛ وأتيت بشهادة سفر التثنية؛ لأن كل من لا يعيش بك وبكلمتك لا يحيا. كلمتك التي هي أنفاسك ومشيئتك التي أعلنتها في الأسفار الإلهية؛ وهي التي تحمينا من تربُّص إبليس بنا؛ حتى في الأماكن المقدسة... عندما يوقفنا على جناح الهيكل ويحاربنا بالمجد الباطل وبالنصيب الأكبر؛ ثم يطرحنا إلى أسفل بفخاخه... إنه يستخدم كلامك ويوظفه بقصد شرير ليخدعنا؛ لأن كل واحد يلقي بنفسه إلى أسفل بمشورته؛ إنما يهلك بمشورة نفسه. حقًا إن عدونا لا يقدر على أحد؛ لكن كل من يتهاون بخلاص نفسه؛ إنما شهوته هي التي تصرعه.
في صومك يا رب نقتفي خطواتك؛ لأنك أنت وحدك الأقوى من القوي... والقادر وحدك أن تغلبه وتنزع سلاحه وتعلن سلطانك وقوتك؛ التي بها نعبر برية هذا العالم ونقاوم فظاعة مساكنة الوحوش والذئاب؛ ونحن محاطين بقوة خدمة ملائكتك وبوعدك لنا بأن الشيطان يسقط مثل البرق... إنه يقف ضدًا لنا في تحدٍّ... يجول ويزأر كي يبتلعنا منذ يوم معموديتنا وهو يحاربنا ويهدد وجودنا؛ إذ أن باب التجربة سيستمر مفتوحًا على طول المدى؛ حتى وإن تركنا إلى حين؛ لكنك أعطيت النصرة كميراث وكحق لكل من يجاهد على قدر طاقته ضد هذا المعاند والمشتكي.
بإسمك ننتهر هذا المعتنف والقتَّال للناس حتى لا نسقط وحتى لا يشتكي هو علينا؛ معلنين أننا لسنا من خواصه وأنه ليس له فينا نصيب. متمسكين برجائنا فيك؛ حتى لا نيأس من مجاذباته. متذكرين أننا وُلدنا منك؛ وأنك أنت قد أدنت الخطية في الجسد؛ فلن تسود علينا.
فلنلتقط أسلحتك يا رب؛ حافظين أسفارك لنحيا بكل كلمة تخرج من فمك؛ ونُشهر كلمتك في وجه الشيطان الذي يخدعنا بكلمات مكتوبة؛ لكنها معسولة؛ كدافع للتجربة. أنت من سمائك ترعى أعوازنا؛ وتهب لنا منَّك السماوي... فشتّان بين تدبيرك وبين حيل الشرير الجهنمية.
إنك لن تطرحنا إلى أسفل ولن تدعنا نسقط أو نرتد إلى خلف؛ لأنك تحملنا على الأذرع الأبدية... فكل شيء قد دُفع لك؛ وأنت تعطيه لمن تريد؛ تعطيه لكل من لا يخر ولا يسجد لإبليس ولا لمجد ممالك عالمه الدنيوي الفاني؛ تلك التي يملك فيها على رقاب العباد بالغش والخداع والظلم وإزهاق الأرواح.
إننا نتمسك بنصرتك يا مسيحنا ونسلمك مشيئتنا في ساعات الظلمة؛ لنغلب بك أعوان الشيطان (اذهب يا شيطان) فلك وحدك نسجد وإياك وحدك نعبد... في جبالك تقود نصرتنا وأمجادنا من جبل التجربة إلى جبل التجلي إلى جبل الجلجثة ونحن تحت مشيئتك؛ إذ أنك تعطينا مع كل تجربة المنفذ؛ فلا نتجرب فوق ما نستطيع؛ لكن بك ننجو من الشرير.
بصومك تعضدنا ضد مجاذبات الشهوة؛ وتعلمنا كيف نظفر بالشيطان. بصومك تردنا دفعة أخرى إلى الفردوس الذي منه طُردنا بسبب عصيان آدم الأول. علمتنا أن لا نسقط في الحفرة؛ ولا نبتلع الطُعم؛ لكن نعبر من البرية إلى الفردوس؛ وننظر إلى طريقك لنسلكها. بصومك أربعين يومًا؛ وبهذا الرقم السري؛ فتحت لنا طريق الدخول بمجد إنجيلك؛ لأنك في صومك لم تجُع إلى خبز الجسد؛ بل إلى خلاصنا.
عدونا المحتال ظن أنه سيجربك ويظفر بك... فبدأ بما سبق وغلب به آدم من قبل؛ لكنك ظفرت به لأجلنا كي نتغذى بكلمتك الحية بدلاً من خبز الأرض؛ ولكي ننشغل بالخبز الجوهري غير المنظور الذي يثبت قلوب البشر (مز ١٥:١٠٣)... فنحن لا نحيا بالخبز وحده؛ بل كلمتك الآتية من عندك هي قُوت وقوام نفوسنا. وصومك يعلمنا أنه لا بد أن ننقاد بالروح حتى تصير لنا الغلبة ونبتعد عن المجد الفارغ والافتخار وشهوة الأعمال الخارقة والتزويق لئلا ننحدر إلى أسفل في الهاوية.
فعدونا لا يقدر أن يؤذي إلا ذاك الذي يلقي بذاته إلى أسفل؛ فمن يترك عنه السماء ليختار الدنيا تتدنى حياته؛ ويسقط في الهُوَّة وقبض الريح؛ لأن هذا العالم وممالكه التي نراها في لحظة من الزمان هي أيضًا ستفنىَ وتنحل في لحظة؛ إنه عالم بائد وفانٍ؛ وهو من الهزالة والزوال؛ بحيث أنه يمضي قبل أن يأتي؛ لأنه سراب ولم يخرج منه أحد بشيء.
لقد قبلت بإرادتك أن تُجرَّب من الشيطان لتحولنا إلى شخصك؛ ففيك نُجرَّب؛ لأنك أخذت جسدنا وموتنا لتعطينا حياتك وخلاصك... منا أخذتَ الإدانة والتجربة وأعطيتنا البر والغلبة؛ وإن كنا نتجرَّب فيك؛ ففيك أيضًا الغلبة على الوحوش الرابضة في أعماقنا؛ وعلى الوحوش الرابضة من حولنا؛ لأننا لن نفوز بالإكليل إلا إذا غلبنا؛ ولا يمكن أن نغلب إلا إذا جاهدنا؛ ولا يمكن أن نجاهد إلا بنعمتك غير المغلوبة... فالمجد لك يا محب البشر؛ يا من أبطلت قوة العدو وحيله وحججه؛ وفضحت المجرِّب؛ وعلمتنا المسلك.
تأملات فى الخير والشر والحب والنفاق والكلمة الطيبة
فايـز البهجـورى
كل يوم يمضى بلا ضحكات
هو يوم ضائع فى الحياة.
فامسح الدمع من عيونك تصفو
وأغمر القلب فى ندا البسمات
وانشد الحب أغنيات وغنـّى
سوف تلقى فى الحب سر الحياة
***-------------------***
فى النفاق
قالوا : طويلا ليله…
قيل الشتاء… فقلت ليل العاشق.
قالوا : قبيحا شكله…
قيل الغراب ...فقلت كل منافق.
***-------------------***
فى الخير والشر
أحسن الى الناس تستبقى مودتهم
والشر بالخير- لا بالشر- تلقاه
فليس يبقى لنا من بعد رحلتنا
غير الذى قلنا ... أو ما فعلناه
***-------------------***
فى الكلمة الطيبة .. والعمل الصالح
سُئلّتُ عن "الجمال" فقلتُ : عُذْراً
لقد أبلته شمس الحادثات
سُئلّتُ عن "الثراء" فقلتُ: عفوًا.
سُئلّتُ عن "الثراء" فقلتُ: عفوًا.
لقد أفنته حاجات الحياةِ
سُئلّتُ عن "الفُتُوة" قلتُ : ضاعت
سُئلّتُ عن "الفُتُوة" قلتُ : ضاعت
مع الأيام فى كسب الفُتَاتِ
سُئلّتُ عن "المناصب" كيف صارت؟
سُئلّتُ عن "المناصب" كيف صارت؟
فقلت كما أتت تمضى لآتى
فقالوا : ما الذى يبقى؟ فقلت
فقالوا : ما الذى يبقى؟ فقلت
وفى الأقوال عُمُق الفلسفَات
هى " الأعمالُ " - بعد الموت - تبقى
هى " الأعمالُ " - بعد الموت - تبقى
لدى الأحياء خير الذكرياتِ
وقد يبقى - من الإنسان - قول
تخلِّده أحاديث الرواةِ
***-------------------***
لــذَّة العيــش المتــاعـب
أنت يا صاحب غاضب دائماً تشكو المتـاعـب
أنت تبغى العيش سهلاً دون سعىٍ فى مواكـبْ
لن تلاقى يا صديقى كل ما تبـغى مناسـب
إنَّ ما يطفو .. قليلُ فلتغُصْ حيث الرواسـب
ولتسارع للصحارى ولتسِرْ فوق الأجــادبْ
ولتعش فى العمر وقتاً فوق ظهـران المراكـب
جَرِّب العيش على البحرِ وفى قلـب الســرادب
ولتعش عَـيْـشَ كفاح فهو مفتـاحُ المـواهـب
عندها تعرف حقـــا " لـذة العيش المتـاعـبْ"
فـايز البهجـورى
سلسلة تأملات يومية
جسد تواضعنا
"سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (فى21:3)
لكنه "جسد تواضعنا" أو "جسد وضيع" أو "جسد ذليل". إنه معرض للتجاعيد والشيخوخة، والألم والمرض، والموت. إنه يحد نشاطنا ويعوقنا. والرب سيغيره ليكون جسداً ممجداً.
ونحن لا نعرف هذا بمعناه الكامل. فهو لن يعود عرضة للفساد والموت، ولا لحدود الزمن أو الحواجز الطبيعية. وهكذا سيكون جسداً حقيقياً، ومناسباً بالتمام، فى الوقت عينه، لظروف السماء سوف يكون شبيهاً بجسد الرب يسوع الذى قام به.ولا يعلِّم هذا النص أننا سنابه الرب يسوع فى ما يتعلق بسجايا الله. نحن لن نتمتع فى أى وقت من الأوقات بالمعرفة أو القدرة المطلقة، كما أننا لن نكون موجودين فى كل الأماكن فى الوقت عينه.
لكننا سنكون مثل الرب يسوع من الناحية الأدبية. سنكون إلى الأبد أحراراً من الخطية.
حينما أجد نفسى فارغاً من كل عمل صالح .. سأعود إليك
حينما أجد نفسى فاتراً وقلبى غير ملتهي .. سأعود إليك
حينما أسير فى الطريق ، وأراجع نفسى .. سأعود إليك
حينما يضعف جسدى .. سأعود إليك
حينما تشتد علىّ الحروب الروحية .. سأعود إليك
حينما أجد نقسى وحيداً ويتركنى الأحباء .. سأعود إليك
حينما يخاصموننى بلا سبب .. سأعود إليك
حينما تضعف همتى فى قيامى بواجبات الخدمة .. سأعود إليك
سأعود إليك لأخبرك عن كل أمورى فليس هناك شئ أخفيه عليك
فى نهاية كل خدمة سأعود إليك وأخبرك بما فعلت
حينما يشتاق قلبى إلى رؤياك والحديث معك .. فسأعود إليك
حينما أرى يمينك تسندنى وتشترك معى فى كل عمل .. فسأعود إليك
حينما يقابلنى النجاح ف حياتى .. فسأعود إليك
حينما أرى يمينك تسندنى وتشترك معى فى كل عمل .. فسأعود إليك
حينما أتدكر أعمالك معى فى الماضى متأملاً فى أمانتك .. فسأعود إليك
حينما أكلف بعمل جديد .. سأعود إليك . لترشدنى
حينما تتداخل الأمور علىّ وتصعب الرؤية .. سأعود إليك . لتبصرنى بالصالح
حينما أنظر إلى المستقبل .. سأعود إليك . لتمسك بيدى وتكمل معى المسيرة
حينما أطالع كلماتك المحيية .. سأعود إليك . لتنير عينىّ ,وتفتح بصيرتى لأرى عجائب من شريعتك
حينما أسمع عن نجاح خدمتك .. سأعود إليك
وحينما أرى امتداد الخدمة إلى أماكن بكر وجديدة .. سأعود إليك . لأشكرك وأطلب عوناً
حينما أرى امتداد الخدمة والحاجة إلى خدام كثيرين أمناء .. سأعود إليك . طالباً أن ترسل فعلة لحصادك
حينما أرى سحابة مظلمة توشك أن تحيط بالكنيسة ... سأرجع إليك طالباً أن تشملها برعايتك وتبدد أعدائها
حينما أسمع عن انتقال أحد الأحباء النافعين .. سأعود إليك طالباً راحة له وعوضاً صالحاً لكنيستك
حينما تقف الظروف مجتمعه لتعطل سير السفينة .. سأعود إليك أيها الربان الحكيم .. فالعمل عملك والكنيسة كنيستك
حينما أجد جدول أعمال اليوم مزدحماً .. سأعود إليك لتسهل كل الأمور
حينما يقف الشامتون أمامى والمستهزئون فاغرين أفواههم .. سأعود إليك لتطمئننى
سأعود إليك أيها الحبيب فى كل لحظة لأنى مشتاق إلى حبك
ها أنت قريب جداً منى
لا تخرجنى خارجاً
وعلى أى حال سأعود يوماً بعد إنتهاء شمس نهارى إليك وأكون معك إلى الأبد
نثق أنك فى السماء تصلى عنا يا أبانا
الخمس خبزات والسمكتين فى حياتى
من تأملات أبونا المتنيح بيشوى عوض
19/12/1997
هى إمكانياتى أضعها بين يديك لتعمل بها عملاً مباركاً
هى حياتى . حينما تتسلمها يكون لها قيمة
هى خدمتى ـ تبدو هزيلة وضعيفة ـ ولكنها تأتى بثمر وفير إدا تسلمتها وخدمت معى
هى أسرتى ، قليلة ولكن بنعمتك يصبح لها دور مؤثر
هى جلسات المحبة فى حضرتك . حتى وإن كانت قصيرة ـ لكنها هى بهجة حياتى وعضدى المتين
هى قوتى والتى فى الضعف تكمل
هى تأكيد لعملك مع الضعفاء
هى فيض تعزياتك تجبر بها خاطر أبنائك
هى العمل المتجدد والدى يشهد لجودك وعظمتك
هى كل المجهودات البشرية الأمينة التى حين تباركها تجعلها مثمرة لفائدة الآخرين
هى النبع الدى لا ينضب . نغترف منه كل يوم
هى الشبع الكبيرالدى يشهد لسخائك
هى هده كلها وأكثر من دلك . هى حبك وبركتك التى تغنى ولا يزيد معها تعباً
نثق أنك فى السماء تصلى عنا يا أبانا
سلسلة تأملات المتنيح القمص بيشوى عوض ـ محبتك يارب
16/1/1996
تجعلنى أزهد فى الدنيا ... فى مناصبها ، مالها ، شواهدها.
تجعلنى أرفض الخطية ... فكيف أتعامل مع عدو من يحبنى.
وتجعلنى أحفظ وصاياك (من يحبنى يحفظ وصاياى).
وتجعلنى أحتمل الألم بشكر.
وبسببها أحب الوسائط الروحية : من صوم ـ صلاة .. قراءات .. تأملات.
وتجعلنى أفكر فى السماويات.
وحينما أقوم بخدمتك فأتممها بفرح.
وهى معينة لى وضرورية لأحب الآخرين.
تجعلنى أرفض الخطية ... فكيف أتعامل مع عدو من يحبنى.
وتجعلنى أحفظ وصاياك (من يحبنى يحفظ وصاياى).
وتجعلنى أحتمل الألم بشكر.
وبسببها أحب الوسائط الروحية : من صوم ـ صلاة .. قراءات .. تأملات.
وتجعلنى أفكر فى السماويات.
وحينما أقوم بخدمتك فأتممها بفرح.
وهى معينة لى وضرورية لأحب الآخرين.
نثق أنك فى السماء تصلى عنا يا أبانا
سلسلة تأملات يومية
الخوف من المجهول
"بالإيمان إبراهيم لما دُعى أطاع .. فخرج هو لا يعلم إلى أين يأتى" عب8:11
الخوف من المجهول
"بالإيمان إبراهيم لما دُعى أطاع .. فخرج هو لا يعلم إلى أين يأتى" عب8:11
إن واحداً من أكبر العوائق التى نواجهها فى إتباعنا للمسيح هو الخوف من المجهول. ونحن نتمنى أن نعرف مسبقاً نتيجة طاعتنا، وإلى أين يأخذنا الله.
ولكننا نعطى فقط اليقين بأنه هو معنا وأنه الماسك بزمام الأمور. وبهذا اليقين نتقدم بثقة وجرأة إلى قلب المجهول.
لقد كان إبراهيم نموذجاً لاستجابة شخص راغب ومستعد للسير مع الله إلى قلب مستقبل مجهول (عب8:11)، لقد عرف أن الله دعاه وقد أعطاه وعداً، وكان ذلك كافياً. لذلك كان راغباً ومستعداً لاستئمان الرب على مستقبله.ولنا نحن أيضاً أن نتمثل بإبراهيم فنثق بالرب من جهة المستقبل، ونخطو متقدمين إلى الأمام بالإيمان. فإذ نقف على عتبة سنة جديدة، فلنجدد اتكالنا على الرب فى دروب الحياة التى نجهل شعابها وصعابها، ولنتشجع بالرب رغم عدم معرفتنا إلى أين نحن ذاهبون، واثقين أن يده تقودنا ومحبته تسندنا.ألا تكفينا رفقته س
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق