سلسلة 10 رسائل للخدام فى عيد القيامة
الرسالة الثانية
مع زقزقات العصافير، التى رفرفت أسرابها فجر القيامة، على حركة قدمى المجدلية المنطلقتين على أعشاب البستان، أرسل لك نبضات قلبى الذى يبعث لك بأجمل أمانيه.
كثيرون قد رأوا الرب بعد قيامته، ولكن طوبى للنفوس ساخنة المشاعر، التى وكأنها قد أبت إلا أن تعاين جماله ومجده فى أول النهار.
باكراً .. قبل أن تأتى أيام الهم، أو تجئ السنون التى يقول فيها الإنسان ليس لى سرور، قبل أن يظلم نور العينين، وترجع السحب بعد أن أفرغت حمولتها. قبل أن تبطل طاقة الشوق والحب فى القلوب الشابة. ويعود الأجير إلى بيته منهكاً فى غروب العمر (سفر الجامعة الاصحاح 12).
طوبى لهؤلاء المريمات. حاملات الطيب، المبكرات، وطوبى لكل نفس تتبع خطوات أقدامهن المهرولة فى الفجر، فلا تضيع يوماً فى عمل تافه، ولا ساعة فى أمر بطال. طوبى للذين لا يبعثرون الوقت فى خطوات متسكعة أو أحاديث فارغة.
هؤلاء هم خدام الرب الذين وهم يحملون طيبهم على أيديهم، لكى يدهنوا به أعضاء الجسد المجروحة، فإنهم يدفئونه بأنفاسهم الحارة، ويعجنونه بأكفهم الساخنة. إنهم يستثمرون كل دقيقة لحساب السماء، حتى لا يسرق منهم أغلى ما يملكون .. عمرهم.
ختاماً .. أكرر تهنئتى لك، ودعوتى لكى نعمل معاً مادام نهار قبل أن يأتى ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل (يو4:9).
وليحذر كل منا من تلك الثعالب الصغيرة التى تفقده حماسه.
مع رجاء أن تذكرنى وتذكر إخوتك فى صلواتك دائماً.
7/4/1991
الرب معك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق